"الحب القديم ظهر تانى"، هذه العبارة تمثل للبعض كابوسًا مزعجًا مصحوبًا بأذى نفسى لا يطاق، وتهديد بالعودة مرة أخرى فى دوامة من البكاء والحزن والانزعاج، بأن يعرف الحبيب الحالى بالقصة. وقد تمثل لآخرين أملا جديدا باستعادة علاقة قديمة تمنينا لو ظلت مستمرة، وأيًا كان شعورنا إزاء عودة الماضى ندخل فى دوامة من الحيرة ويكون السؤال الأبرز "أعمل إيه؟، أرجع تانى ولا هضيع وقت وهنفشل تانى واللا الأحسن أبتدى من جديد؟".
ومهما استشرت من أصدقاء وأشخاص مقربين لن يمكن لأحد أن يساعدك فى هذه التساؤلات المحيّرة إلا نفسك، لذا تنصحك "هبة سامى" خبيرة التطوير الذاتى والعلاقات الإنسانية، بأنه إذا ظهر الماضى من جديد يجب ألا تتسرع فى إبداء رد الفعل، اطلب وقتًا للتفكير ومراجعة حساباتك، وفى خلال هذا الوقت يجب أن تضع بعض الأمور فى اعتبارك.
• يجب أن تتعرف على نفسك جيدًا فى البداية، فالماضى هو أنت. صورة منك ومن نفسيتك فى فترة العلاقة، أيًا كانت عيوب شريك وأيًا كان ما حدث بينكما وأيًا كان الخطأ الذى حدث فأنت مسئول أيضًا عن النتيجة، ويجب أن تفكر فى الأمر برمته، هل كان حبًا حقيقيًا؟ وماذا كان دورك فى العلاقة وكيف كنت تنظر لها، وفكر فى المعتقدات التى كانت لديك قبل الارتباط، أفكارك عن نفسك والآخر والحياة ودورك ورسالتك ونواياك وسبب وجودك فى الحياة، وهل كانت أفكارك هذه مشوهة أم صحيحة، هل تغيرت الآن أم لا. وكلما تقبلت هذه الحقيقة كلما ساعدتك أكثر على اتخاذ القرار إما بالعودة أو بالرفض.
• لا تفكر أبدًا فى العودة من أجل الانتقام، ولا تفكر فى العودة دون أن تفهم سبب انفصالكما الأول الحقيقى، لأنه لو عاد الشخص نفسه بدون أن تفهما ستواجه نفس المشاكل.
• جرب الاستعانة بمتخصص للتعرف على نفسك إذا واجهت صعوبة فى ذلك، وسيدلك هذا على بداية الطريق الذى يجب أن تكمل فيه.
• سامح نفسك وسامح الآخر، وفكر وفقًا لشخصيتك الجديدة هل هذا الشخص من الماضى مناسب لك أم لا؟، إن كان غير مناسب فاشكره من قلبك، لأنه كان صورة لأفكارك ومضى، وهو جعلك تعرف طريق السعادة وسر نجاح العلاقات حتى لو من خلال التجربة الفاشلة، وإذا كان مناسبًا وتعاهدتما على بداية جديدة تحترما فيها بعضكما البعض، وتتقبلان بعضكما بشكل تام وبعمق، وتقدما حبًا غير مشروط بدون التأثر بالتجربة السابقة.
أما إذا ظهر الماضى بعد أن دخلنا علاقة أخرى يمكن أن يضر بالعلاقة فى حالة واحدة، هى أن نكون ارتبطنا دون أن نعرف مشكلتنا مع نفسنا أصلاً. فى هذه الحالة تكون العلاقة مبنية على الاحتياج لما فقدناه فى العلاقة الأولى وغالبًا ما ستعمى العين والإدراك على باقى الشخصية التى يمكن أو بالتأكيد ستكون فيها عيوب، ويجب أن نعرف أن أى شىء قائم على الاحتياج والسبب سيزول بزوال السبب، وأن الاحتياجات تتطور، وكل احتياج مصدره وإشباعه هو النفس بتواصلك معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة