وقالت أمنية سالم لليوم السابع وهى تعمل فى البيت العربى التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، حول التغيرات التى طرأت فى إسبانيا فى التعامل مع المسلمين بعد أحداث باريس "فى إسبانيا يوجد العديد من الإسبان الذين يرغبون فى تعلم اللغة العربية فى البيت العربى بعد قرارهم اعتناق الاسلام"، وحول وجود مظاهر للتمييز العنصرى للمسلمين "فى إسبانيا لا يوجد أى مظاهرة للتميز العنصرى ضد المسلمين بشكل عام ، أما بعد أحداث باريس فهناك فظهر بعض الخوف الذى أصبح يسيطر عليهم خاصة فى ظل وجود انتحاريات، حيث إنه من قبل لم يكن هناك فتيات تقوم بعمليات إرهابية، ويوجد الآن بعض النظرات التى تدل على وجود مخاوف من المسلمين ولكن لم يصل الأمر إلى عنف جسدى".
وحول دور المساجد فى نشر التفكير المتطرف فى إسبانيا قالت أمنية "لا يوجد شك أن الخطاب الدينى فى المساجد يبنى على أسس كتب التراث والذى يؤثر بشدة على المتلقى، و المشكلة أن الأسبان أو الأجانب الذين يعتنقون الإسلام، بالنسبة لهم مصدر التعليم الدينى للإسلام المعتمد الوحيد هو المسجد لتعليم الإسلام والفقة والعبادات والنوافل، أمام المسجد هو السلطة الدينية المخولة الجهة الوحيدة الموثوق فيها لتعليم الدين ، ولكن الموضوع يبدأ بشكل تدريجى حيث يبدأ امام المسجد بوجود التفرقة بين المرأة والرجل، والتشديد على الحجاب، إلى أن يوصل لإقناع هؤلاء الأشخاص بأن يصدقوا وقتنعوا تماما بهذه الخطابات الدينية الى تصل تدريجيا الى الدعوة للعنف، فبطبيعة الحال ائمة المساجد لهم دور فى تطرف الفكر بالنسبة للمسلمين الجدد.
وقالت أمنية حول تعامل الحكومة الإسبانية مع المسلمين، إن "هنا فى أسبانيا ليس هناك فارق، يوجد قانون تنطبق على الجميع المسلمين وغير المسلمين، بغض النظر عن الدين والجنسية، وقوانين التكافل الاجتماعى تتطبق بنفس الطريقة تتطبق على أسرة مهاجرة من أى جنسية آخرى تطبق على العرب فى أسبانيا، لا يوجد فارق بين عربى ولاتينيى وصينى، لا يوجد فروق فى التعامل مع المسلمين، مع إمكانية وجود حالات فردية.
وأضافت: "الحجاب لا يمثل أى مشكلة فى أسبانيا، على العكس من ذلك فإن الشعب الإسبانى يثق فى المحجبات أكثر ، من الممكن يكون هناك مشكلة فى العمل فى احد المؤسسات، ولكن فى الوظائف المنزلية أو التعامل مع الشعل لا يمثل هذا مشكلة على الإطلاق.
وأكدت أن الإجراءات الأمنية فى أسبانيا يتم تطبيقها بحزم ، فلابد من الحزم فى أمر مكافحة الإرهاب"، مشيرة أن الجمعيات الاسلامية قامت بالعديد من المظاهرات حداد على ضحايا باريس ومنددة بالإرهاب وإساءة فهم الإسلام.
وروت أمنية لليوم السابع: "أسبانيا بدأت تتخذ الإجراءات اللازمة حيث وجدت شخص يرتدى بدلة مفرقعات ويمسك جهاز كشف معادن ويمشط بجانب شريط المترو، وهذا تجنبا لتكرار أحداث 11 مارس 2004، وكان بعض المنفذين من الذين أرسلتهم أمريكا إلى أسبانيا والتى كانت أفرجت عنهم من سجناء جوانتانمو، كما أن مترو الانفاق فى مدريد أعلن الاضراب غدا، حيث يتم العمل بنصف عدد القطارات، وهو على ما يبدو خطة لتدريب على الإخلاء فى حال حدوث هجمات".
مصطفى الدبيجى: الشرطة أصبح لديها مخاوف من حاملى الجمنسية المغربية
أما مصطفى الدبيجى - من المسلمين العرب في إسبانيا - أكد لليوم السابع أنه "لا يوجد فى أسبانيا عنصرية أو تمييز ضد المسلمين، الجميع هنا يقول أن أوروبا ستعمل بكافة جهودها لمعالجة الإرهاب خاصة بعد تفجيرات باريس، والناس هنا يعلمون أن لا علاقة للإسلام بالإرهاب، ولكن الشرطة الإسبانية لديها خوف وحظر شديد من الاشخاص الذين يحملون الجنسية المغربية وتم اعتقال بعضهم والتحقيق معهم والتحرى عن بعضهم".
وتعتبر أسبانيا من أكثر الدول التى أثبتت تعايشها مع المسلمين، حيث ارتفع عدد المسلمين وخاصة النساء فى إسبانيا فى الفترة الآخيرة، وأصبح لديهن مكانة كبيرة فى أسبانيا، وأصبحن طبيبات ومحاميات وعلماء نفس وصحفيات ومنهن من تعمل فى الهندسة المعمارية والقانون وغالبيتهم يرتدى الحجاب ويؤكدن أنهن يعيشن بحرية فى أسبانيا بالإسلام والحجاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة