يصادف اليوم الذكرى الـ 98 لوعد بلفور المشئوم الذى منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وهو الوعد الذى أدى إلى تأسيس دولة إسرائيل، وتشريد وتهجير الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، حاملين معهم مفاتيح منازلهم آملا منهم فى العودة مرة أخرى لأرضهم وتحرير بلادهم من الكيان المغتصب.
ووعد بلفور هو الاسم الذى تم إطلاقه على الرسالة التى أرسلها آرثر جيمس بلفور فى الثانى من نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
وأرادت بريطانيا فى مكافأة اليهود على عملهم ومساعدتهم لها فى الحرب العالمية الأولى رغبة منها فى كسب اليهود، فأصدرت بريطانيا ذلك الوعد عام 1917م أعقبها تتابع الهجرات اليهودية من شتى أقطار العالم، وذلك بدعم منظمات صهيونية كى يتم رفع عدد اليهود على أرض فلسطين حتى ارتفع عددهم فى عام 1948 من خمسين ألف مهاجر إلى ستمائة وخمسين ألفاً، ثم تتابعت الهجرات من كل أنحاء العالم.
وقد ساعدت بريطانيا الصهاينة على احتلال الأراضى الفلسطينية عن طريق منح الأراضى من جانب وترهيب السكان لترك أراضيهم من جانب آخر، واستخدمت العصابات الصهيونية كافة سبل الترهيب ضد المواطنين الفلسطينيين لتهجيرهم من أرضهم وسلبها بقوة السلاح بمساعدة الإنجليز، وهو ما دفع الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم بالثورة والمقاومة لوقف تمدد الصهاينة على الأراضى الفلسطينية ومحو تاريخ البلاد.
عصبة الأمم تقر وعد بلفور
واعتبر وعد بلفور جزءاً من الانتداب البريطانى على فلسطين، وهو انتداب تم إقراره فى مؤتمر سان ريمو 1920 المجلس الأعلى لقوات الحلفاء، وفى عام 1922 أقرّت عصبة الأمم الانتداب بما فيه الوعد بعد الحرب العالمية الثانية وما رافقها من مجازر نازية، اتسع نطاق الهجرة اليهودية من أوروبا الغربية هذه المرة إلى فلسطين، وتحوّل الوعد بوطن قومى لليهود إلى دولة سرعان ما تنافست على الاعتراف بها كل من موسكو وواشنطن ومن ثم منظمة الأمم المتحدة فى عام 1948.
الشعب الفلسطينى من جانبه لم يستسلم لسرقة أرضه ووطنه من قبل دولة الاحتال، وانتفض عام 1920م بوجه بريطانيا والصهاينة نتيجة عميات السلب من قبل الصهاينة لعدد من مشايخ القدس، وفى عام 1921 وقعت انتفاضة يافا، على إثر إطلاق عدد من الصهاينة النيران بشكل عشوائى، على مجموعة من الفلسطينيين فى مدينة يافا، وقامت الكتائب الصهيونية فى قمع الانتفاضة الثانية، وجاء رئيس الوزراء البريطانى ونستون تشرشل إلى فلسطين، لمحاولة فتح قنوات الحوار مع قادة المقاومة الفلسطينية، إلا أن تحيز تشرشل لصالح عصابات الصهيونية، أوقف الحوار لسنوات.
الشعب الفلسطينى يثور ويقاوم
ثورة الشعب الفلسطينى لم تتوقف ولم تهدأ ضد الصهاينة، فقد ثار الشعب الفلسطينى عام 1929 م ضد عصابات الصهاينة عقب محاولاتهم طمس الهوية الدينية من خلال تسمية حائط البراق باسم "حائط المبكى"، تأسست لجنة الدفاع عن البراق بمشاركة عناصر من لبنان وسوريا، واشتبك الفلسطينيون مع عصابات الصهاينة فى عدد من المناطق، لكن قوات الاحتلال البريطانى تدخلت مرة أخرى، وأعدمت العشرات من عناصر المقاومة الفلسطينية.
وبعد مرور 98 عاما على صدور وعد بلفور وقيام دولة إسرائيل، تدفع تل أبيب بمنطقة الشرق الأوسط إلى حرب دينية من خلال محاولاتها الحثيثة لتهويد القدس والمقدسات الدينية، مما قد يدفع بالمنطقة إلى حرب دينية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الدينية، وذلك فى ظل صمت دولى حول تلك الجرائم.
ولا تتوانى إسرائيل عن التنكيل بأبناء الشعب الفلسطينى من قتل وتعذيب وتنكيل بالشباب والشيوخ والنساء، ويخوض أبناء الشعب الفلسطينى معركتهم التى بدأت منذ عام 1917 مستعينين بسلاح الإيمان والحرية والحجارة بوجه دولة الاحتلال، فى ظل تحركات دولة تقودها السلطة الوطنية الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وكشف جرائم دولة الاحتلال لدول العالم.
وفيما يلى نص وثيقة وعد بلفور الموجهة للحركة الصهيونية..
وزارة الخارجية البريطانية
2 نوفمبر 1917م
عزيزى اللورد روتشيلد
يسرنى جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالى، الذى ينطوى على العطف على أمانى اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى البلدان الأخرى.
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.
موضوعات متعلقة..
- وقفة للحملة الشعبية الفلسطينية على سلالم نقابة الصحفيين فى ذكرى وعد بلفور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة