محمد صلاح العزب

حوادثك يا مصر

السبت، 28 نوفمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إذا أردت أن تتعرف على طبيعة شعب اقرأ صفحات حوادثه»
لا أذكر صاحب هذه المقولة، ولا أعرف إن كانت مقولة أصلا أم لا، لكنها أتت بـ«الزتونة»، وفى مصر تتنوع الحوادث ما بين البشاعة المفرطة والهيافة المفرطة، ومن بين كل الحوادث التى نمر بها، هناك حوادث تضحكنا رغم كل ما بها من وجع قلب.

الجريمة لا تفيد فى الغالب، لكنها تضحك فى بعض الأحيان، خصوصا إذا كان مرتكبها منحوسا.

وأضحك مثلا على خبر نجاح مباحث الإسكندرية فى ضبط فنى كمبيوتر قيد عامل «دليفرى» وصوره بـ«قميص نوم» انتقاما منه، لأن العامل تلصص على زوجته أثناء استحمامها من نافذة الحمام، وقال فتى «الدليفرى» وعمره 26 عاما إنه أثناء توصيل الطلبات للفنى، تعدى عليه الفنى وآخرون، وكبلوا يديه من الخلف، وجردوه من ملابسه وأجبروه على ارتداء قميص نوم حريمى وتصويره بالموبايل.

المباحث ضبطت فنى الكمبيوتر ووجدت على موبايله مقطع فيديو يظهر به فتى الدليفرى أو «الطيار» وهو يرتدى القميص، وقال فنى الكمبيوتر: إنه «قفش» فتى الدليفرى يتلصص على زوجته أثناء استحمامها من نافذة الحمام المطلة على سلم العقار.

القصة ملتبسة ودرامية ومضحكة وعبيطة، شباك مفتوح، وزوجة تستحم، و«طيار» يتلصص، وفنى كمبيوتر هداه التفكير إلى عقاب مبتكر بدلا من القتل الذى يمكن أن نقرأ عنه فى مثل هذه الحالات، والفتى الطيار لم يسكت وذهب إلى القسم، وأبلغ عن تصويره بقميص النوم الذى من المرجح أنه قميص الزوجة نفسها، ومواطن «نمس» فى التعليقات على الخبر يترك القصة كلها ويسأل: «ممكن تقولولنا عنوان العقار؟!».

خبر آخر فى نفس اليوم بطله «بقال» ترك المحل والجبنة البراميلى وشاى العروسة، واتفق مع زوجته على إقناع جارتهم بالإيقاع بمهندس، وقد كان، وحضّرت الجارة لليلة ساخنة مع المهندس، ودخل «البقال» وادعى أن الجارة هى أخته، وصرخ وقال للمهندس: أختى يا كلب، وضربها بالقلم، ثم أحضر البقال صديقا له، وأرغموا المهندس على خلع ملابسه وصوروه عاريا تحت تهديد سكينة المطبخ، ثم صوروا «الجارة» فى أحضان الباشمهندس على سرير البقال، وأخذوا منه الفيزا والباسوورد، وأطلقوا سراحه، ليكتشفوا بعدها أن الفيزا ليس بها سوى 15 جنيها، مما أضحك ماكينة الـ«إيه تى إم» نفسها.
إذا أردت أن تتعرف على طبيعة شعب اقرأ صفحات حوادثه، ومصر باينة من صفحات حوادثها، حتى لصوصها فاشلين فى السرقة، ونصابينها لا يملكون حيلا مبهرة أو ذكية، ورغم هذا ينصبون على البائسين.

الجريمة لا تفيد فى مصر، لكنها أيضا لا تضر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة