أسرار وخبايا عالم داعش الخفى على الإنترنت.. جيش إلكترونى مكون من أمهر الهاكرز والمتخصصين فى علوم الكمبيوتر.. الإنترنت المظلم والتشفير المحكم وسائل داعش للهروب من المراقبة والتجسس

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015 09:12 م
أسرار وخبايا عالم داعش الخفى على الإنترنت.. جيش إلكترونى مكون من أمهر الهاكرز والمتخصصين فى علوم الكمبيوتر.. الإنترنت المظلم والتشفير المحكم وسائل داعش للهروب من المراقبة والتجسس داعش
كتبت زينب عبد المنعم - إسراء حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داعش جماعة تزعم الانتماء للدين الإسلامى وتطبيق الأحكام وفقا لشريعته وتعاليمه لم نسمع عنها شيئا قبل سنوات قليلة، حيث نالت هذه الجماعة شهرتها الواسعة، وأثارت ضجة كبيرة ليس لدورها الكبير فى النهوض بالأمة الإسلامية وحل مشكلات الملمين المضطهدين فى عدد من دول العالم، أو لأعمالها الخيرية التى أغرقت العالم بكرم الإسلام وسماحاته، بل على العكس تماما، حيث اكتسبت شهرتها ونفوذها من لعنف والترهيب والقتل، فحصدت فى سنوات قليلة مئات الأرواح البريئة ويتمت عشرات الأبناء، واغتصبت مئات الفتيات واتخذت منهن جوارى تلبية لشهواتهم.

ورغم هذه الأفعال الإجرامية الإرهابية، إلا أن الجماعة الأشهر فى العالم لم تتجنب الإنترنت ولم تبتعد عما طوره القوم الكافرون، بل اتخذوا منه منصة لنشر أفكارهم الإرهابية التى تهدم الأمم وتتسبب فى المزيد من الدمار والعنف والكره، حيث استفادت داعش من أخطاء القاعدة والجماعات الإسلامية التى أوقعها الاختراق والتجسس فى الفخ وسهل من القبض على أعضائها وقياداتها بكل سهولة، من خلال تقنيات أحدث وأكثر تطورا، فاعتمدت داعش على قوة الإنترنت وسهولة التطبيقات المنتشرة على الهواتف الذكية للسيطرة على الإنترنت بشكل كامل، لتضم مجموعة من أمهر وأفضل الخبراء فى علوم الكمبيوتر من جنسيات مختلفة، لتسهل عليها التواصل بشكل خفى، والبقاء بعيدا عن مخاطر التعقب والتجسس، ومساعدتها على استدراج المزيد من الضحايا لينفذوا هجماتها ويتبنوا أفكارها المتطرفة.

الجيش الإلكترونى لداعش.. هاكرز محترف وخريجو جامعات أوروبية.. متخصصون فى علوم الكمبيوتر وأداة التنظيم لتهديد العالم "أون لاين"

منذ أن ظهر كابوس داعش للعالم أصابت حالة من الدهشة الجميع، فمن مقاطع فيديو سينمائية لتقنيات متطورة فى التصوير وإخراج المذابح إلى الانتشار بين شباب العالم، وهذا يجعلنا لا نتعجب من القوة الإلكترونية والعقول الخبيثة ورائهم، فلا يمكن الاستهانة بجيش الهاكرز الذى كونه داعش، فمنذ عدة سنوات بدأ التنظيم الإرهابى تجنيد الأفراد ذوى المهارات فى البرمجة والاختراق، واستهدف مجموعة من أهم الهاكرز والمخترقين فى العالم من أجل مساعدته فى تنفيذ الهجمات الإلكترونية والبقاء بعيدا عن يد المخابرات، لكى يتمكنوا من القيام باختراق أهم أجهزة أمنية للحصول على المعلومات أو حتى لإظهار قوتهم وسيطرتهم على العالم الإلكترونى.

خلال رصد الجهات الأمنية لمجموعات المنضمين لداعش، تم العثور على طالب علوم الكمبيوتر سابق من مدغشقر حاصل على شهادة BCS من جامعة أنتاناناريفو، أعلن عبر حسابه على تويتر أنه انضم إلى قسم تكنولوجيا المعلومات فى التنظيم، وفى وقت سابق جندوا شابا أمريكيا بارعا فى الاختراق، زودهم بمعلومات حول استخدام العملة الافتراضية "بيتكوين" لإخفاء تبرعاتهم المالية للتنظيم، كما أطلعهم على وسائل لتشفير حواراتهم على الإنترنت، وكان متخصصا فى تعليم أنصار داعش التشفير أون لاين، وكان على رأس فريق الهاكرز هو البريطانى "جنيد حسين"، الذى كانت مهمته تدريب عناصر داعش على عمليات الأمن والاختراق.

وتمكن هذا الجيش الإلكترونى لداعش الذى يحمل اسم "سايبر الخلافة" من اختراق مجموعة من الأجهزة الأمنية على رأسها عمليات استهدفت جنودا أمريكيين وموظفين حكوميين ونشروا بياناتهم ودعوا أنصارهم لقتلهم، كما عرضوا أسماء وأرقاما وأماكن ميلاد عدد من أفراد القوات الأمريكية فى الكويت، وبعد مقتل زعيم الهاكرز الخاص بهم قاموا باخترق عشرات الآلاف من حسابات تويتر، بالإضافة إلى نشر أرقام هواتف شخصيات مهمة فى وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى، ووكالة الأمن القومى الأمريكية (NSA) على مواقع الإنترنت، وهذه العمليات أثارت رعب العالم، خاصة أن تلك الحسابات هى الأكثر أمنا، وهذا يدل على قوة داعش الإلكترونية، ومهارة الهاكرز الذى جمعتهم بدقة من دول مختلفة حول العالم.

الإنترنت المظلم والتشفير المحكم.. ملجأ داعش للبعد عن المراقبة والتجسس.. ووكالة الاستخبارات تعلن عجزها عن المواجهة

تعتمد جماعة داعش الإرهابية برامج التشفير الأمنى على نطاق واسع، من أجل منع اختراق بياناتها ومعلوماتها الخاصة، ولإبقاء أنشطتها بعيدة عن أعين أجهزة الاستخبارات فى جميع أنحاء العالم، عبر استخدام مجموعة من الأدوات المتطورة والإنترنت المظلم، فعلى الرغم من أن القاعدة كانت تستخدم نظام تشفير يحمل اسم أسرار المجاهدين أو Asrar al-Mujahideen يمكنهم من التواصل على منصات ويندوز وأندرويد بشكل مشفر، وطوروا أداة أسرار الدردشة أو Asrar al-Dardashah الخاصة بالمحادثات بشكل خفى، إلا أنه فى أعقاب مقتل أسامة بن لادن، تم اكتشاف اختراق وتتبع تلك الأدوات، وفى رسائل مسربة لأحد قادة القاعدة حذر من التواصل على الإنترنت لأن العدو أصبح يعلم بها.

وتعلمت داعش الدرس، وعملت على تنظيم مواردها وتحسين برامج الاتصالات ودراسة البدائل الآمنة، فالتواصل بين التنظيم يتم عن طريق برامج مثل tor، الجهاديين، شبكة الفداء، شبكة الشموخ الإسلامية، وكلها تخفى عناوين الـIP والهوية، وتنشر مادتها عبر شبكة Diaspora التى لا يمكن حذف محتواها.

وقالت إدارة الأمن الوطنى الأمريكية إن داعش يستخدم تطبيقات مثل KIK ، Telegram وأخرى تدمر البيانات مثل Wikr وSureSpot، بالإضافة إلى برنامج Detekt الذى يحدد البرمجيات الخبيثة ويمنع التجسس، والرئيسى لهم "فاير تشات" الذى يسمح للمستخدمين تبادل الرسائل دون إنترنت، وهناك برامج مثل DCentral, Privacy Guard, AppOps, Permission Manager, و Apk Permission Remover تمنع أى تطبيق من تعقب داعش، ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالى FBI فهذه الأدوات هى الأكثر تعقيدا فى العالم ومن الصعب السيطرة عليها لتتبع أتباع داعش الذى يتم تدريبهم بشكل مستمر.

والسبب وراء عدم تعقب التغريدات الكثيفة على تويتر هو أنهم يستخدمون تلك البرامج فى الدخول للموقع، أما مقاطع يوتيوب تنتشر من خلال قنوات مختلفة ويلجأون لبرامج تعيد إطلاقها بمجرد مسحها، وليس هذا فقط بل وفقا لتقرير من مسئول فى الاستخبارات الأمريكية فإن قيادات داعش حذرت جميع مقاتليها من استخدام أجهزة مزودة بتقنية GPS، وهواتف جلاكسى لأن بطاريتها يمكن تعقبها، وطلبت منهم التخلص منها فورا، ويتم توزيع كتاب إلكترونى على أنصار داعش ومتابعيهم ودراسته إجباريا، والذى أطلق عليه اسم "دليل المجاهد" يحتوى على كل وسائل التشفير التى يتم التواصل بها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة