.jpg)
وأكد مطران القدس، فى حوار لـ«اليوم السابع»، على هامش حضوره اجتماع مجلس كنائس الشرق الأوسط، أجاب فيه على الكثير من الأسئلة الدينية والسياسية، «أن الديانة المسيحية أكثر ديانة مضهدة فى العالم، وأن الطلاق لا يخالف الإنجيل»، وإلى نص الحوار:
.jpg)
قلت إن المسيحية أكثر ديانة مضطهدة فى العالم، فسر ذلك؟
- بالنظر إلى خارطة العالم فى نيجريا بوكو حرام تضطهد المسيحيين، وفى الفلبين أيضًا، وفى العراق هناك اضطهاد للمسيحية، وفى سوريا الأمر سياسى، وتعمل داعش على تهجير المسيحيين، وفى ليبيا داعش ذبحت 25 قبطيا، وإذا نظرنا للعالم كله سنرى هذا الاضطهاد، وإن كانت فهناك حرية للمسيحيين فى بعض مناطق الشرق الأوسط مثل مصر ولبنان.
.jpg)
وإن كان هناك بعض التطرف من التكفيريين والإقصائيين، فإن 138 عالما مسلما وقعوا على وثيقة «كلمة سواء»، التى أكدت أن جوهر الدين المسيحى والإسلامى واحد، وهو محبة الله ومحبة القريب والعدو، والوسطية فى الدين تغلب التطرف، رغم أن التطرف صوته عالى.
.jpg)
على ذكر التطرف، ألا ترى أن الخطاب الدينى المسيحى بحاجة إلى تجديد أيضًا؟
- نتميز كمسيحيين بأن لدينا نوعا من الرقابة، وأنا كمطران أراقب القساوسة ولا أسمح لأى منهم بالتطرف، وعلى الخطاب الدينى أن يتغير ويقبل التعددية الدينية والعرقية والثقافية، ولا أكتب عظات للقساوسة ولكن إن وجدت من يخرج على الحدود ويتطرف، آخذ إجراءات ضده، والخطاب الدينى هو قمة جبل الثلج، فهناك الإعلام والتعليم والمنهج والبيت.
.jpg)
البابا تواضروس واجه هجومًا حادًا، بعدما زار الكنيسة اللوثرية، لأن المجمع المقدس قرر مسبقًا قطع الحوار اللاهوتى مع الكنيسة اللوثرية التى أباحت زواج المثليين، ما رأيك؟
- نحن فى الكنائس اللوثرية لدينا تعددية، وليس لدينا موقف موحد تجاه زواج المثليين، والكنائس التى أباحت زواج المثلية لهم وجهة نظر رعوية تختلف عن الكنائس الشرقية، بل إن هناك خلافات داخل تلك الكنائس نفسها، ولدينا علاقة قوية مع البابا تواضروس، ونحن ككنائس لوثرية فى الشرق ضد زواج المثليين، وزيارة البابا للكنائس اللوثرية فى السويد والدنمارك كانت زيارة مباركة، وأساقفتها تأثروا بتواضع البابا وعمق شخصيته، والبابا رأى هناك روحانية معينة فى الكنيسة السويدية، وحواره مع رئيسة الأساقفة كان حوارا بناء وبنى جسورا، ولا يعنى موافقته على تقاليد تلك الكنائس، وفى رأيى قضية المثلية الجنسية أمر اجتماعى أخلاقى وليس لاهوتى.
.jpg)
كلامك يعنى أن الكنائس اللوثرية فى الشرق ترفض زواج المثليين؟
- نعم كنائسنا الشرقية ترفض ذلك، ونحن نصلى من أجل هؤلاء المثليين والمختلفين معنا، ونحن فى الشرق العربى لا نسمح ولا نناقش هذه المسألة وهذا أمر حساس، فنحن لا نعيش بمفردنا، علمًا بأنه موجود فى الشرق، ولكننا نهتم بالسياق الذى نعيش فيه.
.jpg)
كيف تنظر لقضية المثلية الجنسية بشكل عام؟
- أنا أرفض تجريم المثلية الجنسية، لأن هذا خطأ كبير وضد الحريات وحقوق الإنسان، نختلف معهم نعم، ولكن تجريمهم تعدى على حقوق الإنسان والحقوق الشخصية.
.jpg)
وما رأيك فى قضية ترسيم المرأة قسيسة مثل ما تفعل الكنائس اللوثرية؟
- هذه قضية لاهوتية، وبالنسبة لنا ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة والكتاب المقدس يساوى بينهما، وعلى الكنيسة أن ترجع لجذورها، وأن ترسم المرأة قسيسة إذا كانت مدعوة من الله، لأن الدعوة تأتى لإنسان وليس لرجل وامرأة، ونرى رسامة المرأة قسيسة جزءا من هويتنا اللوثرية، وفى كنيستنا أعمل على تعليم سيدة لنرسمها قسيسة، لأنها صاحبة علم وروحانية، وفى كنائسنا اللوثرية هناك 40 أسقف سيدة، ونعرف أن هناك كنائس تختلف معنا، ولكن هذا شأننا الداخلى وتفسيرنا للكتاب المقدس.
.jpg)
هل دار بينك وبين رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر أى حوار بهذا الشأن، خاصة أن الكنيسة الإنجيلية المصرية ستطرح هذا الأمر على مجلسها الملى فى إبريل؟
- نحن ككنيسة لوثرية وقعنا مع ست كنائس عالمية بينها الكنيسة الإنجيلية المصرية وثيقة اعتراف متبادل بيننا، ونحن نعترف برسامة بعضنا البعض، وتناقشنا فى هذا الموضوع وعرضنا فكرنا، والقس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية رجل صاحب رؤية واسعة وانفتاح ودراسة عميقة للإنجيل وأيا كان قراره سنحترمه.
.jpg)
التقيت وزير الأوقاف المصرى ومفتى الجمهورية، ما الذى دار فى هذه اللقاءات؟
- ناقشنا التطرف الدينى والحريات، واتفقنا معهما على رفض التطرف بكل أشكاله، لأنه ينخر فى الجسد العربى، واتفقنا على توحيد الجهود لنشر الوسطية والاعتدال، ولن نسمح للإرهاب بالتمادى أكثر من ذلك، وتكلمنا عن القضية الفلسطينية، وسألونى عما يدور فى القدس حاليًا وعبرنا عن رغبتنا فى احترام الوضع التاريخى القائم فى القدس بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
.jpg)
كيف تقيم انتفاضة الفلسطينيين الثالثة «انتفاضة الطعن»؟
- أنا شخص ضد العنف، أؤمن بأن غاندى ومارتن لوثر كنج حققا العدالة أكثر من جنرالات الحروب، ولكن الشباب وصل لمرحلة يأس صعبة، الشباب فى الثلاثينيات عاشوا طوال عمرهم تحت الاحتلال، واليوم العالم يتكلم عن سوريا والعراق ونسيوا القضية الفلسطينية، ونسوا أن جوهر القضية العربية هى القضية الفلسطينية، وإذا تم حل القضية 80% من التطرف الدينى فى الشرق الأوسط سينتهى، والقوى العظمى فى العالم فشلت فى إيجاد الحل العادل للقضية، والشباب يقتلون الإسرائيليين بطريقة فردية بعدما فقدوا الأمل، نريد أن نتعايش مع الآخرين بسلام.
.jpg)
البابا تواضروس وبابا الفاتيكان دعا لتوحيد عيد القيامة فما رأيك؟
- نتمنى أن يوفقنا الله لذلك، الأعياد ما هى إلا احتفالات وذكرى لحدث دينى مهم، واختلاف التواريخ فى الأعياد مجرد اختلافات فلكية وليست دينية، هناك بعض الكنائس مترددة ونتمنى عليهم أن يتحقق هذا الشىء بأسرع وقت.
ما موقف الكنيسة اللوثرية من طلاق المسيحيين والزواج الثانى؟
- فى كنيستنا اللوثرية ومنذ أربع سنوات نعمل على تحديث قانون الأحوال الشخصية، وما قمنا به هو إقرار المساواة بين الرجل والمرأة فى الزواج والإرث وغيرها، والانفصال مكروه، ولكننا لا نعيش فى السماء بل فى الأرض، وهناك فترات صعبة تواجه علاقات الزواج، وعلى الكنيسة أن تكون رحيمة، وأن تنظر كما نظر المسيح بعين العطف لأولادها، ووضعنا قانونا للأحوال الشخصية يتضمن ثلاث مراحل للتقاضى، لنعطى فرصة للعودة بين الزوجين، وإذا تعثرت الأمور تحكم المحكمة الكنسية بفسخ الزواج، وهو أمر لا يتعارض مع الكتاب المقدس.
كيف تقيم الزواج المدنى؟
- لا بد أن نسأل هل مجتمعنا سيتقبل الزواج المدنى أم سيزيد المشاكل، إذا الزواج المدنى سمح بزواج المختلفين دينيا سوف يتفسخ المجتمع وستحدث الكثير من المشاكل، وعلينا أن نحافظ على وحدة المجتمع، فهو يصلح فى أوروبا ولكنه لا يمكن أن يستقيم فى الشرق.
