إسرائيل تتبع سياسة التجويع الثقافى وتحارب المسرح الفلسطينى

السبت، 28 نوفمبر 2015 10:00 م
إسرائيل تتبع سياسة التجويع الثقافى وتحارب المسرح الفلسطينى مسرح أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفن والإبداع أحد أهم الأسلحة اللازمة فى عملية صناعة الإنسان عن طريق صناعة وعيه، وفى فلسطين مهم بصفة خاصة فى الجهاد ضد الاحتلال ومقاومته وذلك لكونه يحمل العديد من الرسائل التى تكشف المحتل وفى الوقت نفسه تحمى الهوية، والمسرح من أكثر الفنون التى تحقق تلك الرسالة، لكن المسرح فى فلسطين يعانى سواء لعرب 48 أو فى الضفة وغزة، وتتوزع هذه المشكلات بين المنع وبين الأزمات المالية التى تهدد بغلق هذه المسارح.

وآخر هذه الأحداث "مسرح الحكواتى" حيث قال مدير المسرح الوطنى الفلسطينى، عامر الخليل، إن المسرح الذى كان على مدى ثلاثة عقود الرائد فى مجال الفنون التعبيرية للعرب فى القدس يتعرض للإغلاق بعد أن تجاوز مهلة تسديد ديون كبيرة للبلدية.

والديون التى يعانى منها مسرح الحواتى بلغت قيمتها 150 ألف دولار على مدى الأعوام الخمسة الماضية، حيث يدين المسرح بهذه الأموال لمجلس البلدية وصندوق التأمين الوطنى وشركة كهرباء إسرائيلية محلية.

وافتتح المسرح عام 1984 فى القدس الشرقية، وقوبل باستحسان دولى بسبب عروضه وتدريبه الممثلين الشبان، وقدم عروضا كثيرة مع فرق من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال عامر خليل "نحن المسرح المحترف الوحيد فى القدس الشرقية، وأتمنى أن نستطيع جمع نصف الأموال التى ندين بها على الأقل بحلول يوم الأحد أو الاثنين، وإلا سنضطر لإغلاق أبوابنا".

من جانبه، قال وزير شئون القدس فى الحكومة الفلسطينية عدنان الحسينى إنه يتوقع أن يتدخل الرئيس الفلسطينى محمود عباس ويمنع إغلاق المسرح.

وسبق أن دبت خلافات بين إدارة المسرح وإسرائيل، ففى عام 2008 انتشرت الشرطة فى المسرح لمنع إقامة مهرجان تحت عنوان "القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009".

ومنذ شهور قليلة أقدم وزير التعليم رئيس حزب "البيت اليهودى" نفتالى بينيت بإخراج مسرحية "الزمن الموازى" من سلة الفعاليات الفنية التى تشارك وزارته فى دعمها.

وما زالت بلدية حيفا توقف دعم مسرح "الميدان" فى المدينة لعرضه مسرحية "الزمن الموازى" التى ألفها الأسير وليد دقة المستوحاة من تجربته فى أسر مستمر منذ 30 عاما.

"ووليد دقة" من مدينة باقة الغربية داخل أراضى 48 حكم بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل جندى إسرائيلى عام 1984 وفى مسرحيته "الزمن الموازى" يتحدث عن أسير يحلم بالزواج وإنجاب الأطفال والتعلم بالجامعة.

وفى بيانه قال بينيت: "أرغب أن أكون حادا وواضحا: لن يمول مواطنو إسرائيل عملا مسرحيا متسامحا حيال قاتلى جنود ويحولهم لأبطال فهذا عمل غير تربوى".

وعلى غرار بلدية حيفا كررت وزيرة الثقافة ميرى ريغف موقفها بتجميد دعم وزارتها لكل فعالية فنية تعادى إسرائيل، وحملت على مسرح الميدان فى حيفا وعلى فنان عربى رفض المشاركة فى عرض مسرحية داخل مستوطنة.

كما أبلغ مسرح حيفا المجلس الإقليمى لمستوطنات غور الأردن عن إلغاء مسرحية "بوميرنغ" نتيجة قرار الفنان العربى نورمان عيسى من يافا داخل أراضى 48 عن اعتذاره لرفضه المشاركة بعمل فنى فى مستوطنة.

وكانت ريغف قد هددت أيضا فى حسابها على الفيسبوك أنه بحال عدم تراجع نورمان عيسى عن قراره فإنها ستعيد النظر فى دعم وزارته لمسرح "الميناء" للأطفال الذى يديره فى يافا.

وخلال مهرجان السينما فى الجنوب كررت ريغف تصريحاتها الشعبوية بقولها أن وزارتها لن تدعم أى عمل يمس إسرائيل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة