احتفلت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بختام دورتها التدريبية لتأهيل 43 متدرباً من خريجي الأزهر الأفارقة من عدة دول منها :" نيجريا – ليبيا – النيجر – تشاد – الصومال – بوركينا فاسو – مالى – السودان – ساحل العاج – غينيا كوناكري – غانا – السنغال – الكاميرون" ، لحمل رسالة الأزهر الوسطية لمواجهة أفكار التطرف والتصدى لها .
قال د. محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس الرابطة وعضو هيئة كبار العلماء خلال كلمته للمتدربين بالحفل : "أنتم الآن مبعوثون ووافدون لبلادكم حاملون معكم أمانة نقل رسالة الأزهر الوسطية المعتدلة بما تعلمتوه من علوم إسلامية شاملة تعتبر حصيلة غنية تنفعكم وتنفع المسلمين والبشرية .
وطالب القوصى المتدربين بأن يلتزموا في توصيل رسالة الإسلام بالقيم التى أشار إليها الله تعالى في محكم آياته :" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ 125سورة النحل ، مبيناً أن كلمة الحكمة كلمة جامعة شاملة تمنع كل شر وتدعو لكل خير فالداعى إلى الله حين تتمثل في ذهنه تلك القيمة فإنه يخاطب العقل وفي نفس الوقت لا يمكن أن تُبلغ رسالة الإسلام إلا إذا اتبع الحكمة الموعظة الحسنة لأنها تخاطب العاطفة والقلب فهى الوسيلة التى يتقبلها قلوب البشر وتصبح الدعوة إليهم ميسره محببه لافرض فيها بالقتل والدماء والعنف والغلظة ، فأى كلمة تصدر عن داع باسم الإسلام تناقض الحكمة والعلم والموعظة الحسنة فأعلموا أنها بعيدة كل البعد عن رسالة الإسلام السمحة ، كما أستتبع ذلك ملازمة قيمة المجادلة باللتى هى أحسن أى أن المسلم أو الداعى إلى الله يجادل بأدب ورحمة وتعاطف وألفه ، وبذلك تتحقق شروط الدعوة التى أمر بها الله ورسوله على أتم وجه.
أكد د. عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر وأمين عام الرابطة خلال الحفل على أهمية انعقاد تلك الدورات التدريبية خاصة وأنها تأتى في وقت يحتاج فيه العالم الإسلامى لتجديد الخطاب الدينى والدعوة الى الله ونقل رسالة الإسلام الوسطى الذى طالما شوهه المتطرفون المدعون الإسلام ، ومن هذا المنطلق يحرص الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر على مسار تلك الدورات لتحقيق هذا الهدف ، مؤكدا أن الرابطة تعتبر جسر تواصل يربط مؤسسة الأزهر الشريف بأبنائها وبمنهجها وماتمثله من المكانه التى خلقتها مؤسسة الأزهر لنفسها عبر 10 قرون ومايزيد .
وقال أسامة ياسين نائب رئيس الرابطة للمتدربين أن الرابطة على أتم استعداد للتواصل معهم لتلبيه طلباتهم وللحفاظ على النجاحات التى حققت من الدورة ، وطالبهم بعرض أفكارهم لخلق وسيلة للتواصل مع المدرسين والمسئولين بالرابطة .
وفي كلمته أكد د. خالد عمران أمين الفتوى بدار الافتاء – مدرباً بالدورة أن رسالة الأزهر ورثنها ابناً عن أب تعتبر كنز غالي في ايدى كل من يريد الانتهال من علومه الوسطية ولكنها كانت في حاجة إلى نفض الغبار عنها ، فقد أتت تلك الدورة وأمثالها لتحقيق هذا الهدف ،مضيفاً أنه تم خلال الدورة التدريب على كيفية استخدام ادوات التكنولوجيا الحديثة والمهارات الشخصية فضلاً عن العلوم الإسلامية الشاملة لتفنيد الأفكار المتطرفة والرد على من يصنعونها .
وقال احمد ربيع مدرس بكلية الشريعة والقانون – مدرب الدورة : "إننا كامدربين ومعلمين بالدورة حرصنا على طرح القضايا المعاصرة وتناولها بشكل تطبيقي بعقد عدة نقاشات حوارية بين المتدربين وطرح العديد من الاسئلة وايجاد الاجابات لها بمشاركة كلا من المتدربين والمدربين .
من جانبهم أعرب المتدربين عن عظيم الامتنان والشكر لمؤسسة الأزهر الشريف والرابطة برئاسة الإمام الاكبر د. أحمد الطيب لاهتمامه البالغ بعقد تلك الدورات التى من شأنها امدادهم بالمزيد من العلوم الاسلامية وصحيح الدين لتجعلهم في حصانه ضد الأفكار المتطرفة ولتساعدهم على تبليغ رسالة الأزهر دون أى شائبة.
خلال الاحتفال بختام دورة تأهيلية لعدد 43 متدرب افريقي
وزير الاوقاف الأسبق : الدعوة للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ولس بقتل أو دماء
الإثنين، 23 نوفمبر 2015 01:48 م