وأكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، أن كتاب الرواد اللبنانيون للناقد الكبير الدكتور كريم مروة يعيد إحياء مرحلة جميلة ومهمة من تاريخ مصر ويجب أن نعمل على استعادتها، وهى تلك الفترة التى كان المناخ المصرى فيها يحتمل كل الأفكار المختلفة دون الطعن فى النوايا، حينذاك كانت الحياة المصرية تستوعب الآخرين دون أى حساسية.
وأضاف الكاتب الصحفى حلمى النمنم، أن الكتاب يؤكد على أن الثقافة هى فعل يقوم على التسامح كما يقوم على قدر من التعاون العربى والأهلى والمدني، مشيرًا إلى أن الكتاب ينعكس مضمونه ليعبر عن عمق وقوة العلاقات المصرية اللبنانية، فاللبنانيون عاشوا فى مصر خلال فترة مجيدة فى الثقافة العربية المعاصرة، حيث شهدت انفتاحا ثقافيا كبيرا فى مصر، مشيرا إلى أننا عندما نتتبع جذور النهضة العربية يصعب فصل المصريين عن الشوام، وهو ما نراه من خلال دور اللبنانيين فى الصحافة العربية والمصرية وتأسيسهم لأقدم دور للصحافة المصرية مثل الأهرام ودار المعارف وروز اليوسف.
وقال السفير خالد زيادة، إن هناك آثار كثيرة للبنانيين فى مصر منها آثار تتعلق بالجدل حول فصاحة اللغة، وهناك الآثار الفكرية أيضاً، مشيرًا إلى أننا بحاجة لتفحص هذا الفكر والأثر الذى تركوه الرواد مثل شبلى شميل، وجورج زيدان، وفرح أنطوان.
وأضاف خالد زيادة، أالنزعة إلى المبادرة أصيلة فى الفكر اللبنانى كما فى مجال الأدب والثقافة وغيرها، مؤكدًا ضرورة إعادة أسس النهضة اللبنانية من أجل التأسيس لفكر نهضوى منفتح فى حاجة إلى معرفة تلك الفترة بشكل جيد.
ومن جانبه قال الدكتور رفعت السعيد، إن اللبنانيين جاءوا إلى مصر لعدة دوافع منها الاضطهاد العثمانى، وعلى سبيل المثال قد ترك شبلى شميل أثراً كبيراً فى الحياة السياسية المصرية وجاء إلى مصر فاراً لأن مصر هى دار الحرية، مشيرًا إلى أن الإنجليز فى مصر اتخذوا من اللبنانيين الهاربين من الاضطهاد العثمانى ركائز لتدعيم وجودهم فى مصر.
وأضاف الدكتور رفعت السعيد، أن المثقف المصرى يختلف عن المثقف اللبنانى فى عدد من الأشياء منها أن المثقف المصرى يتخذ من التعليم وسيلة للثروة والتقرب من السلطة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أى مثقف مصرى مستقل سوى سلامة موسى، مؤكدًا أن المثقف المرتبط بالدولة التى لا تعرف حرية الرأى كان مقيد الخطى، وبالتالى كانوا جميعًا موظفين بما فيهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ.
وقال الدكتور مصطفى الفقى، إن العلاقات الوثيقة التى ربطت بين مصر والتيار الفكرى اللبنانى تؤكد الرحابة وسعة صدر المصريين، فلا يوجد لديهم تعصب فى الفنون ولا الآداب وقد انتشر اللبنانيون فى كل المجالات حيث أن مصر سوق كبير فى التجارة والنشر والفن ومختلف المجالات، ولا تفرق بين مصرى أو لبنانى، فالعلاقة بين البلدين متكاملة وليست متنافسة.
وقال الدكتور كريم مروة، قرأت المجلات المصرية مثل الهلال والثقافة والكاتب المصرى، وتعرفت من خلال قراءتى لهذه المجلات على عدد كبير من الكتاب، كما تعلقت أيضاً بالسينما المصرية، والفنانين المصريين وتكون لدى الآن ما أسميه بهوس حب مصر فحين جئت إلى مصر عام 1954 كان ذلك بالنسبة لى بمثابة الحلم، وعرفت كوكبة كبيرة من المصريين الذين كتبت عنهم فى كتاب "وجوه مصرية مضيئة"، منهم حسن فؤاد، وألفريد فرج، وصلاح جاهين، ومحمود أمين العالم، وغيرهم، كما تعرفت أيضا على الرواد اللبنانين الذين أتوا إلى مصر وكانت اختيارهم على حق، لأن مصر بجمالها استدعتهم بشكل مباشر ليشاركوا فى النهضة التى نعتز بها، مؤكدًا أنه لولا مصر لما كان لهؤلاء الرواد أن يلعبوا هذا الدور، لأن مصر هى أمنا وعندما تشفى مما تعانى منه يشفى لبنان ويشفى العالم العربى كله.
واختتم مروة كلمته بأن أعلن عن اتفاقه مع د.هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب بأن يسلمه كتاب جديد نهاية العام القادم عن شخصيات وتواريخ مصر فى الثقافة والسياسة.
موضوعات متعلقة..
- وزير الثقافة: كتاب الرواد اللبنانيون يعيد إحياء مرحلة مهمة فى تاريخ مصر