أسرار مكالمة "حل الأزمة" بين السيسى وبوتين..مصادر روسية: بوتين شرح لنظيره الضغوط الممارسة عليه بسبب الطائرة.. ومبعوث كبير فى القاهرة خلال أيام.. وإشادة روسية بتعامل السيسى بـ"الصمت والعمل الدؤوب"

علمت «اليوم السابع» من مصادر روسية مطلعة، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين شرح فى مكالمته الهاتفية الأخيرة، مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الضغوط التى تمارس عليه داخل وخارج روسيا، جراء أزمة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وما اتخذ إثرها من إجراءات.

وكشفت المصادر أن مبعوثًا روسيًا كبيرًا سيزور القاهرة خلال أيام، للتأكيد على متانة العلاقات المصرية، وبحث التعاون لإنهاء الأزمة، فى ضوء ما اتفق عليه الرئيسان فى الاتصال الهاتفى الأخير.
وجرت 4 مباحثات هاتفية بين الرئيس السيسى ونظيره الروسى منذ بداية أزمة سقوط الطائرة الروسية، وأوضحت المصادر أن آخرها جاءت فور الانتهاء من اجتماع لجنة العشرين فى تركيا، واتفق الطرفان على تسوية أمنية وسياسية وفنية لتبعات الحادث، وعلى إثرها كلف الرئيس السيسى «خلية الأزمة» بدراسة المقترحات الروسية، وشكل الرئيس الروسى مجموعة عمل أخرى للتشاور مع المجموعة المصرية للوصول لحل للأزمة.

وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت فى بيان لها أن اتصالا جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ووفق ما صرح به السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، فإن الرئيسين توافقا خلال الاتصال على تعزيز التعاون الدولى فى مواجهة الإرهاب، خاصة أن المرحلة الحالية تفرض أكثر من أى وقت مضى أهمية تضافر جهود البلدين معا، من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد التطرف الذى بات يستهدف جميع دول العالم دون تفريق، ومن جهته أعلن «الكرملين»، أن السيسى وبوتين اتفقا على إجراءات لتحسين أمن الطيران كخطوة أولى نحو استئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
يأتى هذا فيما أشاد محللون روس بتعامل كل من «السيسى» و«بوتين» مع الأزمة، لافتين إلى أن الرئيسين أدارها باقتدار، حيث أرضى الرئيس الروسى الرأى العام الداخلى فى بلاده والقطاع الخاص بقراراته التى اتخذها، خاصة أن %60 من شركات السياحة الروسية يملك أغلب أسهمها رجال أعمال أتراك، إضافة لما تفرضه الارتباطات القوية بين الرأسماليين الروس والغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ومدى ارتباط ذلك بتلميحات غربية بتحريك المعارضة الروسية اليمينية ضد بوتين وسياساتة، خاصة فى أزمة أوكراينا.

وأشاد المحللون بإدارة الرئيس السيسى للأزمة، مؤكدين أنه تعامل معها «بالصمت والعمل الخفى الدؤوب»، وحتى الاتصال الهاتفى الأخير وانفراج الأزمة لم يصدر من الرئيسين ولا من أى مسؤول فى البلدين أى هجوم معلن أو مبطن على البلد الآخر، الأمر الذى فسره الخبراء بما يسمى «وحدة العقول».
ومن يتابع الإعلام الروسى سيكتشف حرص الإعلاميين الروس على العلاقات «الاستراتيجية» مع مصر، كما يسمونها، وهناك من يربط بين الرؤية الروسية والمصرية فى مكافحة الإرهاب، وضرورة انضمام الطرفين للتحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، وتشكيل لجان أمنية وعسكرية مشتركة، وهناك من يرى أن التقارب المصرى الروسى الاستراتيجى فى مكافحة الإرهاب سوف يؤثر بالإيجاب على الوضع فى سوريا، وفى كل الأحوال ستعود الرحلات الجوية بين مصر وروسيا خلال أسابيع قليلة وربما أيام.