ورصد "اليوم السابع" من داخل دفاتر محاكم الأسرة خلال هذا العام أرقامًا تظهر ذعر الرجال من الوقوف أمامها خوفًا من نظرة المجتمع.
60% من الرجال يخشون التصريح بإقامة دعوى خلع ضدهم
أظهرت إحصائية جديدة من أروقة محكمة الأسرة أن 60% من الرجال رواد محاكم الأسرة يخشون نظرة المجتمع، فيما كانت نسبة 40% من السيدات يرفضن الارتباط برجل مر بتجربة الوقوف أمام محاكم الأسرة بحسب إحصائية عشوائية لرواد مكاتب التسوية.
68% من السيدات اللائى أقمن دعاوى ضد أزواجهن أمام المحاكم يرون أنهم يفتقدون للرجولة وسماتها ويؤكدن أن السبب الرئيسى فى فشل تجربتهن فى الحياة الزوجية بسبب أزواجهن.
نسبة 32% من الدعاوى التى يقيمها الرجال أمام محاكم الأسرة تنقسم ما بين دعاوى ضم صغار وطلب طاعة واستئناف ضد أحكام نفقة ورؤية ويصرحون أمام مكاتب التسوية أن المحكمة ستنصف المرأة بسبب شيوع فكرة حفظ حقوقها.
وتتلخص أسباب لجوء السيدات للمحاكم حسب الإحصائية خاصة فى دعاوى الخُلع والطلاق إلى الأزمات المادية والاختلاف الفكرى وعدم التفاهم وحالات الضرب بين الزوجين، والاختلافات بسبب تربية الأبناء، والمشاكل بسبب العلاقة الجنسية بين الأزواج، والخيانة، والحموات.
وتشير الإحصائيات إلى أن النسبة الأكبر من الرجال يرون أن القانون كفل للسيدات سهولة التخلص منهم بسهولة وبذلك أصبحوا يشعرون بانتقاص رجولتهم.
منظمات الدفاع عن الرجال تطالب بـ"مساواة" الرجل بالمرأة فى قضايا الأحوال الشخصية
وقال الدكتور تامر عبد الحميد، رئيس جمعية لا للعنف ضد الرجال: "الرجال الآن يفقدون حقوقهم بسبب (بعبع) محاكم الأسرة وتمكين المرأة وتحولت الآية وأصبحوا يواجهون ضياع حياتهم بسبب إرضاء غرور الزوجات، خلاف نظرة المجتمع ومواجهة الاتهامات بأنهم السبب فى فشل الحياة ورفض الارتباط بمن دخل محكمة الأسرة لأنه من تسبب فى هدم المنزل وأخطأ دون أن يعرفوا الأسباب الحقيقية للنزاع بسبب شيوع أفكار سلبية بأن الرجل (سى السيد) و(مفترى) وأن المرأة (مكسورة الجناح) و(حمل وديع) وهذا ما لا يحدث فى الواقع".
وأكمل: "الرجل يجد صعوبة فى التصريح بأنه خلع بسبب شيوع فكرة الخلع لـ(الرجل المفترى) أو أنه لا يمتلك الرجولة ليترتب على ذلك مشاعر سلبية داخل الرجل، ليشرع الرجل بعدم الثقة تجاه النساء بصفة عامة والخوف منهن، إضافة إلى صعوبة التصريح لامرأة أخرى يريد الارتباط بها بأنه مخلوع حيث أثبتت الإحصائيات أن النساء يرفضن الزواج من المخلوع بنسبة 40% حسب قولهن (إنه مش راجل)".
فيما أوضح محمود رزق، محامى الأحوال الشخصية، أن نسبة لجوء السيدات للمحكمة أكبر من الرجال بسبب أن القانون كفل للمرأة الحصول على حقها بعدة أشكال مثل النفقة، والخلع، والطلاق للضرر، وأجر المسكن، والحضانة، أما الرجل فتمثل أشكال لجوئه للمحكمة دعاوى محدودة مثل طلب الطاعة، وضم أطفال، والرؤية، واستئناف النفقة.
وتابع: "العديد من الرجال الذى يطالبون بالدفاع عنهم أثناء إقامة دعاوى طلاق وخلع يخافون من عدم إعطائهم فرصة للدفاع عن أنفسهم أمام القضاء بسبب التعاطف مع دموع النساء".
غياب ثقافة النقاش بين الأزواج أهم أسباب تطور المشاكل الأسرية
من جانبها، قالت الدكتورة مها توفيق، أستاذة علم النفس، إن السبب الرئيسى لتطور مشاكل الأسرة المصرية وذهابها لأروقة المحاكم للبحث عن الحل يرجع فى الأساس إلى إنكار الزوجين وجود مشكلة وتأجيلهما المواجهة حتى تصبح المشكلة معقدة، فنحن للأسف نعانى من غياب ثقافة النقاش بين الأزواج، فكلاهما عندما تحدث المشكلة لا يستمعان ويبادران بحل الصوت العالى لذلك تفشل معظم الحلول حتى وإن كانت جيدة بسبب غياب صوت العقل".
وأضافت: "أما الرجل فهو من يعانى أكثر بسبب ظنه أن رجولته تأثرت ويدخل فى معركة عناد مع المرأة للانتقام، وهنا الأطفال هم الخاسر الأكبر فى تلك المعركة، وتصبح مواجهته للمجتمع أصعب خطوة من الممكن أن يمر بها".