" أحمد" وبتشجيع من والده "حسن السراحين" وهو شيخ قبيلة فى المنطقة، استطاع أن يثبت تفوقه ويحصل على درجات متقدمة مكنته من اللحاق بالمرحلة الثانوية، ولأن ضالته العلم الحقيقى، ويبحث عن مدرسة حكومية جيدة، لم يجد أمامة الا مدرسة "مجمع نويبع التعليمى" بمحافظة جنوب سيناء على بعد 250 كم من منزله، وهناك استأجر له والده منزلا ليتمكن من استكمال دراسته.
يقول الأب، إن هذا الأمر قد يبدو طبيعيا لدى عامة الناس فى محافظات مصر، لكنه هنا فى وسط سيناء ليس بالسهل، فالمدارس تنتشر فى القرى للتعليم الابتدائى والاعدادى، لكنه تعليم روتينى، لايكفى حاجة الطالب ويسير على الورق فقط حيث لا أعداد مدرسين تكفى ولا حضور لهم فى أغلب الأوقات وهو ما يقتل حتى رغبة الجادين من المعلمين فى أداء واجبهم، وهذا يتسبب فى ضياع كامل للأطفال.
وأضاف، :" أدركت هذه الخطورة وأن عليه أن يتغرب أبنائه من صغرهم للحصول على التعليم ليصبحوا نافعين لأنفسهم ووطنهم بدلا من العكس خصوصا ان كل الخيارات العكسية متاحة هنا".
وأشار إلى أنه خلال المرحلة الإعدادية اشترى ابنه أسطوانات التعليم ودراستها على الحاسب الآلى الخاص به نظرا لعدم وجود مدرسين، ولم يكن يتلقى دروسا خصوصية، واثبت تفوقه وظهر ذلك فى نتيجته، وهو ماشجعه الا يقتل هذا التفوق والطموح وينقله للدراسة فى مدرسة هى الأقرب وان كانت الأبعد، لافتا إلى أنه تجاوز مدرسة ثانوية وحيدة فى منطقة نخل بوسط سيناء خشية الا تقدم لابنه تعليما جيدا خاصة أن المرحلة الثانوية تتطلب حضورا ومشاركة مع المعلمين ولن تمر كالإعدادية بالتعليم الذاتى عن بعد.
بدوره قال "أحمد"، إنه يقيم بجوار مدرسته الجديدة فى مدينة نويبع، ويذهب لزيارة أسرته كل يوم خميس ويزور والده بين الحين والأخر لمتابعته، لافتا إلى انه يسعى للتفوق فى المرحلة الثانية والحفاظ على مستواه التعليمى، واللحاق بكلية الهندسة، والعودة للعمل فى قريته بوسط سيناء وقد أصبح حالها افضل وبها حركة عمران وتنمية حقيقية واهتمام بالتعليم.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)