بالصور.. من هو والد السفير الروسي بالقاهرة؟.. فاديم الكسيفيتش كيربيتشينكو ضابط المخابرات السوفييتى السابق وبطل الفرقة "103" والمحذر من نية السادات لقطع العلاقات وتغيير السياسة المصرية تجاه أمريكا

لا يعلم الكثير عن السفير الروسى فى القاهرة سيرجى كيربيتشينكو سوى أنه رئيس الدبلوماسية الروسية فى مصر، ولكن فى الحقيقة هو رجل ينتمى إلى أسرة مخابراتية سوفييتية عريقة من أب كان يعمل كمقاتل فى الفرقة 103 التابعة لحرس الكرملين.


يعد والد السفير الروسى فى القاهرة فاديم الكسيفيتش كيربيتشينكو، أحد أكبر ضباط المخابرات الروسية التى عملت فى مصر بعد دراسته اللغة العربية دراسة جيدة حيث حصل خلال حياته التى بدأت فى 25 سبتمبر 1922 وانتهت فى عام 2005 على 54 جائزة محلية وأجنبية.

ولد والد السفير الروسى والمخابراتى السوفييتى فى 25 سبتمبر 1922 فى كورسك، وأثناء دراسته فى المدرسة كان مولعا بالتصوير الفوتوغرافى، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية فى عام 1940 دخل مدرسة كورسك للقوات الجوية الخاصة، حيث تدرب هناك على الطيران لأول مرة، ولكنه لم يصبح طيار وتم إرساله للدراسة فى أكاديمية الهندسة التابعة للقوات الجوية، ثم خدم فى القوات المحمولة جوا.


قاتل فاديم كيربيتشينكو فى الحرب الوطنية العظمى "الحرب العالمية الثانية" كجزء من شعبة 103 للحرس المحمول جوا، حيث تم نشر هذه الفرقة فى فيتبسك وشارك فى معارك من أجل التحرر من النازيين فى المجر، النمسا وتشيكوسلوفاكيا، وحصل على ميدالية "الشجاعة".



والتحق فاديم كيربيتشينكو عام 1947 بمعهد موسكو للدراسات الشرقية فى قسم اللغة العربية، وتخرج فى عام 1952، قبل تخرجه بقليل، انخرط فى أجهزة الأمن للاستخبارات الخارجية السوفييتية، وفى 1 سبتمبر 1952 بدأ دراسته فى المدرسة العليا للاستخبارات، وبعد تخرجه من مدرسة الاستخبارات فى عام 1953. بدأ فاديم الخدمة فى الـ"كى جى بي" وفى السنة التالية، فى ديسمبر ذهب فى رحلة عمل إلى مصر.

قضى كيربيتشينكو فى مصر أكثر من خمس سنوات، وقام بالعديد من المهام بنجاح كبير، وبعد أن انتهت رحلته فى عام 1960، عاد فاديم إلى موسكو وبدأ العمل فى الجهاز المركزى للمخابرات الأجنبية التابع للكى جى بى.



وفى فبراير 1962، تم تعيين كيربيتشينكو فى تونس وخلال فترة اقامته فى تونس جاء فى عهده الرئيس بورقيبة الذى كان آنذاك لديه شعبية كبيرة للغاية فى البلاد، وكان أمام فاديم مهمة كبيرة وهى إنشاء والحفاظ على الاتصالات مع الحكومة الثورية المؤقتة للجزائر، التى عملت على النضال من أجل التحرر الوطنى ضد الاستعمار الفرنسى.

وعمل فاديم على دراسة الوضع السياسى فى تونس، وتحليل للأحداث حول البلاد، وإيجاد مصادر موثوقة للمعلومات ذات الصلة.

وجهت المخابرات السوفييتية فاديم كيربيتشينكو عام 1970 إلى مصر مرة أخرى بعد رحلة طويلة فى تونس ولكن هذه المرة كمقيم، وبناء على المعلومات التى وردت من قبل الموظفين الروس الذين كانوا فى مصر حذر موسكو من أن الرئيس المصرى أنور السادات أوشك على تمزيق العلاقات الودية مع الاتحاد السوفييتى، ورغبته فى تغيير السياسة الخارجية المصرية نحو الولايات المتحدة الأمريكية.

فى عام 1974 إلى عام 1979، شغل فاديم القائم بأعمال الإدارة المخابراتية "C" - المخابرات الخارجية فى الكى جى بى، وبعد ذلك فى عام 1991 أصبح أول نائب رئيس لقسم "C".


وفى 3 ديسمبر 2005 توفى البطل الروسى المخابراتى، حاملاً معه العديد من الملفات السرية.
يمتلك فاديم كيربتشينكو ابن وبنتين، ابنه هو السفير المصرى بروسيا سيرجى كيربيتشينكو، وزوجته هى المستعربة الروسية المشهورة فاليرا نيكولايفنا.