علا الشافعى تكتب: تذهب المهرجانات وتبقى الأفلام

الجمعة، 20 نوفمبر 2015 09:13 ص
علا الشافعى تكتب: تذهب المهرجانات وتبقى الأفلام علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقام المهرجانات وتنتهى، وننتقد مشاكلها التنظيمية وغيرها من ظواهر ولكن تبقى المتعة فى مشاهدة أفلام من هنا وهناك، حضارات وأوجاع بشر، نرى على الشاشات عالم بات موحشا، حروبا تأكل الروح فقر ينهش الروح قبل البدن، مخرج شاب سورى طموح _ عن جود سعيد أحدثكم _لا يستطيع الحضور إلى مصر لحضور عرض فيلمه لأنه لم يحصل على تصريح أمنى، ويصنع بخطابه المرسل إلى الصحافة والإعلام فيلما موازيا لفيلمه الذى يروى حالة البؤس التى وصلنا إليها فى شريطه السينمائى "بانتظار الخريف" بطولة النجمة السورية سولاف فواخرجى الذى عرض ضمن قسم آفاق السينما العربية وهو الفيلم الذى أختار مخرجه جود سعيد الكوميديا السوداء ليعبر بها عن الوضع السورى وما وصلت له الأمور من خلال أسرة سورية يرمز المخرج جود سعيد من خلالها للشعب السورى الذى بات يحارب الألم بالفرح والموت بالسعادة وجع هنا فى سوريا يماثله وجع آخر فى سريلانكا ذلك الرجل "ديبان" الذى يضطر أن يعيش حياة غير حياته وينتحل ليس فقط باسبورا لشخص قتل بل يقوم هو وامرأة أخرى وطفلة قتلت عائلتها يرغبون جميعا فى الفرار من الحرب ويكونون عائلة صورية فقط ليهربوا إلى أوروبا وتحديدا فرنسا ويحصلون على باسبور لاجئ.

الفيلم لا يرصد فقط حياة هولاء البشر الذين شردتهم الحرب وأكلت روحهم وبات كل منهم لا يعرف سوى صورا سيئة رسخت فى ذاكرته وأصبحت تحكم خيالاته وأحلامه، الرجل والذى كان ضابطا يقاوم وحرقت عائلته بأكملها زوجته وأولاده والفتاة التى قتلت عائلتها وتركتها خالتها والفتاة الشابة التى اجتثت عائلتها، الفيلم ليس من الأفلام الفنية أو التى تحتفى بالصورة بل هو فيلم يعكس واقع إنسانى شديد السواد يقترب من الميلودراما للمخرج الفرنسى جاك أوديار.

الميلودراما التى قد لا تروق للكثيرين ولكنه واحد من الأفلام الكاشفة عن حجم المآسى التى أصبحت تحكم عالمنا للمخرج "جاك اوديار" صاحب فيلم النبى والذى سبق وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان كان السينمائى أيضا فيلم "ديبان" هو الفيلم الفرنسى الحاصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائى فى دورته المنصرمة وعرض فى قسم مهرجان المهرجانات، ضمن الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائى، وإذا كان ديبان اضطر أن يعيش حياة غير حياته ويهرب من عنف وجد فيه بحكم الصراع الطائفى والسياسى إلا أن والفيلم الهندى أومريكا والذى عرض داخل المسابقة الرسمية، يروى حياة أسرة هندية تعيش فى احدى القرى البعيدة الابن يهاجر إلى أمريكا أو كما ينطقها أهل القرية والأم أومريكا لتحقيق حلم الأم فى الثراء أو ليعيش حياة بدلا منها وتحلم هى بها أنه الحلم الأمريكى الذى يراود الكثيرون يختفى الابن ولا تعرف عنه الأم شيئا وتقرر أن توقف حياتها، لا تأكل إلا ما يعينها على الحياة ولا تسمح لزوجها بالاقتراب منها وتعنف ابنها الصغير دائما، إلى أن يأتيها خطاب من ابنها وصور لحياته فى أمريكا، ولكن بعد وفاة الأب تتكشف الخدعة الكبيرة وهى أنه من كان يقوم بإرسال الخطابات ويجد الابن الأصغر نفسه مضطرا إلى أن يكمل الكذبة ليس ذلك فقط بل يعمل على السفر إلى أمريكا للبحث عن شقيقة والذى يكتشف أنه لم يغادر الهند ويقرر أن يضحى بنفسه لأجل حلم الأم ويذهب إلى إحدى عصابات التهريب والتى تضعه فى "كونتين"، الكل يعيش حياة ليست له الكل يحوله الواقع إلى مسخ، الكل يتحايل لكى يعيش نتيجة لذلك الواقع المأساوى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة