وكان اليوم السابع نشر يوم أمس تقريرًا مطولًا بعنوان "قساوسة تكفيرون: الجنة بتاعتنا" للزميل مدحت صفوت، عن التشدد والتكفير فى الخطاب المسيحى، ورصد أبرز التصريحات والمواقف الخطابية لكبار القساوسة والأساقفة والكهنة الأرثوذوكس، ضد الآخر المختلف مذهبيًا، أى أبناء الطوائف الأخرى، من الكاثوليك والبروتساتنت والإنجيليين، وضد المختلفين عقائديا أى من أبناء الأديان الأخرى.
جابر عصفور: تجديد الخطاب الدينى المسيحى "شأن داخلى"
واكتفى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، التأكيد على أن الدين المسيحى يحتاج إلى تجديد، مثله مثل الخطاب الدينى الإسلامى، رافضًا التدخل فى تفاصيل أخرى قائلا: إن هذا شأن مسيحى لا أستطيع الخوض فيه بالتفصيل، لكن على الأقل فالدين المسيحى ليس به إرهاب مسلح.
الخطابات الدينية موروثة من العصور الماضية
ومن جهته، قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، إن كل الخطابات الدينية الموروثة من العصور الماضية تحتاج لتجديد، لأن العصور الحديثة لها أسئلة تحتاج إلى إجابات، ومشاكل تحتاج لحلول، والإنسان فى حاجة من ناحية لأن يعيش حياته فى العصر الذى يعيش فيه، ومن ناحية أخرى يحتاج للدين، ولابد من تجديد الخطاب لكى يتوافق مع التطورات العصر، ومتغيراته.
وتابع عبد المعطى حجازى، أما فيما يخص الخطاب المسيحى فلا أستطيع التحدث بالتفصيل عنه، لأن هذه مسالة يتحدث فيها أكثر المسيحيين لأن هناك قضايا تخصهم وحدهم، مثل الزواج، والموضوعات المتصلة بهذه المسائل الشخصية.
وأضاف الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، أن الدين المسيحى ليس دين الدولة، لأن هناك مادة فى الدستور تقول إن الإسلام هو دين الدولة، وهذا معناه أن هناك مشاكل تواجهنا نحن بسبب هذا النص، وتحتاج إلى حلول لها جانبان: الأول هو ضروة الفصل بين الدين والدولة، ومن ناحية أخرى فتح باب الإجتهاد فى الإسلام لتجديد الخطاب الدينى، إذا كان الأزهر حتى هذه اللحظة، يدرس لتلاميذ المعاهد الأزهرية الفقه الموروث عن العصور الوسطى فلابد من النظر فيه، لأنه يتحدث عما كان فى العصور الوسطى ولم يعد له وجود الآن، ولا يتحدث عن المشاكل التى جدت ولم تعد موجودة حينذاك.
وأكد أحمد عبد المعطى حجازى على أن الخطاب الدينى الإسلامى فى حاجة ضرورية للتجديد أشد من حاجة الخطاب المسيحى، لأن الخطاب المسيحى يخص المسائل الشخصية، أما الإسلامى فهو يؤسس لحياة المصريين جميعًا لأن الدستور لكل المصريين.
الأصوليات جنود العولمة
ومن جهة ثانية، أكد الدكتور سيد ضيف الله، الأستاذ بالجامعة الأمريكية، أن التطرف سمة مشتركة فى جميع خطابات المجتمع المصرى، ليس فقط فى الخطاب الدينى فقط ولكن حتى فى الثقافى أيضا، فمنذ السبعينيات والمد الأصولى يتصاعد فى كل اتجاه.
وأضاف "ضيف الله" أن الخطابات جميعها سواء الدينى المسيحى أو الإسلامى أو الخطاب الإعلامى والعلمانى ضيقة الأفق، وتتسم بسمات التطرف، وذلك ليس له علاقة بالدين، بل هى رؤية العالم بامتلاك الحقيقة وعدم القدرة على إجراء حوار وعدم المرونة فى تفسير المواقف، والخطر هو أن التطرف والتعصب ناتج من انحدار مستوى التعليم والإعلام، وذلك ليس مقارنة بالماضى فقط ولكن مقارنة بما يشهده العالم كله من سيطرة الأصوليات.
وتابع "سيد ضيف الله، أنه على الرغم من كون العالم يدعى أنه يعيش فى ما بعد الحداثة لكن الخطاب الواقعى يؤكد أن الأصوليات تتجذر فى العالم أجمع حتى أن مقولة "الأصوليات جنود العولمة" أثبتت أنها جملة حقيقية، وفى ذلك ضرب لفكرة الدولة وتأكيد لفكرة الشركات العابرة للقارات للسيطرة على العالم، فالأصوليات الدينية أصبحت موظفة فى يد الرأسمالية.
موضوعات متعلقة..
- قساوسة تكفيريون: "الجنة بتاعتنا".. كهنة أرثوذوكس يخرجون الطوائف الأخرى من المسيحية.. ويحتكرون "السماء" لأتباعهم.. قيادات الكنيسة روفائيل وبيشوى وبولس جورج: فهم الكاثوليك والبروتستانت للثالوث "تخريف"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة