محمد منير يكتب : أبناء الدولة العميقة ينقضون على برلمان 2015.. أصوات دوائر الطبقات الوسطى تتوجه للكتاب والمثقفين.. البرلمان المقبل «زيتهم فى دقيقهم ومعركة تهانى مع سيف اليزل.. بلح»

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015 12:48 م
محمد منير يكتب : أبناء الدولة العميقة ينقضون على برلمان 2015.. أصوات دوائر الطبقات الوسطى تتوجه للكتاب والمثقفين.. البرلمان المقبل «زيتهم فى دقيقهم ومعركة تهانى مع سيف اليزل.. بلح» على مصيلحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


كشفت نتائج القوائم فى المرحلة الثانية لانتخابات البرلمان عن أن المعركة الملتهبة التى شهدتها الساحة السياسية بين قائمة فى حب مصر برئاسة اللواء السابق سامح سيف اليزل، والتى اكتسحت نتائج المرحلة الأولى، وبين قائمة التحالف الجمهورى برئاسة فقيهة القانون تهانى الجبالى، كانت معركة وهمية ليست لمجرد فوز قائمة فى حب مصر، وإنما للفروق الشاسعة فى الأصوات، والتى لا تتفق مع سخونة المعركة بين القائمتين، والتى أوحت بأنهما قوتان متعادلتان، وهو ما دفع بعض المحللين إلى تفسير المعركة باعتبارها مشهدا معدا بغرض تجنب الانتقادات التى وجهت لانتخابات المرحلة الأولى لكونها معركة الطرف الواحد، إلا أن إعداد المشهد الانتخابى ليصبح مشهدًا ديمقراطيًا جانبه الصواب، لاعتماده على عناصر يتميز انتماؤها للنظام القائم واتفاقها على الحكم السائد بالوضوح، وهو أيضا ما يعكس تباينا شديدا فى الخبرات بين صناع المشاهد السياسية الآن وصناع المشاهد السياسية فى النظام السابق، حيث كان هؤلاء يعتمدون على خلق معارضة هيكلية لا تنتمى فى شكلها للنظام ويتحكمون فى سقف معارضتها ليبدو المشهد الديمقراطى متكاملًا دون المساس بهيمنة القائمين على الحكم.

ويظهر المشهد بوضوح عناصر مهمة فى النظام المباركى شكلت منافسة شديدة فى هذه الانتخابات، وفى مقدمتها حسين مجاور رئيس اتحاد عمال الأسبق، والقيادى السابق فى الحزب الوطنى المنحل، وأحد المتهمين فى معركة الجمل، ويحقق تنافسا شديدا أمام الحقوقى حافظ أبوسعدة فى دائرة المعادى، وأبوسعدة من الحقوقيين المؤيدين أيضا للنظام الحالى، والمشهد هنا يعكس صراعًا بين رجال النظام السابق غير المعارضين للنظام الحالى، ورجال النظام الحالى. كما نجح الدكتور على مصيلحى فى الاستحواذ على المقعد الفردى بدائرة أبوكبير شرقية باكتساح كبير، وعلى مصيلحى هو وزير التضامن الاجتماعى فى الحقبة المباركية منذ 31 ديسمبر 2005، والمسؤول عن وضع الخطة القومية لتطوير شبكات الأمان وترشيد الدعم.

كما شهد عدد من الدوائر منافسات من القيادات المباركية، حتى إن المشهد بدا وكأنه تصويت بالإيجاب على النظام السابق.

وبعيدًا عن الناجين من العزل السياسى، فقد عكست دوائر الطبقات الوسطى وعيًا مغايرًا ومزاجًا منحازًا للمثقفين والأيديولوجيين، مثل دائرة مدينة نصر، التى أعطت أصواتها فى المقعد للفردى للمرشح اليسارى سمير غطاس صاحب تاريخ المعارضة اليسارية طوال ثلاثة أنظمة مضت، وأحد قيادات الحركة الطلابية فى السبعينيات، وهو أيضا ما أكدته توجهات دائرة النزهة ومصر الجديدة، حيث تتنافس بشراسة الكاتبة فاطمة الناعوت على المقعد الفردى وتخوض معركة الإعادة. المخرج السينمائى خالد يوسف نجح فى الحصول على مقعد الفردى فى دائرة كفر شكر، معتمدًا على القاعدة الجماهيرية لخالد محيى الدين ابن الدائرة، وباعتباره امتدادًا فكريًا له، وهناك مناطق شهدت صراعات تعتمد على عوامل مختلفة مثل العزوة، وهو ما حدث بين توفيق عكاشة وفؤاد بدراوى، وكلاهما ينتمى إلى المشهد الإقطاعى فى الريف.

الشاهد أن المشهد الأخير يؤكد أن العناصر الأساسية للصراع على الساحة السياسية يبرز فيها بوضوح رجال الدولة العميقة الممتد دورهم حتى الآن.

اليوم السابع -11 -2015






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة