بالأمس البعيد تم صناعة تنظيم القاعدة على عين الولايات المتحدة وتحت رعايتها لمساعدة الأفغان ضد الاتحاد السوفيتى، وصار بن لادن "فتى أمريكا المدلل"، لكن وبعد أن انهار الاتحاد السوفيتى رسميًا فى 25 ديسمبر 1991 بتسلم بوريس يلتسين مقاليد الحكم لم يعد لأمريكا مصلحة فى بقاء القاعدة لكن القاعدة اتسعت وصارت كينونة يصعب تفكيكها وأول ما طالت طالت قلب أمريكا وعاصمتها الاقتصادية فى الحادى عشر من سبتمبر لعام 2001.
لقد ذهب البعض إلى أن احداث الحادى عشر من سبتمبر دراما أمريكية لتطال بها من تطال وتحقق مكاسب خارج حدودها خصوصًا فى منطقة الشرق الأوسط منطقة النفوذ والنزاع (كما أحب أن أسميها)، وما حققته من تفتيت جيش وشعب العراق الشقيق، وهذا ما يذهب إليه البعض الآن من تفسيرات لأحداث باريس لحل المعضلة السورية بشكل يحقق اقتسام عادل للنفوذ الغربى فى تركة بشار فيما بين روسيا وأمريكا وفرنسا.
وبالرغم من فداحة أحداث باريس إلا أن المتأمل العاقل لابد له أن يستخلص ما فى الأحداث من عبر فمن الدروس المستفادة من أحداث باريس:
• التحرك السريع لاحتواء الكارثة على نحو أقنع الشعب أن هناك قيادة على قدر الحدث.
• الشفافية المطلقة للمسئول فى عرض الحقيقة دون مواراة أو مداراة.
• التلاحم التام بين السلطة القائدة (هولاند) والمعارضة الناقدة (ساركوزى) فى حالة وجود كارثة تحيق بالبلاد.
• التحرك فى إطار القانون حيث أصبح النائب العام هو المرجعية القانونية الوحيدة فى إصدار البيانات ومباشرة التحقيقات.
• المهنية الحاضرة لوسائل الإعلام فى نقل الخبر على وجه الحقيقة دون التنصيب لإصدار الأحكام مع عدم استحضار نظرية المؤامرة الكونية التى تحاك ضد الوطن.
ومن الجوانب السلبية لتداعيات الأحداث:
• تصاعد حملة الغرب لتشويه الإسلام وتنامى حدة العنف ضد المسلمين فى أوروبا بما يهدد وجود العديد من الجاليات الإسلامية.
• انتهاء حالة التعاطف الدولى للاجئين السوريين فى دول أوروبا.
• اتساق فى وجهات النظر الأوروبية حول مشكلة سوريا بحلول لن تصب فى صالح الشعب السورى.
• اختلال العلاقات الجيدة بين الدول الغربية خصوصا روسيا وفرنسا وبين العديد من الدول العربية خصوصًا التى شهدت تطورًا ملحوظًا فى الأمس القريب.
اللهم احفظ مصرنا من كل مكروه وسوء... اللهم آمين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة