وائل السمرى

قبل أن نصحو على كارثة

السبت، 21 نوفمبر 2015 03:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن أعرض لك هذه المشكلة لعلك بحاجة هنا إلى أن أذكرك بأن متحف محمود سعيد بالإسكندرية يضم فى داخله ثلاثة متاحف غاية فى الأهمية، وهى متحف لأعمال محمود وآخر لأعمال الأخوين سيف وأدهم وانلى، وآخر للفن الحديث يضم أعمالا لعبدالهادى الجزار، وحامد ندا، وأحمد عثمان، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان ومارجريت نخلة، وصلاح عبدالكريم، وصدقى الجباخنجى، وعفت ناجى، والحسين فوزى، وحسنى البنانى، وفاروق حسنى، وآدم حنين، وعبدالهادى الوشاحى، خلاف مخزن به آلاف اللوحات القيمة التى لا تستطيع مصر تعويضها، ولعلك بحاجة أيضا إلى أن أذكرك بأن أسعار أعمال هؤلاء الفنانين تعد الأعلى ما بين فنانى مصر، فسعر اللوحة الواحدة لمحمود سعيد قد يصل إلى 2.5 مليون دولار، وآخر لوحة بيعت له منذ أسابيع كانت بـ650 ألف دولار، وإذا أفضنا إلى هذا أن المتحف يضم أهم لوحات سعيد على الإطلاق ومنها لوحة «قناة السويس» الشهيرة، وإذا أضفنا أن ما بهذا المتحف من أهمية تاريخية وحضارية كبيرة فإن هذه الإضافات قد تساعدك فى رسم صورة كاملة عن ضرورة الحفاظ على هذه الثروة القومية.

أول القصيدة بل أول الثغرات المرعبة هى أننى فوجئت بأن المتحف الذى أغلق لمدة أربع سنوات من أجل تأمينه لم يؤمن بالشكل الكافى، فبرغم أن موظفى المتحف من مديرين وأمناء وفنيين وأفراد أمن يمارسون عملهم على أكمل وجه، لكن المؤسف أن تجد الكثير من العيوب التقنية القاتلة تهدد أمن المتحف وسلامته، فكاميرات المراقبة التى وضعت فى قاعات عرض المتحف بها العديد من «النقاط العمياء» ولا تغطى الكاميرات سوى نصف القاعة فحسب، وبهذا تصبح القاعة مهددة فى أى وقت بالسرقة، أضف إلى هذا أن المتحف مهدد باستمرار بالغرق كلما اشتد المطر أو اشتعلت النوات، وقد فوجئت أثناء زيارتى لمتحف الفن الحديث بوجود بعض الحوائط الخالية من اللوحات برغم وجود أماكن لتعليقها، وحينما سألت السيدة نظيرة طمان عن سبب خلو هذه الحوائط قالت لى إنها خافت عليها من آثار الأمطار فنقلتها إلى المخازن، كما قالت لى إن المتحف مهدد بالكثير من الأضرار منها أن المخزن المتحفى غير ملائم بالمرة لحفظ هذه الكنوز الثمينة، وعلى حد قولها فقد قالت «المخزن يصعب على الكافر».

من أجل هذا كان سؤالى للسيدة «طمان» مهما برغم أنه تقليدى: ألم تخبرى رؤساء القطاعات المتعاقبين بهذه المشكلات؟ فقالت: صرخت وكتبت ونبهت ولم يلتفت أحد، وقبل افتتاح المتحف قلت للدكتور أحمد عبدالغنى هذه المشكلات فقال لى: خلاص مفيش وقت أنا اديت ميعاد للوزير وجاى يفتتح، أما المحزن فى الأمر هو أن هذا المتحف وغيره من متاحف مصر أغلقت بعد كارثة سرقة لوحة «زهرة الخشاش» للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل وحرمه من أجل تأمينها وسد الثغرات الأمنية فيها، ولا أريد هنا أن أعيد فتح ملف «الافتتاحات الوهمية» التى قام بها الدكتور جابر عصفور، لكنى فقط أنبه وأصرخ قبل أن نصحو على كارثة مماثلة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الدميري

هو الباشا متخصص متاحف والا ايه

اتحفتنا بجد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة