ونقلت المجلة عن لاجئ يدعى أسد يعيش بالقرب من "ستاد دو فرانس" الذى كان مسرحا لأحد تلك الاعتداءات قوله "سمعت الانفجارات وناس تصرخ، لقد تركت بلدا مزقها الحرب، والآن جاءت الحرب إلى فرنسا". وأسد شاب عمره 23 عاما، ينحدر من أصل أفغانى، ورفض الكشف عن اسمه كاملا خوفا على سلامته، ويعمل ببيع الأحذية بجوار إحدى محطات مترو الأنفاق، ويقول إنه يشعر بالقلق مما هو قادم بعد ذلك.
وتقول نيوزويك إن ليلة الجمعة تأتى كصدمة لأسد ولكثير من اللاجئين، وتذكيرا مفاجئا بالدول التى غادروها بعد أن مزقتها الحرب. ويخشى هو وآخرون من رد فعل عنيف من فرنسا، حكومة ومواطنين على حد السواء.. ويتساءل أسد: كيف سينظر الناس إلينا؟
وتشير المجلة إلى أن تلك المخاوف أصبحت أكثر حدة بعد الكشف أمس، السبت، عن أن أحد منفذى الهجمات كان يحمل جواز سفر سوريا ومسجل كلاجئ فى جزيرة ليروس اليونانية فى أكتوبر الماضى. غير أن الصحيفة تقول أن مخاوف ردود الفعل العنيفة لا تقتصر على اللاجئين والمهاجرين فى مدينة النور فقط. فبينما كانت باريس تحترق، كان هناك نارا تشتعل بمخيم للاجئين على بعد عدة مئات من الأميال شمالا. وتم الربط بين الحدثين. وقال شاب أفغانستانى يعيش فى المخيم أن الحريق ليس عمل اللاجئين، لا أعرف من فعل هذا لكنهم ليسوا اللاجئين. وأضاف أن الأجواء فى المخيم كانت متوترة، وكانت الشرطة متأهبة ولم تسمح لأحد بالمغادرة.. وتابع قائلا: يريديون أن يلقوا باللوم على اللاجئين فى هجمات باريس، لكن لا أحد يعلم ما يحدث حقا.
وتذهب المجلة الأمريكية إلى القول بأن اللاجئين عبر أوروبا يقولون إنهم يشعرون بانعكاسات من الحادث.. وقال خالد خيط، اللاجئ السورى الذى يعيش فى هولندا أن ليلة الجمعة كانت مروعة وأصابه الحزن لمقتل هؤلاء الأبرياء، لكن اليوم مختلف لأن الأغلبية ينظرون للعرب والمسلمين كما لو أنهم قتلة.. وأعرب خيط عن أمله، وشكك فى أن يكون أحد المهاجمين سوريا. وقال أن العثور على جوزا سفر سورى لا يعنى أنه سورياً بالفعل، إلا أنه يعترف بأن الأمر لا يهم فى النهاية لأن الرأى العام الأوروبى سيتغير على أية حال، ويؤكد: نحن المسلمون نعرف أن أوروبا قبل 13 نوفمبر لن تصبح كما هى بعد هذا التاريخ.
من ناحية أخرى، قالت إن أبلباوم، الكاتبة بصحيفة واشنطن بوست إنه من السهل تحميل أزمة اللاجئين مسئولية الأزمة الراهنة، لكن لا ينبغى أن يحدث هذا.
وأضافت الكاتبة فى مقالها اليوم، الأحد، بالصحيفة، قائلة أن القتلة الحقيقيين يعرفون باريس جيدا، وواحدا على الأقل فرنسى الجنسية معروف للشرطة، وهناك آخرين قادوا سيارة بلجيكية، ولا يهم كيف دخل القتلة الآخرين إلى البلاد. لكن هذه العملية لم يتم التخطيط لها من قبل اللاجئين. بل أن منفذيها اختاروا أهدافا، بارات ومسرحا وملعبا وطنية فى أحياء وأماكن يستخدمها الشباب الباريسى من كافة الخلفيات.
ودعت الكاتبة إلى ضرورة الفصل بين القضايا، وقالت أن أزمة اللاجئين أرقت بعض الناس لأنه بدا أن أوروبا تفقد السيطرة على المشكلة، وهو ما زاد منذ قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تغير قواعد اللجوء فى أوروبا باستقبال أعداد هائلة من اللاجئين.
موضوعات متعلقة..
نيويورك تايمز: هجمات باريس تزيد المخاوف الأمنية تجاه اللاجئين
بولندا: الهجمات الإرهابية تظهر عيوب سياسة الاتحاد الأوروبى
مسئول يونانى: جواز سفر للاجئ سورى عثر عليه فى أحد مواقع هجمات باريس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة