فى ذكرى ميلادها الـ80.. فيروز ملاك الحب وضمير الوطن الحى

السبت، 21 نوفمبر 2015 03:10 م
فى ذكرى ميلادها الـ80.. فيروز ملاك الحب وضمير الوطن الحى فيروز
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يا حمام يا مروح بلدك متهنى/ إن شفت حبايبى ورحت لهم/ فكرهم بعذابى وحبى" إنها "فيروز" بعد أن التقى بها حليم الرومى يوم سبت من شهر مارس 1950 تغنى للحمام العائد لبلده كى يحمل رسائلها لمن تحبهم.. من يومها والعرب فى مشرق الأرض ومغاربها ينتظرون رسائل فيروز لتطمئن قلوبهم الملهوفة.

فيروز جارة القمر وجارة قلوبنا أيضا، الشاهدة على كل قصص الحب الناجحة والأخرى التى لم يكتب لها التوفيق، لكنها مع ذلك ظلت أثرا لا يمحى بسبب أغنيات فيروز، ليس الحب وحده هو عنوان فيروز لكن الوطن أيضا كان محورها الثانى الذى شدت على أوتاره فحكت التاريخ بحلوه ومره فقد غنت فيروز للسلام ووثقت للحرب، ولأن أوجاع العرب أكثر من أفراحهم كان الحزن والأمل طابعا أساسيا فى صوتها.. فغنت لسقوط الأندلس، وللقدس.

فيروز المسكونة بالشجن والحنين بجسدها النحيف الذى يعكس قلبا كبيرا وبعينيها الممتلئتين بالشوق، بما ساهم فى جعل الجميع يخيلها فى شكل ملاكة الحب التى تهمس فى الآذان بجميل القول، وضمير الوطن الحى المتمثل على خشبة المسرح يبحث عن نصير.

ستعيش أغنيات فيروز ما قدر للفن أن يعيش، سيأتى تطرف ويذهب وسيوجد داعش الإرهابى وينتهي ويأتى سياسيون عادلون وظلمة ويمرون مرور الكرام أو غيرهم وتبقى فيروز بأغنياتها للأوطان العربية وللبشر، بعيدا عن الحكام والرؤساء والملوك، لم تحب هى الملوك ولم تجد راحتها فى حضرة الرؤساء لذا تم منع أغانيها من البث لمدة سبعة أشهر فى لبنان، بعدما رفضت الغناء للرئيس الجزائرى هوارى بومدين.

والمعروف أن الحروب نار ونور لكونها تكشف الروح الطيبة من الروح الخبيثة وفيروز روحها طيبة فعندما دخلت لبنان لهيب الحرب الأهلية صمتت فيروز عن الغناء، ورفضت ترك منزلها ببيروت رغم تعرضه للقذف بصاروخ، وفى عام 1994 وبعد انتهاء ويلات الحرب الأهلية الطائفية غنت جارة القمر فى ساحة الشهداء الشاهدة على الدمار التى خلفتها القذائف والنيران، غنت للبشر والناس، غنت لكل أبناء الشعب، غنت لبيروت فقط.

يتفق الناس ويختلفون فى أشياء كثيرة لكن تظل فيروز القيمة الوحيدة التى لا يختلف أحد حولها، فى الحرب اللبنانية، ظل لبنان وطنها، وسوريا وطنها، أرادت وكان لها ما أرادت ألا تحسب على طرف ما ولا على فئة ما، فظلت بريئة من التعصب مستعصية على الكراهية.

فيروز أو "نهاد وديع حداد"، ابنة الحفلات المدرسية التى لعبت دورا فى الكشف عن نبوغ موهبتها، وفى عام 1949 استمع إليها الملحن والموسيقى سليم فليفل، وتعهدها بالرعاية فحفظت عنه الأناشيد وعلمها أصول الأداء الصحيح، ثم ألحقها بفرقته التى كانت تذيع برامج مدرسية من دار الإذاعة اللبنانية باسم الأخوين سليم ومحمد فليفل وفرقتهما، وأثناء ترددها على دار الإذاعة لفت صوتها نظر الشيخ حافظ تقى الدين سكرتير برامج الإذاعة الذى قدمها إلى رئيس قسم الموسيقى الفنان الكبير حليم الرومى، والد ماجدة الرومى، وأفرز هذا اللقاء حصول فيروز على وظيفة فى فرقة كورال الإذاعة بمرتب زهيد للغاية بعدها التقت بالأخوين رحبانى.

ومع الأخوين رحبانى تغير مسار الأغنية العربية وأصبح القلب قادرا على حب اثنتين فيروز وأم كلثوم، لا يجدا تناقضا بين قوة الصوت وحنيته، وصارت فيروز جناح الغناء المنتظر لطائر الشدو.

موضوع متعلق..


"فيروز هى الأغنية التى تنسى دائما أن تكبر".. مواقع التواصل تتزين لتهنئة جارة القمر بعيد ميلادها الثمانين..مشاهير وفنانون أبرزهم راغب علامة وأحلام يهنئون أرزة لبنان..ومحبوها: منحتنا وطنا جديدا فى صوتها





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

يحي.الراهيم

عمل

قري

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة