مدحت صفوت يكتب: هل قتل ساركوزى وهولاند الفرنسيين فى باريس؟.. رئيسا فرنسا شاركا فى صناعة التطرف بليبيا وسوريا ومالى.. وعلى الغربيين تعلم درس العراق2003.. والعدوان على أى بلد عربى لن يجلب السلام لأوروبا

الأحد، 15 نوفمبر 2015 06:50 م
مدحت صفوت يكتب: هل قتل ساركوزى وهولاند الفرنسيين فى باريس؟.. رئيسا فرنسا شاركا فى صناعة التطرف بليبيا وسوريا ومالى.. وعلى الغربيين تعلم درس العراق2003.. والعدوان على أى بلد عربى لن يجلب السلام لأوروبا أحداث باريس الإرهابية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مدحت صفوت- 2015-11 - اليوم السابع

بداية، ويقينًا، الأحداث الإرهابية التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة الماضى، عمل إرهابى وإجرامى لا يقبل به صاحب إنسانية، ولا يبرره سوى القتلة ومجرمى الحرب ومرتكبى الجرائم ضد الإنسانية، من ثم فإن البحث عن الأسباب والدوافع والإشارة إلى المسئولين عن إراقة الدم «ضرورة»، وضمانًا لعدم تكرار مثل هذه الحوادث.

مع ضخامة الحدث وكثرة عدد الضحايا، سارعت الأقلام الجاهزة إلى تحديد الجناة، وأشارت الأصابع الغربية على العرب بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة، بوصفهم الإرهابيين دون غيرهم فى نظر الرؤية الغربية.

البحث عن دور السياسة الفرنسية فى الجريمة ليس تبريرًا


بالبحث فى واقع الأحداث، وبربط العناصر- بشكل علمى- ببعضها البعض، نسنتنج أن السياسات الاستعمارية الفرنسية أحد المسببات لحوادث الإرهاب التى تشهدها فرنسا، فخلال الأعوام القليلة الماضية، تحديدًا منذ اندلاع ما يسمى بـ«الربيع العربى» وفرنسا تمارس جرائم ضد الإنسانية، وتسببت حكوماتها ونظمها فى مقتل عشرات الآلاف دون أدنى مبالغة، وكنتيجة حتمية لذلك زادت كراهية عدد من الشعوب لفرنسا وللفرنسيين، ما دفع بوقوع أعمال إرهابية مثل شارلى إبدو مطلع العام الجارى وأحداث باريس الأخيرة، ما يعنى أن الرئيسيين الفرنسيين نيكولا ساركوزى وفرانسوا هولاند أول المسئولين عن إزهاق أرواح الفرنسيين، ويداهما ملطخة بدم شعبهما.

نؤكد، مرة ثانية، أن ما سنورده ليس تبريرًا- لا سمح الله- للجريمة البشعة التى تعرض إليها شعب فرنسا، وإنما محاولة لفهم من المسئول عن نمو التطرف ودعم الإرهابيين، عسى أن نعمل على وقف القتال الإنسانى ونجد سبلًا للتفاهم والتعايس المشترك.

جرائم فرنسا «الاستعمارية» منذ 2011


فى مطلع 2011، قاد الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى حربًا همجية ضد ليبيا، وتولت حكومة باريس هذه المرة إدارة وتصميم المعركة بدلًا من الإمبريالى التقليدى "الولايات المتحدة"، جاءت الحرب باسم حماية المدنيين، وبخطاب إنسانى، يسميه أستاذ البلاغة بجامعة القاهرة عماد عبد اللطيف «فخ الخطابات النقية»، وحملت فرنسا وأوروبا شعارات احموا ليبيا، ومعا نتخلص من الديكتاتورية التى جسدتها فى شخص الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، وتحت غطاء عربى- بموافقة جامعة الدول العربية- ودولى- الأمم المتحدة- وتصديقنا لبعض القنوات والصحف عن نبل «الحرب»، قُتل عشرات الآلاف من الليبيين المدنيين، الذين ادعى ساركوزى وحلفاؤه حمايتهم، واكتوت إحدى البلاد الغنية بالنفط بنار الحرب الأهلية ولا تزال تعانى أشباح التقسيم والتفتيت، ويدفع أبناؤه ثمن «الحرية» المزعومة!

وفى مطلع 2013، ومع دخول الرئيس فرانسوا هولاند لقصر الإليزيه 2012، شنت القوات الفرنسية هجومًا عسكريًا، بمساندة إحدى الدول العربية، على دولة مالى، بحجة محاربة تنظيم القاعدة، فكانت الثمرة آلاف المشردين واللاجئين ومئات القتلى، وتعميق فجيعة بلد تسرق فرنسا ثرواته. وفى منتصف العام نفسه، تزعم هولاند ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الجناح الأوروبى من الحلف الغربى ضد سوريا، وكانت باريس أشد المؤيدين لفكرة الاعتداء على الجمهورية العربية السورية تحت ذريعة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، الأمر الذى ثبت ضده فيما بعد، واتضح أن الكيماوى استخدم من قبل إحدى الفصائل الإرهابية المقاتلة فى سوريا.

وبداية العام الجارى، وعقب أحداث شارلى إبدو، وتحديد هوية المنفذين والذين ينتمون إلى أصول جزائرية ويمنية، أمر فرانسوا بتحريك حاملة الطائرات العملاقة شارل ديجول بالتوجه إلى العراق للمشاركة فى توجيه الضربات العسكرية على تنظيم داعش حد الادعاء الغربى والأممى! دون أن يسأل عاقل فرنسى وما ذنب العراق؟

هولاند يصر حتى الآن على تفتيت الجمهورية العربية السورية، ونقل سيناريو 2003 مع الجيش العراقى إلى الجيش العربى السورى، ربما حلم الاحتلال القديم لم يسقط بعد من حسابات الساساة "الفرنساويين"، الأمر الذى يدفعه إلى الوقوف فى صف الحركات الإرهابية كتنظيم «جبهة النصرة» الذى يصفه بعض الغربيين بالمعارضة المعتدلة، رغم الجرائم التى يرتكبها فى حق سوريا والسوريين.

العدوان على أى بلد عربى لن يجلب السلام لأوروبا


فرانسو هولاند ومن قبله ساركوزى، لم ينتبها وهما يدعمان التطرف، ويشاركان فى صناعة الإرهاب، ويشيعان الفوضى فى بعض بلاد منطقة الشرق الأوسط، أنه من المحتمل أن تدفع الشعوب الغربية ثمنًا لهذه السياسات الاستعمارية، وأن تحرق النار مشعلها، وأن يساهما فى نقل الإرهابيين إلى قلب بلادهم، كما لم تفطن الشعوب أن تأييد سياسات الاستغلال والقتل فى المنطقة ثمنه جرائم ضد الإنسانية فى فرنسا وفى بلادنا.

لم نسرد تاريخًا قديمًا، تسبب فى تراكم طبقات من العداء الشرقى ناحية فرنسا وبريطانيا تحديدًا، نظرًأ لامتلاء سجل جرائمهما بالحد الذى يفوق الخيال، سواء فى الجزائر أو إفريقيا أو مصر أو الهند وغيرها، وإنما نتحدث عن جرائم فرنسية خلال أعوام أربعة فحسب، وسياسات استعمارية تسببت فى دمار ليبيا وسوريا ومالي، وتدفع الدول المجاورة فاتورة هذا الدمار. لذا على الفرنسيين أن يعلموا أننا إخوة فى الإنسانية، وأن مزيدًا من الحروب لن يجلب لهم السلام، وأن استغلال أحداث باريس فى شن عدوان جديد على أى بلد عربى نتيجته الحتمية المزيد من الكراهية والعنف والخراب والإرهاب، وأن نتعلم جميعًا من درس احتلال العراق.. ضحايا باريس كضحاينا ومجرمو الغرب كمجرمينا، لا فرق.



موضوعات متعلقة..


بالصور.. أحداث فرنسا الدامية تلقى بظلالها على اللاجئين السوريين..الهاربون من جحيم الحرب فى سوريا يعانون من تبعات الهجوم على باريس..والنازحون أول المتضررين من التشديدات الأمنية على حدود الدول الأوروبية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة