فى سابقة فريدة تؤكد قوة مكانة مصر الدولية.. البرلمان الأوروبى يعتمد دار الإفتاء المصرية مرجعية رسمية له فى الفتوى.. ومستشار المفتى: "تحيا مصر".. ومؤتمر فى ديسمبر بلشبونة حول خطورة الفتاوى المتشددة

فى سابقة هى الأولى من نوعها تؤكد على مدى قوة مصر الدولية ومكانتها، اعتمد البرلمان الأوروبى دار الإفتاء المصرية لتكون المرجعية الرسمية للبرلمان الأوروبى فيما يخص الفتوى وقضاياها.

وشهدت دار الإفتاء المصرية العديد من الإنجازات فى عهد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والجهود الحثيثة التى يقوم بها الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى، من أجل أن تكون مؤسسة دار الإفتاء ذات المبنى المحدود، واحدة من أهم المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى حيث أجبرت الجميع على احترامها والوثوق بها لما تتبعه من منهج وسطى معتدل وهو منهج الأزهر الشريف الذى يمتد عمره لأكثر من ألف عام.

عالمية دار الإفتاء أتت بعد جهود كبيرة بدأها المفتى السابق الدكتور على جمعة، واستكملها وأضاف إليها المفتى الحالى الدكتور شوقى علام، بوجود الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى السابق والحالى، والذى لعب أدوارًا مهمة للوصول بالدار إلى العالمية.

الدكتور إبراهيم نجم فى لقائه بالنائب المسلم فى البرلمان الأوروبى سجاد كريم، قال إنه تم الاتفاق على اعتماد مرجعية دار الإفتاء المصرية فى البرلمان الأوروبى فيما يخص الفتوى وقضاياها، موضحًا أن وفدًا رفيع المستوى من علماء دار الإفتاء سيزور البرلمان الأوربى لبلورة الأمور الإجرائية الخاصة بذلك.

وأوضح مستشار المفتى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من بروكسل، أهمية هذا الأمر، موضحًا: عندما تكون هناك مناقشات أو قرارات أو جلسات استماع بالمفوضية الأوروبية أو البرلمان الأوروبى خاصة بأمور تتعلق بالفتاوى سيتم التنسيق مع دار الإفتاء فى هذا الأمر.

وكشف نجم عن أنه سيتم تزويد البرلمان الأوروبى وأعضائه بجميع الفتاوى التى أصدرتها الدار فيما يتعلق بالوجود الإسلامى فى أوروبا والتى تزيد عن ألف فتوى فى جميع المجالات، لافتًا إلى أنه سيتم التحضير فى ديسمبر المقبل لإقامة مؤتمر كبير فى لشبونة بالتنسيق مع دار الإفتاء عن خطر الفتاوى المتشددة، وعن أهمية هذا الأمر لمصر على الصعيد الدولى اكتفى بمقولة "تحيا مصر".

وأكد مستشار المفتى أن دار الإفتاء لن تألو جهدًا فى مساعدة أوروبا ودول العالم فى بلورة خطاب إفتائى رصين يلبى متطلبات المسلمين فى دول الاتحاد الأوروبى بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.

وأشار نجم إلى أنه تم الاتفاق فى لقاء جمع مستشار المفتى بالبرلمانى المسلم على إمداد البرلمان الأوروبى بألف فتوى مترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية أعدتها دار الإفتاء وتراعى الوضعية الخاصة لمسلمى أوروبا وقوانينها كونها شملت ردًا على استفسارات أوروبية المصدر بالأساس، وكذلك ترجمة التقارير الصادرة عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة والتى تفند دعاوى الجماعات الإرهابية وتدحضها بمنهج علمى، كما تم التباحث حول إمكانية تدريب وإعداد عدد من الأئمة الأوروبيين فى مجال التصدى للفتاوى المتشددة.

وشدد مستشار المفتى على الأهمية التى توليها دار الإفتاء لاستخدام تكنولوجيا المعلومات وشبكة المعلومات الدولية فى نشر خطاب وسطى قادر على مواجهة القدرات العالية للتنظيمات المتطرفة فى هذا المجال، مشيرًا فى هذا الصدد إلى إصدار مجلة إلكترونية بعنوان "بصيرة" باللغة الإنجليزية.

وطالب مستشار مفتى الجمهورية البرلمان الأوربى ببذل المزيد من الجهود التى تحول دون استمرار الإساءة للدين الإسلامى فى أوروبا، أو إثارة الكراهية نحو المسلمين فى الغرب حتى ينتشر السلام فى العالم. كما دعا إلى ضرورة استصدار قرار فى الاتحاد الأوربى يجرم الإساءة إلى الأديان ونشر الكراهية.

وحذر الدكتور إبراهيم نجم فى كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبى من تنامى موجات "الإسلاموفوبيا" والحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين فى أوروبا تحت دعوى "أسلمة الغرب".

وأكد نجم أن مثل هذه التحركات ضد الإسلام والمسلمين لا تصب فى مصلحة الشعوب الغربية فى المقام الأول، لأنها تثير حالة من التوتر والكراهية فى المجتمع مما يؤثر على السلم المجتمعى، وينشر التطرف والإرهاب، هذا فضلًا عن أن المسلمين فى أوروبا هم جزء من النسيج الأوروبى غير منفصلين عنه.

وأضاف مستشار مفتى الجمهورية أن التعايش السلمى والاعتراف بالأديان الأخرى هو دليل على التحضر والديمقراطية، وهو ما يتطلب وجود حالة من الوعى تمنع الانزلاق وراء أية محاولات استفزازية، تنعكس سلبا على المسلمين أو على من ينتمون إلى أى دين آخر.

وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أن دار الإفتاء المصرية تسعى دائمًا لفتح باب الحوار مع الآخر خاصة فى الغرب، ومواجهة التطرف والإرهاب، ونشر المحبة وثقافة التعايش بين المسلمين وغيرهم فى كل أنحاء العالم.