أخبار فرنسا
وصف المؤرخ الأمريكى أندرو جيه باسيفيتش استجابة الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند للهجمات الإرهابية التى تعرضت لها باريس يوم الجمعة وتبناها تنظيم داعش الارهابى بأنها استجابة فورية ومتصلبة حيث تعهد قائلا "سنقود حربا لن تعرف الرحمة".
وقال باسيفيتش فى مقال نشرته صحيفة "بوسطن جلوب"، إن مسألة امتلاك فرنسا سواء للرغبة أو القدرة على شن حرب كهذه من عدمه هى قضية أخرى، وكذلك مسألة إمكانية أن تستطيع حرب أخرى معالجة المشكلة القائمة والمتمثلة فى انتشار أمواج الاضطراب فى معظم الشرق الأوسط الكبير وانسياب تلك الموجات إلى العالم الخارجى.
ولفت إلى أن هذا العالم الخارجى جرّب من قبل خوض حروب لا رحمة فيها، لقد قضى الاتحاد السوفياتى حقبة الثمانينات من القرن الماضى كاملة فى محاولة تهدئة اضطراب أفغانستان ولم ينجح سوى فى قتل نحو مليون أفغانى، فيما خلق حاضنة للراديكالية الإسلامية، وفى عام 2003 بدأت أمريكا فى محاولة شبيهة فى العراق وانتهت أيضا إلى نتائج شبيهة أيضا ومقوّضة للاستقرار، ومع مرور الوقت انسحبت القوات الأمريكية فى عام 2011، مخلفة وراءها نحو 200 ألف عراقى قتيل معظمهم من المدنيين، واليوم ها هو العراق يترنح على حافة التقسيم.
وقال باسيفيتش إنه ربما لو أن الروس حاولوا بشكل أكثر جدية فى أفغانستان أو أن الأمريكان صمدوا أكثر فى العراق لربما حققوا نتائج أفضل، على أن هذا يبقى ممكنا من الناحية النظرية على أفضل الأحوال، إن سنوات من القتل فى أفغانستان قد استنفدت طاقة الاتحاد السوفياتى وأسهمت بشكل مباشر فى انهياره لاحقا، كذلك فإن سنوات من القتال فى العراق قد استهلكت الروح النضالية التى تمتع بها الأمريكان فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر.
ورأى باسيفيتش أن معظم الأمريكيين اليوم لا يجدون فى أنفسهم إقبالا على القيام بأية أعمال عدائية كبرى فى العالم الإسلامى، ورجح ألا يوافق غير عدد قليل من الأمريكيين على اتباع الرئيس هولاند فى شن أى حملة عسكرية جديدة ضد الشرق، وهذا العزوف من جانبهم له ما يبرره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة