محمد دحلان: الغرب يدفع ثمن أخطائه ومجرم من يوظف الدين فى خدمة السياسية.. واستمرار الإرهاب يعود لاستخدامه الإسلام السياسى ضد العرب.. وعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية والنفاق لإسرائيل من أسباب ظهور داعش

السبت، 21 نوفمبر 2015 06:56 م
محمد دحلان: الغرب يدفع ثمن أخطائه ومجرم من يوظف الدين فى خدمة السياسية.. واستمرار الإرهاب يعود لاستخدامه الإسلام السياسى ضد العرب.. وعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية والنفاق لإسرائيل من أسباب ظهور داعش محمد دحلان خلال الندوة
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرح القيادى الفلسطينى محمد دحلان أفكارا فى "مؤتمر الأمن التعاونى والتهديدات المترابطة" الذى اختتم أعماله فى بروكسل، أمس الجمعة، برعاية وتنظيم من "منظمّة حلف الأطلسى" و"معهد الاتفاقية الأطلسية".

وأوضح دحلان فى كلمته أسباب ازدهار "داعش" وأخواتها من المنظمات الإرهابية، منتقدا السياسات الغربية التى تكيل بسياسة المكيالين فى موضوع الإرهاب، مؤكدا ان حل القضية الفلسطينية والنزاع العربى الإسرائيلى فى طليعة الحلول السياسية القادرة على تفكيك فاعلية التنظيمات الإرهابية".

وعدد دحلان أمام الحضور ما أطلق عليه "جرائم التطرف الدينى اليهودى" وتحديدا تلك التى وقعت فى الأعوام الأخيرة، مشيرا إلى أن حدة التطرف الإسرائيلى وجرائمه "ازدادت منذ بداية توقيع اتفاقية أوسلو (عملية الحرم الإبراهيمى عام 1994 )، كما برزت حدة هذا التطرف من خلال فتاوى الحاخامات المتطرّفين بقتل الفلسطينيين الأبرياء، منوها الى أن هذه الفتاوى هى التى أدّت إلى"قتل الطفل محمد أبو خضير وحرقه وهو على قيد الحياة عام 2014، والجريمة البشعة الأخيرة بحق الرضيع دوابشة وعائلته، وسواها من الجرائم التى تندرج فى خانة التطرف الدينى.

ودعا دحلان المشاركين فى جلسة بعنوان "الأبعاد الحديثة للقتال ضد الإرهاب" الدول الأوروبية إلى اعتماد ثوابت محددة فى حربها ضدّ الإرهاب أبرزها الإقتناع بأن "الإرهاب الذى تهادنه اليوم سيضربك غدا"، والإبتعاد عن أوهام التوظيف السياسى للإرهاب، وعدم تصنيف الإرهاب بين ارهاب سيئ يجب ضربه وإرهاب جيد يمكن احتوائه وتوظيفه، وإن على دول حلف الأطلسى الاعتراف بأخطائها السابقة وبأنها ليست محصّنة من الإرهاب".

ولفت إلى أن الإفادة من أخطاء الماضى تتطلب الاعتراف بالأخطاء وأبرزها أن "المجتمع الدولى ترك بعد غزو العراق بلدا محطما ومئات الآلاف من القتلى وتكرر الأمر فى ليبيا بعد إسقاط نظام القذافى، حيث ترك الشعب الليبى بلا حلول جدية". وقال دحلان إن "بعض الدول العربية والغربية تتعاون مع منظمات إرهابية لابتزاز هذه الدولة أو تلك".

وربط دحلان بين استخدام الدين لأغراض سياسية والإرهاب قائلا:" لا يحصر الإرهاب الدينى بـ"داعش"، بل كل من يستخدم الدين على أنواعه ويوظفه لمصالح سياسية هو إرهابى مفترض، وهذا ينطبق على الجميع سواء مسلم، أو مسيحى، أو يهودى.

وعن أسباب ازدهار "داعش" اوضح دحلان ان عدم ايجاد حل للقضية الفلسطينية والنفاق الدولى لإسرائيل هو فى طليعة الأسباب التى أدّت الى ازدهار "داعش"، فالعنف الاسرائيلى والتلاعب بمصير الشعب الفلسطينى خلق بيئة خصبة لإرهاب تطور فى الأعوام الماضية، فرؤية طفل فلسطينى يحرق لم يهز ضمير العالم وهذا ما يعزز استخدام القضية الفلسطينية من قبل الإرهابيين كبضاعة جيّدة لتسويق أفكارهم وتطرفهم.

وأضاف ان سببا رئيسيا آخر لنمو ظواهر التطرف والإرهاب هو "اختطاف الدين الإسلامى المتسامح من قبل أفراد وجماعات لتنتجه على شكل دين جديد: دين "بن لادن"، دين "القاعدة"، دين "داعش"، دين "العريفى"، دين القرضاوى"

اليوم السابع -11 -2015

استمرار الارهاب يعود لتعزيز الغرب استخدام الاسلام السياسى ضد العرب


وخلص الى أنّ استمرار نمو الإرهاب يعود الى فشل المجتمع الدولى فى فهم تطلّعات المجتمعات العربية، والى تعزيز استخدام الإسلام السياسى من الغرب وإسرائيل ضدّ الدول العربية.

وعرّج دحلان على أسباب أخرى منها فشل الدول الغربية فى دمج اللاجئين العرب والمسلمين فى المجتمعات الغربية حيث يتمّ تهميش هؤلاء بشكل واضح مما يجعلهم يعيشون حياة صعبة، وكذلك تطوّر أدوات الاتصال التى أدت إلى عولمة الإرهاب وتحويله إلى عابر للدول والقارات وحتى الديانات، فالتعبئة والتجنيد والتحريض والتكليف بالمهام أصبح كله يتم عبر وسائل التواصل الإلكترونية.

وبعد عرضه للأسباب طرح دحلان فى مداخلته ما يراه حلول لمشكلة الإرهاب ومقسما هذه الحلول إلى حل دينى وحل سياسى وآخر أمنى.

اليوم السابع -11 -2015

فعلى صعيد الحل الدينى، اعتبر دحلان أن مسؤولية هذا الحل تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية، من خلال تطويرها للخطاب الدينى التنويرى والسمح يعتمد من دول ومؤسسات نافذة مثل مكّة والأزهر والأقصى، وتجنيد وتجميع كافّة علماء الدين الداعين لتجديد وتعزيز الخطاب الدينى المعتدل والذى اعتبرهم دحلان انهم يشكلون غالبية علماء الدين ولكنّ صوتهم غير مسموع وتأثيرهم محدود.

وشدد على ضرورة ان يتم تعميم هذا الخطاب الدينى المتجدد المعتدل فى المساجد والمؤتمرات والإعلام والجامعات ومناهج التعليم، وأن لا يبقى محصورا فى ندوة هنا وخطبة هناك، ودعا كذلك لتجريم الخطاب الدينى المتطرّف وتحريم نشره وتوزيعه والحدّ من آليات تسويقه، ولفت إلى أنه "لا يمكن للعلمانيين مواجهة هذا الدين التكفيرى بل إنها مهمة منوطة بالضالعين بالدين ".

أما فيما يتعلق بالحل السياسى فقد نصح دحلان بعدم التعامل مع التنظيمات الإرهابية أو تصنيفها من خلال التنافس الحزبى داخل الدول، وأن لا يتم استخدامها كورقة مصالح أو ضغط بين الدول، مشددا على أن لا حل سياسى مع الإرهاب وإنما الحلول السياسية يجب أن تكون فقط لإنهاء النزاعات القائمة فى سوريا والعراق وليبيا بين الأطراف البريئة من الإرهاب فكرا وممارسة .

وتوجه دحلان إلى الحاضرين من الدول الاوربية بقوله: "نحن لا نعمل لدى دولكم عبر "الريموت كونترول"، وإذا كان نشاط الإرهاب محصورا فى السابق بالدول العربية، فإنّه منذ فترة أصبح ينمو فى دياركم، ونحن نشعر بالحزن لذلك لأنّ أوروبا أفادت الإنسانية وقدّمت لها أشياء جميلة"، واستطرد مخاطبا الحضور: "وصل الإرهاب إلى فرنسا وأنتم لا تزالون تفكرون بأدوات وأساليب الماضى إذا لم تتعاونوا مع الدول العربية والدول المحاربة للإرهاب بغضّ النظر عن رأيكم فيها فإن الإرهاب سيتفشى فى دولكم".

اما أمنيّا، فقد اقترح دحلان فى مداخلته بناء تحالف دولى جديد بعيد عن الأساليب التقليدية للتحالفات الدولية التى عرفت طوال السنين الماضية، من خلال إنشاء منظمة أمنية لمكافحة الارهاب بين دول حوض المتوسّط والدول العربية تكون بديل عن التنسيق الهشّ والخاضع للتناقضات السياسية لكلّ دولة، وعلى أن تكون كافّة معلومات الدول متاحة لهذه المنظمّة دون حواجز".

اليوم السابع -11 -2015

ولفت إلى ضرورة تطوير الأداء الأمنى بما يتلاءم مع تطوّر الإرهاب لافتا إلى وجود خبرات محتكرة وسرية لكلّ دولة على حدة.

وردّا على أسئلة الحضور وتعقيبا على مداخلات المتكلمين خاطب دحلان المؤتمرين فى بروكسيل بقوله: "إنّ أوروبا الرسمية تعالج قضايا الإرهاب بطريقة خاطئة يشوبها الكثير من النفاق السياسى، فأوروبا تدرك تماما بأنّ تجارة النفط من قبل داعش تتمّ عبر تركيا، وهى تغضّ الطرف عن ذلك، وتعلم أن الجزء الأكبر من الإرهابيين وصلوا إلى سوريا من خلال تركيا وتغض النظر عن ذلك أيضا !، وتسأل لو كانت تجارة نفط الإرهاب وتوفير ممر لعناصره يتم من خلال دولة عربية، فهل كانت دول أوروبا أو الناتو ستغض النظر؟

أردوغان يسعى لإعادة الإمبراطورية العثمانية على حساب دم العرب


وأضاف دحلان لقد كان الغرب يقول لنا فى الماضى وينصحنا كعرب: أنظروا لأنفسكم فى المرآة، ونحن نقول لكم اليوم أنظروا لأنفسكم انتم اليوم فى المرآة، هل موقفكم المتفرج على تركيا وهى تغذى الإرهاب فى سوريا موقف مسؤول؟!! ..لا أقول هذا الكلام من منطلق عداء لتركيا ولكنى ضد سياسة أردوغان فى تدمير الدول العربيه معتقدا انه سيعيد امبراطوريته العثمانية على حساب الدم العربى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة