عنق الفلسفة والتاريخ فى "كوميديا الحب الإلهي" للعراقى لؤى عبد الإله

الجمعة، 13 نوفمبر 2015 10:12 ص
عنق الفلسفة والتاريخ فى "كوميديا الحب الإلهي" للعراقى لؤى عبد الإله غلاف كوميديا الحب الإلهى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن دار دلمون الجديدة للنشر والترجمة صدرت رواية الكاتب العراقى لؤى عبد الإله "كوميديا الحب الإلهى" التى تستثمر بعضا من أهم أفكار الشيخ الأندلسى محيى الدين بن عربى إطاراً فلسفياً لها ومنظوراً تترتب وفقه أحداث الرواية وشخصياتها.

وبفضل ذلك يكسر المؤلف الحواجز الزمانية والمكانية ليجعلنا نتنقل فى الردهات الزمكانية امتداداً من لندن خلال عقود الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيّات، مروراً ببغداد خلال الفترة نفسها، وانتهاء بدمشق خلال القرن الثالث عشر أثناء سنوات ابن عربى الأخيرة فى الشام.

ومن بين أفكار ابن عربى التى أنشأ لؤى عبد الإله معماره الروائى عليها: ممكنات الوجود، والحب الإلهى وفاعلية الأسماء الإلهية فى العالم المادي، لكنه صاغ رواية حداثية تستثمر الميتافيزيقى لتقدم تاريخ العراق خلال نصف قرن ولتسبر فى شخصياتها المغتربة وهى تنمو وتتفرد كل حسب تجربته وخلفيته وقدره. فنحن نتابع أربع شخصيات تقيم فى لندن: رجلين هما صالح وعبدل وامرأتين تربطهما علاقة القربى هما شهرزاد وبيداء، وكل من هذه الشخصيات جاءت إلى لندن لأسباب مختلفة. فعبدل جاء طمعاً بكسب المال وصالح هرباً من رجال الأمن وبيداء بسبب زواجها من عبدل وشهرزاد بسبب خروج عائلتها من العراق بعد ثورة الرابع عشر من يوليو ١٩٥٨.
من خلال استخدام أسلوب تيار الوعى والأحلام التى ترافق شخصيات الرواية نتعرف على تاريخ العراق المعاصر فكأن الشخصيات فى انشطارها بين الحاضر والماضى تحمل مرايا تقدم لنا كيفية تشكلها منذ سن مبكرة فى العراق وكيف تداخل الحاضر المعيش فى لندن والماضى المعيش فى العراق فى ثنائية هرمونية متعددة الأصوات.

كتب الناقد ياسين النصير عند صدور الرواية فى طبعتها الأولى: "رواية مركبة لها أسطح وغرف وصالونات ودهاليز ومستويات للقول وللرؤية، تفرض قراءات وتأويلات وإحالات، ومن هنا لا تنفعنا قراءة نقدية واحدة لها كى نلملم أبعادها القريبة والقصية".

الرواية ممتعة تسبك الفلسفة والتحليل النفسى والميثولوجيا والتاريخ سبكا متميزا مؤسسة شعريتها وإيقاعها الخاصين بها.
وستسعى دار النشر الجديدة فى خطواتها اللاحقة إلى أن تترجم وتنشر ما هو شائق وحداثى وعميق مساهمةً منها فى تفعيل الثقافة العربية وإغنائها والمساهمة فى تكوين حساسية وذائقة جمعية تتحاوران وتتفاعلان مع الثقافة الإنسانية فى أحسن تجلياتها.



موضوعات متعلقة..


كتاب ومثقفون: سعيد الكفراوى أخلص لـ"القصة القصيرة" فمنحته التفرد





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة