وزيرة المساواة والأسرة: عندما أفكر فى المرأة المصرية أرى صورة ملكات وآلهة.. والمساواة بين الجنسين فى الشرق الأوسط ليست فى أفضل حالاتها
الوزيرة الكورية: نقدم مكافآت للشركات المانحة عامليها الذكور "إجازة الأبوة"
هى كونج: عمل المرأة يزيد الدخل القومى ويرفع معدل الإنجاب وبالتالى يقلل شيخوخة المجتمع
سيدة ذات نظرة ثاقبة، لديها كاريزما لا يمكن إنكارها بصوتها العالى وقبضتها الحازمة، «كيم هى جونج» لا يتجاوز عمرها الـ44 عاما، ومع ذلك تمكنت من كسر العادات والتقاليد التى ترتبط بالمرأة فى مجتمع لا يزال يغلب عليه الطابع الذكورى، برغم تمدنه وتقدمه، لتصبح السيدة الوحيدة التى تجلس على مقعد الوزير فى حكومة كوريا الجنوبية المكونة من 19 وزيرا، 18 منهم رجالا، لم تكتف «كيم هى جونج» الوزيرة الشابة فقط بالإجابة على الأسئلة الموجهة إليها، وإنما بادرت بطرح العديد من الأسئلة المتعلقة بوضع المرأة فى مصر، والإطار القانونى الذى يحكم علاقتها الأسرية، فى هذا الحوار، «اليوم السابع» فتحت معها ملفات وضع المرأة فى كوريا، خاصة أن الدولة تحكمها سيدة، كما تطرق الحديث إلى رؤيتها لتشجيع المرأة للعودة إلى سوق العمل بعد الإنجاب، والتسهيلات التى يمكن أن تمنح للرجل الذى يختار أن يأخذ إجازة «أبوة» للاعتناء بأطفاله، وإلى نص الحوار:
ما هو وضع المرأة فى كوريا الجنوبية؟ وماذا فعلتم لتقليل الفجوة بين الجنسين لضمان حقوق النساء؟
- هناك أربع مراحل تتبناها كوريا الجنوبية، الأولى تبدأ بالتوظيف، تتبعها الثانية الاحتفاظ بالعمل، والثالثة إعادة البدء والرابعة التمثيل، وبالمقارنة بالماضى، قلت الفجوة بين الجنسين فى كوريا الجنوبية، فيما يتعلق بالمرحلة الأولى فى سوق العمل، وباتت النساء أكثر تنافسية مع الرجل فى جميع هذه المراحل، ولكن لماذا رئيسة كوريا الجنوبية امرأة ولا يوجد فى الحكومة سوى وزيرة واحدة؟ حقيقة الأمر لدينا فى المرحلة الثانية بعض الصعوبات، إذ تجد المرأة مشكلة فى التوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية، كما أن هناك مشكلات مؤسسية، وفى كوريا، عندما تدخل المرأة سوق العمل، تقوم بعمل جيد، ولكن عندما ترزق بأطفال، يملن إلى ترك العمل، وعندما يكن مستعدات للعودة، تكون الفرص محدودة واحتمالية الترقية ضعيفة.
ما هى أبرز العقبات التى تواجه المرأة الكورية لا سيما فى سوق العمل؟
- أعتقد أن المشكلة ربما تكون فى المرحلة الثانية المتعلقة بالاحتفاظ بالوظيفة، ومن المهم أن يزيد الرجال من وعيهم حيال هذه المسألة، فالكثير يميل إلى التفكير فى العناية بالمنزل ورعاية الأطفال لكونها أمورا تفعلها السيدات فقط، ولكن يجب أن يكون هناك وعى متزايد حيال مشاركة الحياة الأسرية بين الرجل والمرأة حتى تتمكن الأخيرة من المساهمة فى الحياة العملية.
هل تعملين من خلال منصبك للمساواة بين الجنسين وإزالة هذه العقبات، وما هى أهداف الوزارة؟
- حقيقة من الصعب على الأفراد التغلب على هذه المصاعب، فأنا أرى المسألة تتعلق بمشكلات هيكلية، لذا يجب أن يكون هناك أولا مؤسسات جيدة، وثانيا يجب أن يستخدم الناس هذه المؤسسات بشكل جيد وإيجابى لحل هذه العقبات، ولكى يستغل الناس المؤسسات الجيدة، قامت الوزارة بتقديم علامة للشركات الخاصة الصديقة للعائلات أشبه بالتأمين، وهناك العديد من المعايير حتى تحصل عليها، منها متعلق بإجازة الوضع للعاملين من الرجال، وهل هناك تمييز ضد الأشخاص الذين يأخذون إجازة الوضع، وهل يوجد بها مكان لرعاية الأطفال فى مكان العمل، وإذا ما كانوا يسمحون للعاملات بالحصول على عدد ساعات عمل يتسم بالمرونة، وجميع هذه الخطوات تعتبر جزءا من السياسة التى تتبناها الحكومة الكورية، ونراقب إذا ما كان يتم العمل بها والحفاظ عليها داخل الشركات، وإذا تحققنا من ذلك، تمنح هذه الشركات تلك العلامة، التى بموجبها تحصل على بعض المكافآت قد تكون لها علاقة بالضرائب، أو بمنحها معدلات فائدة أفضل، عندما تريد الحصول على قروض من البنوك.
هل هناك جدول زمنى تضعونه لتحقيق هدف إعادة المرأة مرة أخرى إلى سوق العمل؟
- لدينا كحكومة عدد من الجداول الزمنية، ولأن الرئيس يتم انتخابه كل خمسة أعوام، نحاول أن تكون الخطة خلال هذه الفترة، والخطة تتضمن إجازات وضع للآباء، والعلامة الأسرية للشركات وهى الخطط قصيرة المدى، ولكن هناك أيضا خطط تحقق على المدى الطويل، ولأن رئيس كوريا الجنوبية امرأة، لدينا مؤسسة خاصة تسمى «شهر الآباء»، فنحن نعتقد أنه للحفاظ على التوازن فى الحياة العملية، فعلينا أن نثقف الآباء ونعلمهم وننصحهم بأخذ إجازة الأبوة، وقانونيا الآباء يمكن أن يحصلوا على هذه الإجازة حتى عام كامل، ولكن هذا ليس إجباريا، وبدلا من ذلك نحن نقدم مكافآت للشركات التى تمنح العاملين من الرجال إجازة الأبوة، فدعينا نقول إن الأسرة لديها طفل واحد، وأخذت الأم إجازة الوضع الخاصة بها، فيأتى دور الأب ليأخذ إجازة الأبوة، ويسمى أول شهر من تلك الإجازة باسم «شهر الأب»، وفى هذا الشهر يحصل على 100% من راتبه، وإذا أنجبوا طفلا آخرا، فسيحصل أيضا على راتبه بالكامل لمدة 3 أشهر إذا ما اختار أن يأخذ هذه الإجازة.
ماذا عن أرقام العاملين فى كوريا الجنوبية من الرجال والنساء؟
- إذا افترضنا أن لدينا أسرة من شابة وشاب، دخلا معا سوق العمل فى وقت واحد، ثم بعد فترة حملت الزوجة واضطرت للحصول على إجازة، يرفع هذا الأمر نسبة العاملين من الذكور ليجعل أعدادهم تفوق النساء، وعليه، تبلغ نسبتهم 74%، مما يؤثر على مشاركتهن اقتصاديا.
هل يؤثر امتناع المرأة عن العمل فى بلدكم على اقتصادكم بشكل سلبى؟
نعم، أعتقد هذا، والإحصائيات تثبت ذلك، وليس فقط فيما يتعلق بالعمل، ولكن معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة يزيد كذلك الدخل القومى كما يرتفع معدل الإنجاب، وبالتالى تقل شيخوخة المجتمع الكورى.
ما هو وضع المرأة المطلقة فى بلدك؟ هل يقف القانون فى صف الرجال وهل غيرتم القوانين لإنصاف السيدات؟
- اسم وزارتنا يشمل الأسرة أيضا التى تضم بدورها الأطفال، سواء أطفال ينتمون لزوجين، أو لفرد من الأبوين فى حال طلاقهما، وكان أحد تعهدات الرئيسة «بارك» دعم هذه القضية، وبداية من عام 2015 بدأنا فى تفعيل وكالة دعم الأطفال، وعندما ينفصل الآباء، غالبا ما تأخذ النساء مسؤولية رعاية الأطفال وإحصائيات البحث تثبت أن 17 % فقط من الذين يعتنون بالأطفال، وغالبا ما تكون المرأة، لا تحصل على نفقة من الطرف الآخر، وهذا يعنى أن 83% لا يحصلون على النفقة، لذا أردنا أن ندشن هذه الوكالة لتفعيل هذه النفقة، وتعقب الأزواج الذين يرفضون دفع نفقة الأطفال، والكشف عن حالتهم الاجتماعية، ومكان عيشهم، وتعمل على منحهم جلسات صلح، والتأكيد على منح الراعى للأطفال هذه النفقة، وحتى إذا كان راعى الأطفال رجلا أو امرأة لا يعمل ولا يستطيع الحصول على أموال، ولا يحصل على نفقة من شريكه، تقوم الحكومة بتمويلهم.
ماذا عن حضانة الأطفال، من يحصل عليها، الآباء أم الأمهات؟
غالبا تكون الأم، ولكن لا يوجد حد للعمر الذى يقرر بموجبه الطفل العيش مع والده أو والدته، ولكن هناك «عمر محدد» تعمل وفقا له الوكالة وهو 20 عاما.
رئيستكم سيدة؛ كيف تشعرين كامرأة كورية وكوزيرة، وماذا يمثل لكم ذلك؟
- من المهم أن تكون هناك مؤسسات جيدة، ولكن من الأهم أن تكون هناك أيضا قصص نجاح، لأنها تكون لها تأثير أكبر على المجتمع، وحقيقة أن الرئيسة بارك كسرت التقاليد، وأصبحت هى نفسها قصة نجاح، يعكس صورة مهمة عن وضع المجتمع الكورى الآن، ومجتمع جنوب كوريا مجتمع ذكورى للغاية، فى الوقت الذى تتسم فيه السياسة الكورية بذكورية أكثر، ولتصبح المرأة رقم واحد فى السلم السياسى نموذجا يحتذى به، وكان هناك مناطق تقليدية يعمل بها الرجال فقط، وأخرى تعمل بها النساء فقط، ولكن الرئيسة كسرت جميع هذه الحواجز.
كيف توازنين بين عملك كوزيرة وبين الحياة الأسرية؟
- سأتحدث بوجه عام، أعتقد أنه كان من الصعب للغاية على الأجيال السابقة من السيدات اللاتى عملن فى الحكومة إيجاد توازن بين الحياة العملية والأسرية، وذلك بسبب صعوبة المناخ العام فى المجتمع، وكانت تفضل المسؤولات البقاء دون زواج، ولكن المناخ المجتمعى تغير وأصبح يمكن الحفاظ على العمل والأسرة، والتغيير لا يزال مستمرا.
كيف ترين وضع المرأة فى الشرق الأوسط؟
- الصورة العامة للمرأة فى الشرق الأوسط، بالنسبة لى أولا، متعلقة بالزى (فى إشارة إلى الزى الإسلامى) وبمظهرها العام، وأعتقد أنه يضع حدا للعمل الاجتماعى للمرأة، وأعرف أن لكل دولة وطائفة وضعا مختلفا، ولكن وضع المساواة بين الجنسين فى الشرق الأوسط ليس فى أفضل حالاته، وأعرف أن هناك زيادة فى بعض الدول، ولكن هناك بعض الرجال الذين لا يزالون يرون أن المرأة لا يجب أن تتعلم.
ماذا عن انطباعك عن المرأة المصرية وما هى رسالتك للمرأة بوجه عام؟
- أعتقد أن المرأة فى كل مكان فى العالم تتعاطف مع نظيرتها، بغض النظر عن اختلاف الجنسيات والديانات واللغات، فالمرأة لا تزال مستضعفة إلى حد ما، وأتمنى أن نستطيع أن نتشارك معا، سواء فى الأوقات الطيبة أو العصيبة، وعندما أفكر فى المرأة المصرية، أرى صورة ملكة وآلهة وهى صورة قوية للغاية تعكس صورة المرأة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة