جاء ذلك ردا على سؤال هل يجوز للأسير أن يقتل نفسه رغبة منه فى المحافظة على أسرار الدولة وحرصًا على سلامة جيوشها المرابطة فى الميدان؟ وهل يعتبر هذا القتل استشهادًا فى سبيل الله يستحق عليه أجر المجاهدين؟.
وأضاف مفتى الجمهورية أن قتل النفس عمدًا من أكبر الكبائر وأشدها عقوبة عند الله، وجناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره فى الإثم والعقوبة؛ لأن نفسه ليست ملكًا له وإنما هى ملك لله سبحانه وتعالى.
وأشار المفتى إلى حديث الرسول: "الذى يخنق نفسه يخنقها فى النار، والذى يطعنها يطعنها فى النار"، وغير كثير من الأحاديث والآثار الصحيحة الدالة على تحريم قتل النفس وبشاعته، ولشدة النكير على فاعله لم يرد فى الشريعة الإسلامية ما يبيحه أو يخفف عقوبته لأى سبب من الأسباب ولا لأى ظرف من الظروف مهما كان خطره ومهما كانت النتائج المترتبة عليه. حتى نص الفقهاء على أن الإنسان إذا أكره بقتل نفسه على قتل نفس شخص آخر فقتله فهو آثم.
وقال: "هذه سيرة السلف فى تعذيبهم واضطهادهم للتخلى عن الإسلام والنطق بكلمة الكفر وفى حروبهم وتعرض بعضهم لما لا تطيقه النفس البشرية لم نسمع ولم نر أن أحدًا منهم أقدم على قتل نفسه للتخلص مما هو فيه من تعذيب شديد واضطهاد. ومن هذا كله يتبين أن الإنسان لا يجوز له بحال من الأحوال مهما كانت الظروف والدواعى أن يقتل نفسه".
موضوعات متعلقة..
المفتى لوزير العدل الكويتى: الإرهاب الأسود لا يريد الاستقرار للمجتمعات الآمنة