أثارت أمس قصة الأمريكى "كيدين كولمان" الذى تحول جنسيًا إلى رجل ثم اكتشف أنه حامل وأنجب طفلة بعد زواجه من رجل الرأى العام، حيث خضع لعدد من جراحات التجميل لتحويل الجنس إلى رجل، وبعد تناول هرمون الذكورة لسنوات، إلا أن احتفاظه بالرحم والمبيضين أدى إلى حمله وإنجابه لطفلة.
أغلب التعليقات التى صاحبت قصة كيدين دارت حول الاشمئزاز والاستنكار لحالتها، لكن لم يخطر على بال الكثير البحث والسؤال، عن الأسباب العلمية والطبية وراء حالات التحول الجنسى ومضطربوا الهوية الجنسية.
إذا كنت ممن أثار الموضوع فضولهم ففى السطور التالية نقدم لك الرأى الطبى لتوضيح قضية المتحولين جنسيًا، والتى تثير الجدل فى مصر أحيانًا بعد أن يحوز أصحابها شهرة واسعة مثلما حدث منذ عدة سنوات مع حالة "سيد" طالب الطب الذى تحول إلى "سالى"، والفنانة حنان الطويل التى جسدت دور كوريا فى فيلم عسكر فى المعسكر والتى كانت فى الأصل رجلا يحمل اسم "طارق"، وكذلك القضية المثارة حول الفنانة رغد سلامة وأنها كانت رجلًا تحول إلى امرأة.
الأسباب العضوية والنفسية وراء اضطراب الهوية الجنسية.. العوامل الجينية وخلل الكروموسومات أهم الأسباب العضوية.. والتربية الخاطئة والبيئة المحيطة السبب النفسى وراء أغلب الحالات
يبدأ معنا استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز، بتوضيح الأسباب وراء مرض اضطراب الهوية الجنسية، ويؤكد أن المصابين بهذا المرض ينقسمون إلى نوعين تبعًا لأسباب الإصابة بالمرض وهم:
النوع الأول: مرضى طبيعيون عضويًا ومضطربون نفسيًا
وتلك الفئة لا يعانون تبعا لرأى فرويز من أى أعراض أو اضطرابات هرمونية أو عضوية بالجسم، ويملكون جميع الأعضاء الكاملة لنوع واحد من الجنس ذكرًا كان أو أنثى، كما أن هرموناتهم الجنسية منضبطة وفى معدلاتها الطبيعية، ولكن السبب وراء اضطرابهم الجنسى يرجع فى المقام الأول لطريقة التربية التى تلقوها.
فعلى سبيل المثال تربية الذكر وسط مجموعة من الإناث وتأثره بسلوكهم مع غياب نموذج الذكر، يجعله ميالًا أكثر سلوكيًا إلى صفات الأنوثة، الأمر كذلك بالنسبة للإناث اللاتى نشأن ضمن مجتمع كامل من الذكور، أو ضمن مجتمع يحقر بشدة من شأن المرأة.
أيضا طريقة تعامل الأهل مع الأطفال تجعل الطفل الذكر يرتدى ملابس الإناث ويستخدم مستحضرات التجميل، كنوع من المزاح، جميعها عوامل تخزن فى العقل الباطن للطفل ويبدأ من سن 7 إلى 8 سنوات فى الميل نفسيًا إلى النوع الآخر المعاكس لجنسه، ومع مرحلة البلوغ يبدأ الميل النفسى فى أخذ بعد أكثر عمقًا متجهًا إلى الميل الجنسى.
فى تلك المرحلة يرفض المتحول جنسيًا نوعه الأصلى بصورة كاملة، ويبدأ فى التشبه بالجنس الآخر، وتبدأ النساء بقص شعورهن وارتداء الملابس الضاغطة لأثدائن، والرجال يتشبهون بالنساء ويرفضون علامات الذكورة الظاهرة على أجسادهن، كما حدث مع حالة الأمريكية التى تحولت إلى رجل ثم أنجبت.
يوضح فرويز أن للأسف أغلب تلك الحالات تقدم على الانتحار إذا لم يتمكنوا من تلقى العلاج المناسب، نتيجة لجهل المجتمع بحالتهم النفسية ومهاجمتهم دون تفهم، ويؤكد أن العلاج النفسى لاضطراب الهوية الجنسية الناتج عن أسباب نفسية يأتى بنتائج هائلة لكن المشكلة ان اغلب الحالات لا تعترف بمشكلتها.
النوع الثانى: مرضى بخلل الاضطراب الجينى
النوع الثانى من المرضى يرجع فرويز أسباب إصابتهم باضطراب الهوية الجنسية للخلل الجينى أو خلل الكروموسومات.
وعن هؤلاء يوضح الدكتور محمد لطفى الساعى، أستاذ الأمراض الجلدية والذكورة، أن هؤلاء المرضى يولدون بعيوب خلقية فى أعضائهم الجنسية، فعلى سبيل المثال يولد الذكر بعضو ذكرى قصير نسبيًا وخصيتين معلقتين، وهو ما يجعل الأهل يظنون أن المولود أنثى برغم أنه يملك خصيتين، ولا يملك أعضاء تناسلية أنثوية، وأيضًا فى بعض الأحيان قد تولد الأنثى ببظر وشفرتين كبيرتين نسبيًا، بما يوحى بأنها ذكرا، فى حين أنها تمتلك جهازا تناسليا كاملا لأنثى من رحم ومبيضين.
ويضيف: للأسف أغلب تلك الحالات لا تكتشف بعد الولادة مباشرة، وخاصة إذا تمت ولادتهم فى المنزل وعلى يد غير المختصين، وهو ما يجعل أصحابها يعانون من أشد أنواع اضطراب الهوية الجنسية بمجرد وصولهم لمرحلة البلوغ.
ويؤكد الساعى أن تحديد الجنس فى تلك الحالات يعتمد على تحليل الكروموسومات وتحليل نسب هرمونات الأنوثة والذكورة، والتى توضح نتائجها بصورة قاطعة النوع الجنسى لهم.
جراحات تحويل الجنس ممنوعة فى مصر قانونًا وتتم تحت ستار جراحات التجميل
عن إجراء جراحات تحويل الجنس فى مصر، يؤكد لطفى الساعى أن تلك الجراحات لم تحصل على أى تصريح بإجازة إجرائها، خاصة النوع الأول الذى ترجع أسبابه للعوامل النفسية. وغالبا ما تجرى الجراحات الطبية لهؤلاء تحت ستار عمليات التجميل.
أما النوع الثانى والذى يرجع للعوامل الجينية، فتتم جراحاته بصورة طبيعية نظرًا لكونها تندرج تحت بند جراحات تصحيح الجنس، وليس تغييره، وبالتالى فهى جراحات تجميلية لعلاج عيب خلقى، لا تهدف لتغيير النوع الأصلى للجنس بل تهدف لمنحه شكلا مناسبا.
كما يوضح فرويز أن علاج النوع الأول من اضطراب الهوية الجنسية والذى يرجع إلى الأسباب النفسية وعلى الرغم من عدم إجازته قانونيا، إلى أن أغلب الأطباء يشترطون على المريض الخضوع لتأهيل نفسى لفترة تتراوح بين 45 يومًا إلى 6 أشهر قبل إجراء الجراحة، فى محاولة لحل المشاكل النفسية لتلك الحالات وتراجع المرضى عن الخضوع لجراحة تغيير الجنس.
ويؤكد فرويز أن نسبة كبيرة جدا من تلك الحالات يتم علاجها بشكل كامل من الناحية النفسية، وبصورة تمكنها من تغيير نظرتها إلى نوعها الجنسى، وتدفعها للتراجع عن الخضوع للجراحة، بل وتساعدها على ممارسة حياتها بصورة طبيعية.
مضطربو الهوية الجنسية ليسوا شواذًا
فى النهاية، يوضح فرويز أن هناك خلطًا كبيرًا لدى البعض عن الفرق بين مرضى اضطراب الهوية الجنسية وبين والشواذ جنسيا، فمرضى اضطراب الهوية ليسوا شواذًا، ولا يسعون لممارسة الجنس المثلى كما يعتقد البعض.
بل هم يرفضون طبيعتهم الجنسية، ويرفضون حتى ممارسة الجنس وهم على تلك الهيئة، التى لا تناسبهم ولذا لا يقبلون أبدًا بنعتهم بالشواذ ويسعون للحصول على الهيئة والصورة التى يعتقدون أنها أكثر ملائمة لشخصياتهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
نجوى عبد الله
اذن كان له رحم ومبيضان ! فكيف بالله عليكم تم تحويله الى ذكر ؟
هذا تهريج وعبث فى خلقة ربنا .
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير حاتم
فى امريكا يستغلون الفقراء من الملونين لعمل هده التجارب
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو عمرو
مصر
الله ينور
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الشايب
تحية للدكتور محمد الساعي
تحية للدكتور محمد الساعي