هجوم جماعة الإخوان على قيادات التيار الإسلامى وشيوخه لا يقتصر عليهم فحسب بل يطول أسرهم، الأمر الذى يتنافى مع الشريعة الإسلامية السامحة التى دائما مع تزعم الإخوان أن أسمى أهدافها تحكيم الشريعة.
الجماعة تتهم ياسر برهامى بالعمالة للأمن
أول من شنت عليهم الإخوان حملة هجومها كان الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، ووصفته الجماعة بأنه عميل الأمن، ومن أبرز من هاجم "برهامى" الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية الموالى للإخوان، وسلامة عبد القوى الداعية الإخوانى، ووجدى غنيم الداعية الإخوانى، وقد حرضوا ضده أنصارهم للاعتداء عليه وهو ما دفع برهامى لدعوى عبد المقصود للمباهلة - أى الاجتماع مع الخصم، والدعاء من كل منهما على الآخر بأن يلعنه الله.
لم يقتصر هجوم الإخوان على برهامى بالتصريحات بل امتد للأيدى داخل الحرم بالمملكة، وروج آنذاك اللجان الإلكترونية للإخوان فيديو يظهر الهجوم على "برهامى" أثناء تأدية عمرة.
الجماعة تهاجم رئيس الدعوة السلفية
ثانى من هاجمته الإخوان كان الشيخ محمد عبد الفتاح والمعروف بـ"أبو إدريس" رئيس الدعوة السلفية، والذى يختفى تماما عن الإعلام، حيث اتهمه الشيخ محمد عبد المقصود بأنه كان ينظر للسيدات المنتقبات بعد أن يكشفن عن وجههن، وهو ما جعل قيادات الدعوة السلفية تنتفض للدفاع عن شيخهم.
محمد حسان صاحب النصيب الأكبر من أكاذيب الإخوان
ثالث من هاجمته جماعة الإخوان ونال القسط الأكبر من الهجوم والانتقاد الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامى، والذى توسط قبل فض اعتصامى رابعة والنهضة، لفض الاعتصام بشكل سلمى، حيث وجهت الإخوان سلاح إعلامها ضده بل واتهموه بأنه باع التيار الإسلامى، وباع دينه من أجل أن يبقى فى مصر، وأن تظل قناة الرحمة موجودة ولا تغلق – على حد قولهم.
رابع من وجهت نحوه جماعة الإخوان إعلامها ضده كان الشيخ محمد سعيد رسلان، الداعية السلفى، والذى دائما ما يشن هجوما على منهج الإخوان، ويطالب شبابها بالتخلى عن هذا الفكر تماما، والانشقاق عن الجماعة، مما جعل التنظيم يتهمه بالخيانة للتيار الاسلامى والعمالة ضده – على حد قولهم.
ناجح إبراهيم واتهام غريب بالتطرف
ومن خامس الشخصيات التى تعرضت لحملة هجوم من رجال الإخوان، الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى، حيث تشن عليه الجماعة من وقت لآخر هجوماً حاداً عليه ورغم أنه كان من أوائل من دعوا للمراجعات إلا أن الجماعة اتهمته بتهمة غريبة وهى "صاحب الفكر المتطرف".
باحث: الجماعة لا تتسامح مع المفكرين وتتساهل مع الفاسدين
وعن مهاجمة الجماعة الإخوان شيوخ التيار الإخوانى، قال هشام النجار الباحث فى شئون التيار الإسلامى:"القضية الأولى فى هذا الملف أن الاخوان وتنظيمات الاسلام السياسى عموماً لا تتسامح طوال تاريخها مع المفكرين والمفارقة أنها تتسامح فى المقابل مع ساسة فاسدين أو أنظمة ظالمة عندما يحين موعد التسويات والتفاهمات بينهما،والسبب فى ذلك أن المفكر يطرح الحقائق بشمولية ويناقشها بموضوعية بما فى ذلك الخلل الداخلى فى قلب تلك الجماعات وصولاً لعلاجه لعدم تكرار الأخطاء السابقة بصورة منهجية متوازنة، وهذا التوازن وتلك الموضوعية تراها الجماعات فى غير صالحها لأنها تضعف التنظيم - من وجهة نظرها.
وأضاف "النجار": "وهذا ما حدث مؤخراً مع الدكتور ناجح إبراهيم من قبل قيادات الاخوان عندما هاجمه زوبع بأسلوب متدنى لأن طرح الدكتور ناجح يهدف للتصحيح وتطوير الحركة الاسلامية عموماً إلى الأفضل فى اتجاه الإصلاح وعدم تكرار أخطاء الماضى وهذا يدفع الإخوان للاعتراف بالأخطاء ومباشرة التغيير وهم لا يريدون ذلك حيث يعمدون لتجميد الأوضاع وإخفاء الأخطاء والتجاوزات بزعم أن ذلك يضعف التنظيم فى صراعه مع الدولة ويفتح الباب أمام الانقسامات، فى حين أن طرح الدكتور ناجح وغيره كان قبل ذلك بسنوات طويلة وليس وليد اللحظة ولو كانوا أخذوا بنصائحه وتوجيهاته من قبل 2010م لما وصل التدهور إلى ما نراه اليوم.. فى المقابل يهاجم الإخوان زعماء وقيادات جماعات وفصائل أخرى فى الساحة السياسية بقصد افشالها وانهاء تجربتها فى المشهد السياسى فالاخوان حريصة كل الحرص ألا ينجح فصيل إسلامى غيرها سياسياً حتى لا يخصم ذلك من مكانة الإخوان فى الوسط الإسلامى من جهة، ومن جهة أخرى حتى لا تمنح الفرصة للمسار السياسى الحالى لينجح ويعبر المرحلة باشتماله على مكونات المجتمع وانتماءاته الفكرية المتعددة من يمين ويسار ووسط".