وفكرة ادعاء "المسيح" لها تاريخ طويل منذ قبل مجىء المسيح عيسى بن مريم، فهو عند اليهود ملك من نسل داود، سيأتى بعد ظهور النبى إليا، ليعدل مسار التاريخ اليهودى، بل البشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص، واستمر الادعاء بعد ذلك حتى وقتنا الحالى.
أبو عيسى الأصفهانى
واسمه الحقيقى إسحق بن يعقوب، من مواليد أصفهان، كان خياطا أميا، عاش فى زمن الخليفة عبد الملك بن مروان (865 ـ 705)، بينما يذهب الشهرستانى إلى أنه عاش فى الفترة بين حكم الخليفة الأموى مروان بن محمد (744 ـ 750) والخليفة العباسى المنصور (754 ـ 775)، ويبدو أن هذا التاريخ الأخير أكثر دقة، فقد كانت هذه الفترة فترة انتقال شهدت سقوط الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية، وعادة ما كانت الحمى المشيحانية تتصاعد بين اليهود (والأقليات بشكل عام) فى مثل هذه الفترات.
وفى عام 755م أعلن أبو عيسى أنه الماشيَّح الذى سيحرِّر اليهود من الأغيار، وقاد بهذه الصفة تمردا ضد الحكم الإسلامى، وانضم له العديد من يهود فارس، لكن هذا التمرد تم إخماده بعد عدة سنوات وقُتل أبو عيسى.
شبتاى تسفى
الذى ولد بأزمير وتلقى تعليما دينيا تقليديا، فدرس التوراة والتلمود واستغرق بدراسة التصوف اليهودى "القبالاه"، وعمل على ربط خلاص اليهود بشخصية المسيح المنتظر، فعدل بذلك صيغة الحلول الإلهى من الجماعة اليهودية إلى شخص المخلص (المسيح)، ثم ادعى أنه المسيح المنتظر عام 1648م، فطرد من أزمير وتنقل بعد ذلك فى كل من اليونان وإسطنبول والقاهرة وفلسطين.
ثم دخل القدس على فرس (كما هو متوقع من الماشيح) عام 1965م، وأعلن أنه المتصرف الوحيد فى العالم كله، وأعلن أنه سيذهب إلى تركيا ويخلع السلطان، وأخذ يضفى على نفسه ألقابا يوقع بها رسائله منها، (ابن الإله البكر) (أبوكم يسرائيل) (أنا الرب إلهكم شبتاى تسفى)، وقد قبض عليه فى فبراير عام 1666 فى إسطنبول وأودع السجن، قُدِّم بعد فترة من سجنه للمحاكمة، فأنكر دعوته وزعم أنه مجرد رجل يهودى عادى، كما أنه أعلن رغبته بالدخول للإسلام، فأشهر إسلامه نفاقا، وغير اسمه فأصبح (محمد أفندى) وتعلَّم العربية والتركية ودرس القرآن، وأسلمت زوجته من بعده، وسمت نفسها (فاطمة)، وقد نقل العثمانيون تسفى فى نهاية الأمر إلى ألبانيا، حيث مات بوباء الكوليرا عام 1676 م.
"جيم جيمس وازين جونز"
ولد عام 1931 فى ولاية إنديانا.. فى سن 12 عاما ألقى أول عظة له على بعض الأطفال، واختلف مع القائمين على الكنيسة وأسس جماعته جديدة باسم معبد الشعب، واعتقد فى تناسخ الأرواح، واعتبر نفسه وريث الله على الأرض.
وفى عام 1964 م تنبأ بأن العالم سوف يشتعل بحرب نووية فى 15 يوليو 1967، وهذا جعل الكثيرين يتركون كل شىء ويرحلون معه من إنديانا إلى شمال كاليفورنيا، حيث أقاموا ملجأ اشتروه بمليون دولار، ووصل عددهم لأكثر من تسعمائة شخص مع حوالى 260 طفلًا.. وفى النهاية قال لأتباعه "إن كنا لا نستطيع أن نعيش فى سلام فلنموت فى سلام" وأمرهم بتناول السم جميعا، وبعد خمس دقائق كان عدد المنتحرين 913 شخصا فى نوفمبر 1978 م.
يهوذا الجليلى
يعتقد عامة الكتّاب أن يهوذا ظهر سنة 6 ميلادية وكان يهودياً متعصّباً عارض دفع الضرائب للرومان واعتبر أن هذا إنقاص من شأن عبادة الله الذى لا يجب الخضوع لغيره وقام بثورته التى هلك بها ومن معه من أتباعه وقد ذكره يوسيفوس بأنه رجل ولد فى جملة فى جولان وأسس حزباً كان يطالب بالحرية وعدم الطاعة للرومان ونجح إلى مدة وهلك أخيراً .. وأهم معتقداته أن دفع الضريبة لدولة أممية والخضوع لها وقبول سلطانها يُعد كسراً للناموس وخطية وبالتالى رفضاً لسلطان يهوه.
داؤد الرائى بن سليمان
ظهر فى القرن 12 الميلادى فى كردستان درس "التوراة" وأتقن علوم العرب ولغتهم وعلوم التنجيم والسحر وقد كتب عنه أحد معاصريه وهو "بنيامين بن نوديلا" قائلا: (إن داؤد الرائى قد صمم على الاستيلاء على فلسطين بالقوة مدّعيا أن الله قد أرسله لاستعادتها وقد آمن به عدد كبير من اليهود كمسيح الله المنتظر)، ونشر داؤد الرائى دعوته بين يهود بغداد والموصل وكوّنوا جيشا حاصر به مدينة "آمد" ولكنه هزم وقتل مع غالبية أتباعه فى الحرب.
إبراهيم أبو العافية
ظهر فى النصف الثانى من القرن 13 فى صقلية وله كتاب اسمه "كتاب المعجزة" ووصلت شهرته إلى ألمانيا، وحدثت بسببه اضطرابات هناك، وهاجر كثيرون من يهود ألمانيا إلى فلسطين بسبب دعوته لهم فى عام 1286م.
داود الحجازى
ولد فى الحجاز عام 1490م وتوفى بإسبانيا عام 1525م وتملّق اليهود والنصارى والمسلمين وجال شرقاً وغرباً، ومن أعجب أعماله أنه ادعى أنه سليل محمد رسول الإسلام، وأطلق الوعود بالجنة لمن يتبعه كذلك ادّعى أنه الوريث الشرعى لمملكة خيبر اليهودية، ولكى يتملّق المسيحيين ذهب إلى روما وعرض على البابا "كيمنخس السابع" خدماته فى محاربة المسلمين وطرد الأتراك، ثم أثار بعض الفتن والفوضى فى إسبانيا وقبض عليه وأودع فى السجن ومات فيه مسموماً.
ماريا ديفى
ولدت ماريا ديفى فى أوكرانيا عام 1960م بوجه ملائكى، تخرّجت فى كلية الصحافة وعملت فى الإذاعة والصحافة ثم أصبحت زعيمة فى منظمة الشباب، بعدها هجرت ماريا أسرتها وتخلّت عن طفلها (15 عاما) بعد أن ادّعت أنها المسيح.
موضوعات متعلقة..
حفل غنائى بمركز طلعت حرب الثقافى لإحياء ذكرى رحيل ليلى مراد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة