من القوانين الكونية التى لا تخيب ولا تتبدل ولا تجامل أن كل من يحفر حفرة لأخيه لا محالة واقع فيها آجلا أو عاجلا، وكلما استحضرت منظر أوباما وهو يشير بيده ويرفع نبرة صوته آمرا الرئيس الأسبق حسنى مبارك بترك الحكم قائلا بلهجة سافرة وسافلة (اترك الحكم والآن)، وذلك لكى تلعب منظمات المجتمع المدنى الأمريكية لعبتها القذرة لتمكين الجماعات الدينية المؤمنة بفكرة الخلافة أو الدولة الإسلامية من الحكم فى كل بلاد ما سموه بالربيع العربى وهو عنوان اختير بعناية فائقة وخبث شديد حتى تأكل شعوب المنطقة الطعم الأمريكى، الذى ضحك عليهم الإسلاميون ليصدروه فى مقدمة الأولويات وافهموهم أنهم أن حكموا فسوف يحمون أمريكا والغرب من الإرهابيين ليعيش الغرب فى تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات، وفى الوقت الذى كان الأمريكيون يؤيدون فيه حكم الإخوان فى مصر ويدعمونه بقوة كان الإخوان يجهزون سيناء بكل مطاريد أفغانستان والعراق - صدام - والدواعش وغيرهم من محترفى الترويع الذين يتقربون إلى ربهم بالموت والدم بدل أن يتقربوا إليه بالحياة، وبقتل الابرياء بغير ذنب بدلا من إحياء النفس التى تساويهم بمن أحيا الناس جميعا ( ومن يا ترى محيى الناس جميعا) أنه الله جل جلاله، أى يجعلهم بالمحافظة على حياة خلق الله عبادا ربانيين يقولون للشىء كن فيكون، ثم جاء ذلك المصرى الأصيل، الممثل لغالب الشعب المصرى، الذى يعرف ربه حقا ليعلن لأوباما والغرب وجميع الدول أن مصر الوسطية لن تسمح لأى من كان استغلال الدين للترويع وأنها ستقف حجر عثرة أمام مخططاتهم ذات الظواهر الحقة بينما باطنها لا يتكشف إلا عن ضلال وتخلف وأن لا أحدا سينجو من غدر الإرهاب والإرهابيين وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن فحاربوه ولم يصدقوه ولولا عناية الله بمصر وهدايته لشعبها بكل طوائفه المسلمة والمسيحية فوقفوا خلف الرجل الذى بدأ البناء فى نفس الوقت الذى أعلن فيه قتال الإرهاب حماية لكل شعوب العالم الذين خدعوا بينما كان اصحاب الفكر الدموى يجهزون أنفسهم ليستخدموا أسلحة البلاد العربية وثرواتها وأراضيها مركزا للانطلاق لمحاربة اوروبا والدول الكبرى ( الكافرة حسب اعتقادهم )، ولكن غرور القوة منع أغبياء الغرب من أن يعوا الدرس وهاهم يكتوون بنار الإرهاب والقتل والحرق للأبرياء وهاهو هولاند يعلن الحرب بلا رحمة على الإرهاب ويفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال وتصفية الذين يرهبون شعبه وهاهى أمريكا تؤيده فلم تأمره بعدم قتل منفذى العمليات وتقديمهم للعدالة ولم تعترض على غلق الحدود بل أيدت كل عمل من شأنه حماية الآمنين، بينما يعاقبون مصر لأنها تحارب الإرهاب فى أرض الفيروز وحدها لا تطلب عونا من أى منهم ويلهثون ويضيقون علينا حتى تسمح السلطات بوجود مراسلين لهم فى شمال سيناء لتغطية الحرب والتأكد من تطبيق معايير الرحمة بالمتهمين بالترويع؟
وباستقراء التاريخ وأحداث يناير 2011 فمن المؤكد أن سيكون مراسلوهم جواسيس لهم لإطالة امد الحرب وتعميق الخلاف وتأجيج المواطنين فى سيناء فينهك الجيش ويخرب الاقتصاد وتقع مصر كما وقعت غيرها من البلاد العربية فى مستنقع الاقتتال – وهذا بعيد عن شواربهم – وسوف تثبت الايام والشهور القادمة حدس وفراسة السيسى ووعى المصريين وسوف يتبين لنا – نحن المصريين – وكل شعوب العالم كيف أن عين الله تحرس مصر الآن كما حرستها من الأزل وسوف تحرسها إلى الأبد، وما لم يتعاون العالم مع مصر فلن ينالوا إلا هدما وتدميرا وتقتيلا مهما كانوا أقوياء بسلاحهم فالإرهاب أقوى بخفائه وعقيدته وحروبه الغير منظمة لجنوده غير المعروفين لقتال أبرياء ليسوا أفرادا فى جيش فهل يعى الغرب الدرس أم سينتهى هذا الدرس كغيره ويخرجون منه غير فاهمين ليبدأوا المذاكرة من جديد؟
أوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رضوي سمير
الارهاب لا دين له