قبل موعد الفيلم بساعة ونصف، مثل الكثيرين من جمهور ومرتادى المهرجان كنا فى اتجاهنا لمشاهدة الفيلم المصرى الثانى "من ضهر راجل" المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ٣٧، ولكن مثل غيرى فوجئت بطوابير طويلة وممتدة تصطف أمام البوابات الحديدية المؤدية للمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حيث يعرض الفيلم، قلت لنفسى قد تكون إجراءات التفتيش وقفت فى آخر الطابور، ولكن عندما قاربت عقارب الساعة الثامنة، أى قبل موعد العرض بنصف ساعة، والطابور لا يتحرك كان لابد وأن اسأل ولذلك خرجت من مكانى وتقدمت إلى أول الطابور وفوجئت بعدد كبير من الزملاء الصحفيين، وضيوف المهرجان والمدعوين لحضور الفيلم، ومنهم المخرج سامح عبد العزيز والمخرج محمد النجار وشريف مندور والفلسطينى رشيد مشهرواى، وظافر العابدين، وإسماعيل مراد، وبالطبع كان هناك من يعملون على إدخال النجوم فقط، بالاتفاق مع الأمن، وأصبح من الطبيعى وأنت تقف فى الطابور أن تسمع جملة.. "وسع وسع" و"كله يقف بأدبه"، والغريبة "أن مافيش حد من الجمهور تجاوز"، والتجاوز الحقيقى بدأ من أمن الأوبرا والذى تركته إدارة المهرجان فى "حيص بيص" لا يعرف ماذا يعرف أمام تلك الجماهير الحاشدة سوى غلق الأبواب فى وجوههم والتجاوز فى حقهم، ولا أعرف هل فات على إدارة المهرجان أن الأفلام المصرية يكون الإقبال عليها مضاعفًا؟ هل لم تتعلم إدارة المهرجان شيئًا من أزمات الدورات السابقة؟ لماذا لم تفكر إدارة المهرجان فى طرح تذاكر تخص فقط الأفلام المصرية وهو اقتراح لا يصعب تنفيذه؟ أم أن حجة ضعف الميزانية صارت هى الشماعة؟ وكيف لمهرجان القاهرة الذى وصل عامه الـ٣٧ لا يطبق نظام الباركود حتى الآن بالتأكيد سترد إدارة المهرجان "الميزانية.. إحنا غلابة" وكان من الممكن استئجاره لمعرفة عدد الكارنيهات الصحفية والضيوف وأيضًا التذاكر المباعة.
ومثل غيرى أيضًا أخذنا ندور من باب إلى باب، فى محاولة للوصول إلى المسرح الكبير وللأسف نفس التعامل الفظ من أمن الأوبرا، وغياب تام لأى ممثل عن المهرجان والمفارقة أن الحجة كانت المسرح ممتلئ فى حين أنه فى الثامنة مساء أرسل لنا بعض الزملاء من الداخل صورًا لأماكن خالية فى المسرح.
والأمر الأكثر غرابة أيضًا أنه بعد المشادات والإهانات التى تعرض لها الكثيرون، لم يفكر أحد من المهرجان فى إصدار بيان توضيحى، لم يفكر أحد فى عقد مؤتمر صحفى سريع يحاول أن يشرح للحضور أصل المشكلة، ولا أعرف عن أى صورة تتحدثون وعن أى صورة حضارية ترغبون فى نقلها للعالم حتى من خلال الضيوف فى ظل غياب اهتمام الصحافة العالمية أصلاً عن المهرجان.
دعمنا لمهرجان القاهرة إعلاميًا لم يتوقف يومًا، لذلك لا يعنى انتقادنا لظواهر متكررة طوال عمر المهرجان، أو نقف له بالمرصاد أو أننا لا نرى غير السلبيات، ولكن ببساطة مللنا من الحديث عن أزمات متكررة، لا تكشف سوى عن عجز حقيقى فى ابتكار حلول لمهرجان بلغ سن الرشد من زمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة