على درويش

أصحاب القلوب العاشقة

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015 09:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك من الرجال والنساء من هاموا عشقا برب الوجود كله، لكماله وجماله وقدرته ولرحمته بجميع مخلوقاته، وعلى رأسهم الإنسان الذى اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون خليفته فى الأرض، وهذا الصنف من البشر يقربه الله سبحانه وتعالى ويتجلى الله عليه ويعطيه فى هذا القرب من أصناف الفتوح ما تحتار فيه القلوب والعقول على حد سواء.

من هذا الصنف من الرجال أصحاب القلوب العاشقة لربها الإله العظيم خالق كل شىء سيدى عمر بن الفارض، الذى أطلق عليه المتصوفة وأمثاله من أهل الحب والعشق "سلطان العاشقين"، لشدة وجده وسموه ونبله وصدقه، فقد تغنى سيدى عمر بن الفارض بوجده فتغنى معه الكون.

ولد سيدى عمر بن الفارض فى القاهره فى عام 576 هجرية، وتوفى رضى الله سبحانه وتعالى عنه فى القاهرة سنه632 هجرية، وهذا يعنى أنه عاش حياته فى العصر الأيوبى وهو العصر الذى عرف بفقهائه ومحدثيه ومتصوفيه.

نشأ سيدى عمر بن الفارض، رضى الله عنه، فى كنف أبيه فى عفاف وصيانة وعبادة وتدين وزهد وقناعة وورع، هذا بالإضافة إلى حب أب يخشى الله ويحسن رعاية ابنه، ولما ترعرع أخذ الحديث عن ابن عساكر وعن حافظ المنذرى، ثم حبب إليه التصوف فزهد وتجرد ثم طلب من أبيه الفقيه والعالم الجليل السياحة، فسمح له فى السياحة فذهب إلى الجبل الثانى من المقطم فكان رضى الله عنه يـأوى إلى أوديته تارة وإلى المساجد المهجورة تارة أخرى، ثم يعود إلى والده فيقيم عنده فترى من الزمن، فيشتاق إلى الذكر وإلى الخلوة، فيترك البيت ويعود إلى المقطم.. واستمر هكذا فترة حتى ألف الوحشة وألفه الوحوش، فصاروا لا ينفرون منه، وكان يشتاق أن يفتح الله عليه فيرى ويرى ويتعلم من الملك العزيز القدير.

وذات يوم عاد سيدى عمر بن الفارض، رضى الله عنه، من الاعتكاف فى الجبل الثانى من المقطم، فدخل المدرسة السيوفية فوجد رجلا اسمه على البقال يتوضأ وضوءا غير مرتب، فقال له أنت رجل فى هذا السن ولا تعرف كيف تتوضأ؟، فقال له الشيخ على البقال "يا عمر لن يفتح الله عليك هنا ولكن سيفتح الله عليك فى مكة فاقصدها، فقد آن لك وقت الفتح، وقد كان وفتح الله عليه فى مكة..".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت

///// ابن الفارض مشهور طبعا /////

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة