مسنة هجرت منزلها: "نفسى أموت فى بيتى"
"مش بقدر اطلع الدور الثالث فى شقة ابنى، نفسى أرجع أموت فى بيتى، بعت البهايم اللى كنت باكل من خيرها"، هكذا تحدثت إلينا أم أحمد العجوز الستينية من عمرها لليوم السابع عندما حكت لنا مأساتها مع المياه الجوفية بعدما تركت منزلها وذهبت للإقامة عند نجلها.وقالت أم أحمد إن المنزل مغمور بالمياه مضيفة: "حاولنا ردمه أكثر من مرة إلا أننا بعد دفع دم قلبنا من أموال لشراء رمال للردم تعود مياه الصرف والمياه الجوفية مرة أخرى".
واضافت "آخر ما تعبنا أحمد ابنى أخدنى أنا وأبوه لبيته وسكنا فى الدور الثالث، أنا مش بقدر أطلع السلالم عشان عندى الرومتزيم، كنت وأنا فى البيت القديم بروح أصلى العشاء كل يوم فى المسجد، دلوقت مش بقدر حتى أنزل أشترى الخضار والطلبات".
وتابعت: "انقذونى يا ابنى أنا حاسة إنى تقيلة على ابنى، مش عارفة أرتاح فى مكان غير بيتى، البيت اللى انت واقف فيه ده عشت فيه سنين عمرى، مفكرتش فى يوم انى اسيبه، وكنت عايزة اموت فيه بس هعمل ايه، احنا عايزين الصرف الصحى".
6 أسر هجرت منازلها بعدما أغرقتها المياه
أما الحاج سعيد أيوب من أهالى القرية فأكد أن المنطقة الشرقية غمرتها المياه، و6 أسر هجرت منزلها بعدما أغرقتهم المياه، والحياة أصبحت جحيما مضيفا: "إزاى تكون نايم تصحى تلاقى البيت غرقان بالمياه، الناس هنا غلابة يعنى فقر وقولنا ماشى، لكن أمراض تيجى من المياه اللى غرقت المنازل دة يبقى حرام بجد". أطفال القرية: "بندخل دورات مياه المساجد"
فيما قال الطفل محمود محمد "9 سنوات" احنا مش بنعرف ندخل الحمام، لما بكون عايز أدخل الحمام بروح المسجد عشان المياه غرقت دورة المياه، وكل لما تيجى عربيات الكسح تشيل المياه ترجع المياه تانى للبيت". الحاج أحمد سعداوى: الشكوى لغير الله مذلة
أما الحاج أحمد عبدالحميد سعداوى 67 سنة ويعمل فلاحا فقال: "القرية عايشة على مياه الصرف، وننزح المياه كل يوم الصبح والظهر والليل، واحنا بنشتكى لربنا لأن الشكوى لغير الله مذلة، الناس قاعدة بالإيجار، وعند اخواتها وأبنائها". وأضاف الحاج أحمد أن الصرف الصحى موجود فى القرى المجاورة، ولم يدرج الصرف الصحى فى القرية حتى الآن، وقال: "أسعار سيارات الكسح نار، النقلة الواحدة بتوصل إلى 50 جنيه لأن الطلب عليها كتير، والبيت الواحد بيحتاج حوالى 6 نقلات فى الأسبوع، أى 1200 جنيه فى الشهر، فى الوقت الذى لا يوجد لأهالى القرية أى مصدر رزق سوى الزراعة".
"ماتور الشفط" بـ 150 جنيها فى الساعة
ويقول أحمد حميدة 33 سنة: "احنا تركنا المنزل منذ رمضان الماضى، بعد ما الحكومة غطت المصرف بدأت البيوت تتملى بالمياه ووصل ارتفاع المياه لأكثر من متر". وأضاف أحمد: "قمنا بتقديم شكاوى إلى الوحدة المحلية لمركز أهناسيا، وطالبنا بإدراج القرية ضمن مشروع الصرف الصحى، لأن تكاليف نزح المياه من المنازل تكلفنا الكثير، ومع قلة سيارات الكسح نقوم بتأجير مواتير شفط للمياه بـ 150 جنيها فى الساعة وسكبها فى المصرف المجاور، وبعد صرفها بدقائق تعود المياه مرة أخرى".














