وسام البحيرى يكتب: انتخب ولا تنتخب

الإثنين، 16 نوفمبر 2015 10:00 ص
وسام البحيرى يكتب: انتخب ولا تنتخب لجان انتخابية - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعلم أيها الناخب أن هناك نفرًا من الناس امتلكوا المال والسلطان والسطوة والجبروت ستجدهم يرشحون أنفسهم، وقد يفوزون وما كان فوزهم لبطشهم ولا لجبروتهم، ولكن لأنك أضعفت مرشحًا معروفا لديك بعلمه وصلاحه وتقواه وخدمته للناس، أضعفته بتهاونك فى عدم إدلائك بصوتك والوقوف لجانبه.

أضعفته حينما وقف الباطل لجوار الجبروت فقَبِلَ أن يكون مزورا وآكلا للمال بالباطل فيبيع صوته له، وأضعته بعدم وقوفك أنت مع العدل والحق حينما تكاسلت عن الإدلاء بشهادتك.

أضعفت المرشح الذى يصلح لأن يخدمك لأنك أعليت انتخاب من رضيته لعصبية رأى واتباع الهوى، وفى ذلك غمط الحق، وإنكار العدل، وتسويغ الباطل، والرضا بالظلم، وهى كلها أمور تناقض تعاليم الإسلام السمحة، وتعارض قيمه النبيلة.

إن اختيار الفاسدين يعد من شهادة الزور، وتضييع الأمانة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخارى أى إذا كان الأمر لغير الصالحين فانتظر الساعة بأن تم مثلا اختيار الفاسد أو التغاضى عن ترشيح واختيار الصالح "فقل على الدنيا السلام".

بل فعل ذلك من الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، فقد روى الحاكم فى صحيحه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعمل رجلاً من عصابة وفى تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين".

أرجو أن تحكم عقلك.. كنت كثيرا تريد أن تحكم وتريد أن تعدل بعد أن جربت الظلم، وها قد جاءتك الفرصة لتكون عادلا وصاحب قرار لتقول إن هذا المرشح من صنعى أنا واخترته بإرادتى.

تذكر حينما وقفت بالساعات للحصول على أنبوبة بوتاجاز أو تشترى الماء أو تتصارع من أجل الخبز أو يسقط الناس صرعى المرض وغير ذلك.. كل هذا لأنك لم تذهب يوما وتختار بصدق لا مجرد ترضية لفلان أو لأنه جعلنى أقسم يمينا أمام الناس أنى سأختاره.

ألم تسأل نفسك عمن اخترتهم من قبل هل نفعوك بشىء؟ هل تريد أن تكرر أخطاء الماضى؟ ألم تعلم أن الله تعالى سيحاسبك على صوت ظننت أنه مجرد صوت؟ .

وختاما أقول لك لا يوجد حزب كل أعضائه فاسدون، ولا يوجد حزب كل أعضائه صالحون؛ إنما يحتوى أى حزب على هذا وذلك، ولا يوجد تيار دينى أهله هم الصحابة والتابعون ولا يوجد تيار دينى فسدة أصحابه، بل هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون والمعصوم هو الحبيب محمد عليه السلام.

لذا إن كنت ستختار فلا تقل لأنى أكره هذا الحزب أو التيار أو المستقل فلانا فلن أختاره رغم علمك بصلاحه أو لأنى أبغض فلانا فلن أختر أحدا من حزبه؛ فأنت بذلك قد خالفت تشريع الله تعالى فى العدل فى الشهادة دون النظر لمن يكون هذا أو من يقف لجواره ولا تجعل اختيارك وبالا عليك فالكلمة أمانة.. دمتم سالمين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة