الإرهاب بشره المستطير يطفئ النور المنير وينشر الصياح والبكاء والعويل ويحطم الفرحة والمستقبل ويعطل الإنتاج والحياة بل يشل حركة السير فى المجتمعات الحالمة بالتقدم ولكى نطهر الدنيا من أنجاسه وأضراره فليهب العالم عليه هبة واحدة.
الإرهاب مرفوض شكلا وموضوعا من كل صاحب حس وشعور مهما اختلفت ديانته أو أرضه لأنه يعنى إبادة البشرية بلا رحمة وأشد وطأة من الطاعون أو الفيروسات الفتاكة فهو إبادة منظمة وقتل منظم وجريمة نكراء بكل الأشكال ولن ينجو العالم من شره المستطير إلا من خلال تكاتفه وتخطيطه وتحجيمه وتعاونه فى الاصطفاف أمامه وتبادل الدعم وتنظيم هيئة عالمية لمحاربة الإرهاب والكشف عنه وتوقيع القوانين والاتفاق عليه التى تحد من شره وعدم الايواء لكل مرتكبى جرائم الإرهاب أو مساندتهم من الحكومات أو من الدول الكبرى لأن الإرهاب لا يفرق بين أحد ولا يحده مكان أو زمان فهو ينطلق بلا حدود.
لقد أخذ الإرهاب يتضخم بصورة مزرية ومهددة للبشرية منذ مطلع الألفية الثالثة بل إن رعاة الإرهاب فى العالم كالحرابى تتعدد أشكالهم ولكن منتجاتهم واحدة تهديد لأمان وسلام العالم بلا حدود وبلا أمان لأحد بل من يؤويهم ستنقلب عليهم تلك الأفاعى وتلدغهم فيشربون من نفس الكأس الذى أذاقوا به غيرهم.
ولعل دواعى الإرهاب تختلف وتتعدد منها ما هو تحت مسميات دينية وصناعات الوهم لتلك الفرق الموهومة بأنها تستطيع أن تصل من خلال إرهابها لأحلامها التى فى تنظيماتها ولكن من يرعاها يتخذها وسيلة لتحقيق تحديات يحرص عليه هو نفسه ويستغل تلك الفئات المتطلعة والطامعة والتى لديها حسابات خاصة ويحقق من خلالها أهدافه ثم يوما ما يتخلص منها أو تنقلب عليه انقلاب السحر على الساحر.
وإن تضخم الفقر فى العالم يوحى بمزيد من ذلك الإرهاب
الذى يفرخ له ويعينه على الانتشار والاستغلال من شريرى العالم والذين يشيطنون الدنيا من حولنا بما يحدثوا من قلاقل سياسية او تهديد السلام والأمان للدول وتصدير الخوف فى كل مكان ظنا منهم أنهم يستطيعون أن يحكم الشيطان العالم ولكنه وهم كبير مهما يتلبسون علينا ويحاولون أن يدخلوا علينا من أبواب أخرى سواء لبسوا اقنعة ملائكة أو ارتدوا ثياب العباد والكهان ولكن أفعالهم تكشفهم وتفضحهم جميعا لأن العباد والكهان الحقيقيين زهاد غير منافسين الناس على دنياهم وهم يحاولون ترويج بضاعتهم لكى ينشروا وهمهم ويستميلوا ضعاف النفوس وأصحاب الحاجة والضرورة ليحققوا مخططاتهم من خلالهم.
إن ما يحدث فى العالم فى الآونة الاخيرة هو تخلى المؤسسات التربوية والدينية عامة وتراجعها فى دورها عن الأداء المميز المانع لذلك الإرهاب الأسود الذى يستغل الديانات لينطلق من خلالها متلبسا علينا بها ولذا يجب أن تقوم المؤسسات التربوية بدورها الفعال وتحجم من خلالها وعيها الدور الذى يساعد على أن تكون ذا عمل له متغير أن تدرى وكذلك يجب على المؤسسات الدينية أن تصحح من الأداء وتحسن من جودة العرض والتواصل والمجتمعى وإقامة الندوات والتوعية الكاملة بخطورة هذا الإرهاب ونشر صحيح الدين بين الناس وأن تكون المؤسسة الدينية باب من أبواب الأمان الذى يغلق فى وجه ذلك الإرهابى أن يتخذها سلما ووسيلة للانطلاق مستغلا غفلته عن دورها.
إن الذين يدعون أنهم يريدون بإرهابهم يغيرون وجه الأرض هم أحمق الخلق قاطبة فهم يجرون على من ينتسبون لهم من أى جنس كانوا عارا ويلحقونهم وبالا فلقد ابتلينا بشرور عدة من بين الكيان الصهيونى الذى يتربص بالأرض والتنظيمات المنبثقة من مخططات عدوانية تحمل العداء للبشرية وتأوى الإرهاب وسينقلب عليها يوما ما دمارا وخرابا كما يلحق البشرية بالخوف والخراب.
أيها العقلاء إن أردتم أمان الدنيا كلها واستئصال الإرهاب جميعه فليس للإرهاب وطن ولا يقتصر على أحد بعينه ولكنه بلا حدود وبلا ملة وبلا مذهبية ولكنه يريد الحقد الأسود أن يحدث ذعرا وخوفا وخرابا وإبادة للبشرية ولكن الله من ورائهم محيط ونجانا الله من كل الكائدين والحاقدين والحاسدين ومن يروجون وينتحلون وينتهجون ذلك الشر المستطير حفاظ الله البلاد والعباد من كل أذى وشر.
فيجب أن يفكر العالم سويا ويعقدوا مؤتمرات دولية وتدعمها كل المؤسسات المجتمعية والمدنية والفكرية وتتبنى محاربته واستئصاله وتؤسس لذلك جيدا فهل تنتوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعيات الحقوقية والحكومات وتعد لذلك واقعا وبصراحة ووضوح ولو صدقت لتحقق الأمن للبشرية جمعاء.
أحداث باريس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Omnia
كتابة
انا عايزة انشر كتاباتي في اليوم السابع اعمل ايه