تهدف هذه الدراسة إلى البحث فى علاقة الدين الإسلامى باستشراف المستقبل، الذى يعتبر واحداً من أكثر الأديان نموًا وتسارعًا على الأرض؛ فشمولية الإسلام ونظامه الفقهى واستيعابه لفطرة الإنسان يجعله دينًا ذا رؤية شاملة وواضحة للمستقبل، ومن هذا المنطق يؤكد الباحث على صلة الدين الإسلامى الكبيرة بتأسيس المستقبل والتعامل معه والحكم عليه استنادًا للكتاب والسنه النبوية.
ويسهم الباحث فى الإجابة على أحد التساؤلات الكبيرة: هل يعد فهم الدين على وجهه الصحيح أحد الأولويات المستقبلية؟ يطرح هذا التساؤل ويؤكد أن دراسته لن تطرق إلى أية فتاوى دينية بل تحاول أن تسهم فى تكوين الرابطة الضرورية بين فكرة الإيمان والتسليم والعمل بالدين فعليًا فى واقع الحياه.
ويطرح الباحث فى بداية دراسته عدة أسئلة محورية عن التغير المستقبلى الذى من الممكن أن يشهده العالم فى كافة الفروع التى تمس عميق الانتماء لدى المسلم، فهل حقًا سيتراجع التدين والشعور الدينى وما يشكله من أساس تكوينى فى الكائن البشرى من جراء طرح القضايا التى تمس جوهر القيم الدينية لدى الإنسان، مثلاً كإمكانية تطبيق الخلود الإلكترونى باعتباره بديلاً ملموسًا عن الخلود الذى يبشر به الدين؟ أم إن الحاجة إلى الدين ستتزايد فى إطار من البحث عن الانشداد إلى أصول تعطى البشرية قدرها المتوازن والمميز؟ وهل سيعتبر الدين ابتكارًا بشريًا لمحاولة تعليل ما لا يمكن تعليله؟ أو سيبقى اصيلاً جنباً إلى جنب مع الانتهاض العلمى المستمر؟ هذه بعض من الأسئلة المطروحة من الكاتب والتى تدعو القارئ للتفكير بشكل استشرافى ومستقبلى.
يرتكز البحث على المنطلقات الأساسية لمفهوم الاستشراف من منظوره الإسلامى بمنهجيه وصفيه فى ثلاثة مداخل رئيسية: المدخل العقدى لاستشراف المستقبل، المدخل الفقهى، والمدخل السنى، يعرض الباحث فى بداية دراسته المفهوم العلمى والمنهجى لاستشراف المستقبل، فالاستشراف هو المهارة العلمية التى تهدف لاستقراء التوجهات العامة فى حياة البشرية.
موضوعات متعلقة..
رئيس اتحاد كُتاب مصر:نتضامن مع أحمد ناجى ضد إحالته للمحاكمة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة