المنتدى العالمى الأفريقى للأعمال يطالب بالتركيز على تطوير البنية التحتية

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 07:40 م
المنتدى العالمى الأفريقى للأعمال يطالب بالتركيز على تطوير البنية التحتية المنتدى العالمى الأفريقى للأعمال
كتب – أحمد يعقوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالب المتحدثون فى جلسات اليوم الثانى من المنتدى العالمى الأفريقى للأعمال، الذى نظمته غرفة تجارة وصناعة دبى، بالتركيز على تطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد الإفريقى، الأمر الذى من شأنه جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز تدفقها إلى الأسواق الإفريقية.

وفى ختام فعاليات المنتدى، كشفت الغرفة عن ان عدد المشاركين فى المنتدى بلغ 1300 مشارك من بينهم أكثر من 40 شخصية حكومية إفريقية رفيعة المستوى، قدموا من 50 دولة حول العام، من بينها 24 دولة إفريقية، فى حين تخطى عدد اجتماعات العمل الجانبية التى عقدت على هامش المنتدى اكثر من 100 اجتماع.

وشهد المنتدى توقيع عدد من الاتفاقيات منها إتفاقية مؤسسة دبى للإستثمارات الحكومية وهيئة رواندا للإستثمار، كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبى اليوم ومجموعة كوفاس العالمية والشركة الوطنية للتأمينات العامّة، وأخرى بين شركتى جوجوشى ريسورسيز الشرق الأوسط العاملة فى الامارات وأنتيلوب كابيتال فى ساحل العاج.

وكان المنتدى قد استأنف جلساته اليوم بحوار مع أمينة غريب فقيم، رئيسة جمهورية موريشوس، تحت عنوان "طفرة" الابتكار. وقالت فقيم أن اقتصاد موريشوس فى السبعينات اعتمد بشكل كبير على السكر، الا ان خطوات التنويع الاقتصادى التى اتخذتها الحكومات السابقة جعلت الاعتماد على هذه السلع ينحسر الى 2% فقط من الاقتصاد، بينما أدّى التركيز على التعليم والخدمات الإجتماعية إلى وجود شبكة أمان يستفيد منها الناس الاكثر عرضة للمخاطر.

وأضافت رئيسة موريشوس أن هناك تركيزاً على الاستفادة من الموقع الجغرافى للجزيرة فى ربط الشرق بالغرب، وهناك مناقشات مع موانىء دبى العالمية وهيئات فى الامارات لتطوير الموانىء وبناء القدرات فى مجال الخدمات اللوجستية. كما طورت الجزيرة القطاع السياحي، الذى يشكل دافعاً مهماً للإقتصاد، وتعتمد على الابتكار فى مجال التكنولوجيا لتطوير الشركات وخلق فرص عمل.

وخلصت فقيم إلى القول أن هناك 11 مليون خريج حالياً فى القارة الآفريقية ويجب تطوير عقلية الريادة لخلق فرص العمل لهم.

أما الجلسة الثانية التى حملت عنوان "حوافز جديدة للنمو - مصانع المستقبل فى افريقيا"، فقد تحدث فيها جاى ايرلاند، الرئيس التنفيذى لشركة "جنرال إلكتريك" فى افريقيا، الذى قال: "التصنيع يخلق نسبة عمالة عالية فى جميع الدول، وفى جنوب الصحراء الكبرى، يساهم فى 6% من مجموع نسبة العمالة مقارنة مع 15 % فى آسيا. وكى يتم رفع هذه النسبة، يجب تأمين الكهرباء والقدرات اللوجستية والعمالة المحترفة، وهذه هى الأمور التى يجب أن تستثمر فيها القارة."

وفى الجلسة نفسها، علّق طارق سلطان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة "أجيليتي" الكويتية، بأن هناك سبعة من أصل الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً فى العالم موجودة فى افريقيا، كما يبلغ عدد سكان القارّة أكثر من مليار نسمة، وفيها سرعة تحضّر عالية وتدفق هائل فى الاستثمارات. الا أنّ الوصول الى استقرار فى مجال الطاقة وتوفيرها بكلفة معقولة يعتبر تحدياً كبيراً يجب النظر فيه لمواصلة الاستثمار فى البنية التحتية وتسهيل العمل فى القارّة.

أمّا ماوينا تريبار، الرئيسة التنفيذية لمركز تشجيع الاستثمار فى غانا، فقالت: "إنّنا مهتمون فى بناء شراكات استراتيجية والتأكد من أن هذه الشراكات مربحة وتؤدى الى خلق فرص عمل ونقل المهارات وخلق وظائف رديفة، فضلاً عن تقييم الاستثمار بمعايير واضحة وتقديم مشاريع محددة ذات صلة بحاجات الدولة."

وأضافت تريبار أن الصناعة والزراعة والتصنيع الزراعى قطاعات ضرورية للنمو المستمر. وعلى أهمية موازية، يأتى بناء القدرات التعليمية عبر التدريب.

وفى جلسة ناقشت سدّ الفجوة فى المهارات، قال معالى روهاكانا روغوندا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا: "من الضرورى أن ضمن حصول الناس على التعليم كى يساهموا فى مسيرتهم الشخصية ومسيرة القارّة ومسيرة الانسانيّة جمعاء. لكن لدينا الكثيرين الذين يتخرّجون ولا يجدون وظائف، فهناك فجوة هائلة فى الأشخاص المدرّبين، وعلينا تدريب الناس كى يكونوا مؤهلين بشكل أفضل لشغل الوظائف المتاحة."
وأضافت: "لدينا أيضاً خطة وطنية للتنمية كى نصبح دولة ذات دخل متوسط، إضافة إلى أنّنا بدأنا تنفيذ خطة لتدريب العاملين فى قطاعات أساسية مثل النفط والغاز. ونحن نقوم بذلك مع القطاع الخاص ووكالات أخرى من أجل توفير القوة العاملة وتدريبها واكسابها المهارات التى تحتاجها فى السنوات المقبلة."

أما الدكتور شيخ موديبو ديارا، رئيس الوزراء الانتقالى السابق فى مالي، فقال: "فى الدول قليلة الموارد، لا تستطيع انشاء جامعات تركّز على كل قطاع إذا كان عدد السكّان صغيراً. علينا انشاء مراكز تميّز فى كل مكان كى نتمكّن من المنافسة، وخصوصاً لأنّ التعليم مجال يأتى فيه العائد على الاستثمار بعد ربع قرن. ورائد مراكز التميّز كان نيلسون مانديلا، وعلينا نحن انشاؤها وتوزيع الموارد على المراكز التى تقدّم تعليماً عالى الجودة والتى يستطيع الناس التوافد إليها من كافة أنحاء أفريقيا."

أناند كابور، مؤسس ونائب رئيس مجموعة ميدكوم فى الامارات، قال من جهته: "كمؤسسة خاصة، عملنا فى بلدان قمنا فيها بتدريب الناس وتطوير مهاراتهم محلياً. وها نحن نرى اليوم مصانع يعمل فيها أناس محليون بالكامل. وعلى سبيل المثال، أحضرنا مهندسين من كوريا الجنوبية إلى نيجيريا لتدريب 500 مهندس محلى على انتاج تشكيلة الكترونيات لسامسونج، صنعت فى أفريقيا من أجل أفريقيا."

وأضاف: "الامكانات موجودة، لكن على القطاع النظر إلى تطوير المهارات كقطاع عمل بحدّ ذاته. هناك فارق فى مستوى المهارات، لذلك عملنا مع 10 جامعات فى القارّة وأخبرنا مسؤوليها عن نوعيّة المهارات التى نسعى إليها فى السنوات التالية."

الجلسة الختامية لليوم الأول
وكانت الجلسة الأخيرة فى اليوم الأول من المنتدى قد شهدت حواراً حول الاستفادة من التمويل الاسلامي، تحدث فيها الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذى لمجموعة بنك دبى الاسلامى فى الامارات، الذى اوضح ان ربع سكان العالم هم من المسلمين وهم من الشباب. هناك 100 مليون فى شرق أفريقيا. وحيث ان هناك نمواً فى الاقتصادات الافريقية مدعومة بالتجارة والسلع هناك حاجة للتمويل الاسلامى فى افريقيا فى الدول التى يتواجد فيها كثافة سكانية مسلمة.

وأضاف أن التمويل الاسلامى يستقطب اهتمام النسيج الافريقى ويتوافق مع الحاجات الاستثمارية خاصة فى قطاع البنية التحتية. الا انه لتحقيق خطوات كبيرة يجب ان توضع المصارف الاسلامية فى مكانة عالمية، كى تتمكن من الوصول الى الجميع وليس فقط المستثمرين المسلمين. وهكذا يتمكن التمويل الاسلامى من النجاح عبر تقديم خدمات جيدة لناحية التقنيات العالية ومنتجات تتوافق مع الشريعة الاسلامية.

وأضاف أن طموح دبى هو ان تصبح عاصمة الإقتصاد الاسلامي، ولقد حققت خطوات كبيرة فى السنوات القليلة الماضية، إذ ان عدد الصكوك المدرجة فى دبى فى مختلف القطاعات منها الضيافة والسياحة وسلع الحلال وغيرها، هى أكبر من اى مكان آخر.

أما "فى شانكر"، الرئيس التنفيذى والشريك، جايتواى بارتنرز فى الامارات فقال ان هناك ثغرة فى الانفاق على البنية التحتية فى افريقيا تبلغ 50 مليار دولار امريكي، وهو رقم كبير. كما ان معدل الإدخار هو اقل من 15% من الناتج المحلي، مما يعنى انه ليس هناك ما يكفى من مدخرات محلية لتمويل الحاجات الاستثمارية. وإذا قارنا نيجيريا بالبرازيل لناحية الديون، حيث ان عدد السكان فى الدولتين متقارب، فالدين فى نيجيريا يبلغ ضعف الدين فى البرازيل.

وختم ان القارة بحاجة الى استثمارات اجنبية مباشرة من الخارج، وهنا يمكن دور دبي.

يذكر أنّ المنتدى العالمى للأعمال أقيم تحت شعار "تنمية متجددة، شراكات متعددة"، وتزامن هذا العام مع احتفال غرفة دبى بمرور 50 عاماً على إنشائها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة