وأشارت الصحيفة إلى أن منفذى اعتداءات باريس اختاروا عددا من الأهداف الناعمة فقط، ولم يكن هناك أى هجوم على هيكل السلطة، فلم يحاولوا تفجير مركب بحرى أو سفارة أو ثكنات عسكرية ولم يهاجموا مبانى حكومية أو مراكز للشرطة ولكنهم استهدفوا من كانوا يبحثون عن المرح يذهبون لحفل موسيقى أو يذهبون لمساعدة مباراة ودية بين ألمانيا وفرنسا فى ملعب كرة قدم.
ورغم أن بيان داعش الذى أعلن فيه مسئوليته عن الحادث قال إنه استهدف "المرتدين" و"الصليبيين"، إلا أنه لم يحتو على أى معلومات لم تكن غير متاحة فى وسائل الإعلام، ولم يكن بعض خبراء مكافحة الإرهاب مستعدين لاستنتاج أن داعش هو من خطط للهجوم. ولم يكن المهاجمون مسلحين فقط بالبنادق ولكن أيضا بأحزمة ناسفة، وتلك الأحزمة الناسفة تستغل الرغبة الإنسانية فى التجمع والاختلاط، ولا تميز الأحزمة الناسفة بين الضحايا، فكل ما يهم هو القرب.
وقال لى هاميلتون، عضو الكونجرس الديمقراطى السابق الذى ترأس لجنة التحقيق فى أحداث 11 سبتمبر، إن الأهداف عشوائية تقريبا، ست أماكن حيث يجتمع الناس، وليست أهدافا عسكرية أو لها قيمة فيما يتعلق بتطبيق القانون". ورأى هاميلتون أن هذا الهجوم أظهر محاولة منسقة ومتطورة للغاية.. وكان التركيز فى السابق على استخدام أسلوب "الذئاب المنفردة" لكن هذا نوع مختلف من الهجوم. ويشبه خبراء مكافحة الإرهاب هجمات باريس بهجمات مومباى فى نوفمبر 2008 عندما قام فريق من المسلحين الذين تعهدوا بالقتال حتى الموت بإرهاب المدنية لأربعة أيام وقتلوا 164 شخصا.
وكتب بروس ريدل، محلل السى آى إيه السابق والخبير الحالى بمركز بروكينجز الأمريكى، يقول إن هجمات باريس ومومباى استخدمت مجموعات صغيرة ومسلحة جيدا من الإرهابيين الذين ضربوا فى آن واحد وبشكل متزامن ضد عدد من الأهداف الناعمة فى منطقة خضربة. بينما أضاف منفذو هجمات باريس الأحزمة الناسفة لزيادة المذبحة".
ولا يعد هذا التشابه من قبيل المصادفة، كما يقول بيتر بيرجين، نائب رئيس مؤسسة أمريكا الجديدة البحثية.. ففى الولايات المتحدة، يدرس مطلقو النيران بالمدارس من فعلوا ذلك من قبل. وينطبق هذا أيضا على الإرهابيين، فهم يدرسون تكتيكات نجحت من قبل.. بينما يقول ويليام ماكنتز، الخبير فى حركة داعش، إن هناك تطورا بطيئا فى التكتيكات نحو استخدام أكبر للأسلحة وبعيدا عن القنابل.
موضوعات متعلقة..
صدام "فرنسى – إخوانى" بعد أحداث عاصمة النور.. الجماعة تشن هجوماً على باريس بعد عزمها مراقبة تأثير الفكر الإخوانى على الشباب.. وجدى غنيم يصف الفرنسييين بـ"الكفار".. وممدوح إسماعيل: احتلوا مصر 3 سنوات
فرنسا ترد على هجمات باريس بغارات على داعش فى سوريا.. وتواجه تهديدات الإخوان والسلفيين وتغلق المساجد "المتطرفة".. بريطانيا ترفع الدعم المالى لأجهزة التجسس.. وبولندا تدعو لتشكيل جيش من اللاجئين السوريين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة