أكرم القصاص - علا الشافعي

حــســــن زايد يكتب: ما أشبه الليلة بالبارحة

الإثنين، 16 نوفمبر 2015 08:09 ص
حــســــن زايد يكتب: ما أشبه الليلة بالبارحة أحداث تفجيرات باريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشبه الليلة بالبارحة، فى الحادى عشر من سبتمبر 2001م، وقع هجوم مروع فى قلب أمريكا، مستهدفاً برجى التجارة والبنتاجون. لأول مرة فى التاريخ البشرى تستخدم طائرات مدنية كأسلحة هجومية مدمرة.

وأيا كانت الأسرار والألغاز التى تقف وراء هذا الحادث، سواء أكانت فعلاً تلقائياً انتقامياً من تنظيم القاعدة، أو هكذا تم إيهامه بذلك، أو بتدبير من المخابرات المركزية الأمريكية، وجرى إلصاقها بالتنظيم الذى سارع بتبنى الحادث، أو بإغماض العيون عن تحركات عناصره داخل أمريكا وخارجها.

ما يعنينا هو التأكيد على أن هذا التاريخ كان فاصلاً بين تاريخين، وكانت أمريكا فى حاجة إلى هذا الحادث، كى تبروز انفرادها بقيادة العالم، وقد جرى الحشد الدولى على قاعدة استقطابية حادة لمواجهة الإرهاب، والإرهاب هنا هو المعادل الموضوعى للإسلام فى صورته العملية، مهما تحدثنا نحن عن الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف الإرهابى، فهذه التفرقة ليست قائمة فى الذهن الغربى من الأساس.

ومن يومها ظهر ما كان مخبوءاً من مخططات لمنطقة الشرق الأوسط، وفى القلب منها إعادة ترسيم المنطقة بسايكوس / بيكو جديدة، تلائم الوضع الدولى الجديد أحادى القطبية.

ولا ينبغى أن ننسى ونحن نرقب ونرصد تصرفات الدول الغربية حيال دولنا، أنها لم تتخلص بعد من جينات العقلية الاستعمارية القيومة علينا، رغم الحرية، وحقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، والاستقلال الوطنى، فهى شعارات للتلهى والاستهلاك المحلى يصدرونها إلينا كى نعيش فى الوهم.

ومن هنا كان الحشد العالمى فى مواجهة طالبان/ القاعدة فى أفغانستان، ودفع المواطن الأفغانى الثمن، وضاعت الدولة. وكذا الأمر بالنسبة لدولة العراق. وما يحدث فى سوريا واليمن وليبيا ليس ببعيد، وإن كان التفجير قد جاء ذاتياً بانهيار من الداخل فيما بدا. والموقف من مصر فيه دلالة واضحة على تعامل تلك العقلية مع قضايا الاستقلال والتحرر الوطنى وعدم التبعية.

تلك كانت البارحة وما حدث فيه، أما الليلة فقد وقعت سبتمبرية باريس. فقد شهدت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر 2015م اعتداءات إرهابية غير مسبوقة، تخللتها تفجيرات، وإطلاق رصاص، واحتجاز رهائن، وعمليات انتحارية. كانت حصيلتها فى التقديرات الأولية 140 قتيلاً، و200 جريحاً، من بينهم 80 فى حال الخطر. وقد كان الهجوم ـ فيما أعلن ـ يستهدف استاد فرنسا أثناء مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا، يشاهدها 80000 متفرج من بينهم الرئيس الفرنسى. وقد وقعت خارجه ثلاثة انفجارات. كما استهدف مسرح باتا كلان الذى كان بداخله 1500 شخص. كما استهدف مناطق أخرى.

وقد أعلنت فرنسا حالة الطوارئ، وإغلاق الحدود. ووقف الرئيس الفرنسى أمام مسرح باتا كلان ليعلن حرباً " لا هوادة فيها " ضد الإرهابيين. وهو نفس ما أعلنه بوش الابن فى أعقاب أحداث سبتمبر، وذلك دون تحديد واضح لماهية الإرهاب، وكنه الإرهابيين. فهل سيدخلنا الإعلان الفرنسى ذات النفق الذى أدخلنا فيه الإعلان الأمريكى من قبل؟. وذلك فى ظل تصريح مدير المخابرات الفرنسية برنار باجوليه فى مؤتمر بشأن الاستخبارات فى جامعة جورج واشنطن، الثلاثاء 27 أكتوبر الماضى، حين قال: "الشرق الأوسط الذى نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، أى قبل هذه الأحداث، بما يعنى أنها استراتيجية متفق عليها.

ولا يخفى أن التنظيمات الإرهابية تقف وراءها أجهزة استخباراتية ودول، باعتبارها السلاح الأنجع للإنهاك والتفتيت والشرذمة، وإعادة حرث التربة، وتقليبها، حتى تسهل إعادة ترسيمها من جديد، لأن الترسيم الذى وقع إبان الحرب العالمية لم يعد صالحاً. فهل يعد القادم هو الأسوأ للمنطقة وأهلها؟. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة