فشل تجربة شركات السكة الحديد بعد 8 سنوات من بدايتها.. "الهيئة" أسست 7 كيانات لمزاولة نشاطها.. خسائر إحداها تعدت نصف رأسمالها وأرباح أخرى لم تتخطى 30 مليون جنيه.. و"الجيوشى" تعهد بحل الشركات الخاسرة

أكثر من 8 سنوات من الفشل مضت على تجربة تأسيس الشركات المملوكة لهيئة السكة الحديد منتصف 2007، ضمن خطة إعادة هيكلتها فى أعقاب حادث تصادم قطار قليوب فى فبراير 2006، وكلفت حينها وزارة النقل مكتب الاستشارات الأمريكى "بوز آلن" إعداد خطة لتطوير وإعادة هيكلة السكة الحديد، انتهت إلى تقسيم الهيئة إلى 7 شركات تتولى القيام بأنشطتها، وتستهدف السيطرة وإدارة عاملى الهيئة الذين تعدى أعدادهم 70 ألف عاملا، بجانب الاستغلال الأمثل لموارد الهيئة وأصولها وأملاكها.

خطة إعادة الهيكلة التى أعدها مكتب "بوز آلن" شملت تأسيس 7 شركات مساهمة مملوكة لهيئة السكة الحديد، تشارك الهيئة فى ممارسة أنشطتها، هى الشركة المصرية لمشروعات السكك الحديدية النقل لاستثمار أراضى وأوصول الهيئة، وشركة السكك الحديدية للتأمين والنظافة لتتولى نظافة المحطات والقطارات وتأمينها، والوطنية لإدارة عربات النوم والخدمات الفندقية لتشغيل قطارات النوم وعربات النادى والكافيهات بالمحطات وتقديم الوجبات الغذائية، والمصرية لصيانة وخدمات السكك الحديدية "إيرماس" للقيام بأعمال الصيانة والعمّرات، والمركز الطبى لسكك حديد مصر لإدارة مستشفيات الهيئة بفكر استثمارى، والمصرية لتكنولوجيا النقل "ترانس اى تى" لتحديث وإدارة قاعدة بيانات الهيئة وشركاتها وميكنة نظام العمل بالسكة الحديد، والمصرية لصيانة وتجديد خطوط السكة الحديد لتركيب وتجديد القضبان.

والمتابع لأداء هذه الشركات يجد أنها تحقق خسائر سنوية باستثناء شركتى المشروعات والنظافة التى بدأتا تحقق بعض المكاسب إلا أن أرباحهما فى أفضل السنوات تراوحت بين 2 إلى 30 مليون جنيه، فالشركة المصرية لمشروعات السكك الحديد والنقل لم تتعدى أرباحها طوال السنوات الماضية الـ30 مليون جنيه، وهو رقم لا يمثل شئيا للأصوال والأراضى المملوكة لهيئة السكة الحديد التى تتولى استثمارها والبالغة 191 مليون متر مربع، أما شركة خدمات السكك الحديد للتأمين والنظافة فأرباحها لم تتعدى الـ5 مليون جنيه رغم أنها تحاسب السكة الحديد على خدمات النظامة والتأمين التى تقدمها بالمحطات والقطارات وفقا للعقد المبرم بين الطرفين.

أسوأ شركات السكة الحديد هى الشركة الوطنية لإدارة عربات النوم التى تحقق خسائر سنوية منذ إنشاءها، وتعدت خسائرها العام الماضى 50% من رأس مال الشركة المقدر بـ40 مليون جنيه، حيث حققت خسائر 32 مليون جنيه بعدما كانت 28 مليونا خلال عام 2014/2013، ما دفع الجهاز المركزى المحاسبات إلى إصدار توصية بحل هذه الشركة لعدم تحقيقها الهدف من إنشاءها وتحقيق خسائر سنوية، مطالبا بالدعودة لعقد جميعة عمومية عادية وغير عادية للنظر فى خسائر الشركة والنظر فى أمر حلها إلا أن هيئة السكة الحديد المالكة لهذه الشركة لم تفعّل أو تستجيب لتوصية الجهاز المركزى حتى اليوم.

الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الحالى عندما تحدث عن تجربة هذه الشركات أثناء رئاسته هيئة الطرق والكبارى، قال أنه لا يريد تكرار تجربة السكة الحيد فى الشركات، واعتبر شركات السكة الحديد نموذج سئ لا يريد تكراره، وكان أول قرار اتخذه بعد توليه مسئولية وزارة النقل هو استبعاد رئيس شركة النظافة لعدم رضاءه عن مستوى نظافة المحطات والقطارات، والأمر لا يختلف مع شركة تكنولوجيا النقل التى يتولاها اللواء سيد أيوب منذ نحو 4 سنوات.

وعلق الدكتور سعد الجيوشى بعدما تولى مسئولية وزارة النقل لـ"اليوم السابع" قائلا أنه بدأ فى تقييم تجربة الشركات ومراجعة أداءها خلال السنوات الماضية وما حققته كل شركة من هذه الشركات من أعمال، مؤكدا أنه سيقوم بحل الشركات الخاسرة والتى تحقق خسائرة مستمرة سنويا ولم تحقق الهدف من إنشاءها.