تعرض العشرات من تجار ومجففى البلح بمحافظة أسوان لخسائر فادحة منذ مطلع الشهر الجارى، حيث قدرت الخسائر بالملايين من الجنيهات بسبب تلف محصول البلح وفقدانه جراء الأمطار الغزيرة وموجة الطقس السيئ التى ضربت مناطق متفرقة بالمحافظة، وأدت إلى تلف نحو 5 آلاف طن بلح بأسوان.
وكان أبرز المناطق المتضررة منطقة إدفو قبلى حيث تعرض منشر كبير للبلح بالظهير الصحراوى بناحية دار الهنا الواقعة غرب أبو غلاب بمركز إدفو شمال محافظة أسوان لسقوط أمطار غزيرة أدت لجرف المئات من الأطنان من محصول البلح المعدة للتجفيف على الأرض الرملية.
قال التجار لـ"اليوم السابع" إن منشر البلح بإدفو قبلى يقع فى منطقة مرتفعة إلى حد ما عن سطح الأرض وبعيدا تماما عن مخرات السيول وخلال عقود وهم ينشرون محصولهم فى هذا المكان تحت أشعة الشمس دون أى مشاكل حيث تستغرق عملية التجفيف عادة نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر فى هذه الفترة من كل عام حسب رطوبة البلح قبل أن يشون محصول البلح فى جوالات حسب التعاقدات مع كبار التجار وينقل بواسطة شاحنات للقاهرة خاصة سوق العبور.
فى البداية يقول الحاج (سعيد عرابى حسن) تاجر من إدفو قبلى إنه يعمل فى مجال تجارة وتجفيف البلح منذ ثلاثين عاما، وأنه للأسف منذ أسابيع قليلة تعرضوا لسيل شديد جرف محصول البلح وألقاه فى المصرف الرئيسى، مضيفا أن أبعاد الكارثة أنهم أخذوا عربونا يصل لـ400 ألف جنيه تقريبا نظير توريد البلح لسوق العبور فى شهر شعبان القادم، ولم يقوموا بسداد هذه المبالغ حتى الآن بسبب ضياع المحصول ما يعرضهم للملاحقات القانونية وأن مصدر رزقهم الوحيد هو محصول البلح وعليهم كمبيالات وشيكات وينتظرون محصول البلح من السنة للسنة وقاموا بتحرير محاضر بمركز شرطة إدفو، لكن لم تشكل أى لجان لمعاينة المتضررين سواء من الزراعة أو غيرها من الجهات المختصة وأن خسارته بلغت نحو 95 طنا من البلح جرفتها الأمطار والسيول فى الترع وأن الاضطراب فى أسعار البلح تسبب فى حرمانهم من أى مكاسب وأنه أصبح لا يوجد مخزون كاف للسنة القادمة.
يقول مؤمن سلامة، تاجر، إن التجار فى الغالب يلجئون قبل بداية الموسم للبنوك والدخول فى معاملات بنكية لتمويل شراء المحصول الجديد من المزارعين فضلا عن اعتياد مجففى البلح أن يجلبوا تمورا من خارج المحافظة وتجفيفها بأسوان فى أحواش سماوية وفى سفوح الجبال بسبب سطوع الشمس بأسوان على مدار العام، ما يعطى للبلح الأسوانى جودته، وبسبب جفاف هواء أسوان وبعدها النسبى عن الآفات والحشرات التى تقضى على المحصول وتفقده قيمته الاقتصادية والغذائية وأن كل التعاملات المالية تكون فى الغالب بالآجل.
معبرا عن معاناته من الخسائر الجسيمة التى أصابتهم بسبب عدم قدرتهم على الوفاء بسداد التزاماتهم المالية لتوريد كمية معينة متفق عليها مسبقا من محصول البلح الأسوانى لكبار التجار والمصانع والمصدرين بالقاهرة وعجزهم عن سداد مديونياتهم للبنوك والمزارعين والعمال فضلا عن خسارتهم لرؤوس أموالهم، لافتين إلى أن البلح التالف والفاقد بلغ تقريبا حوالى 5 آلاف طن خاصة بمركز إدفو شمال محافظة أسوان.
مجدى محمد، تاجر يقول إنه تعرض لخسارة حوالى 30 طنا من محصول البلح الذى اشتراه من المزارعين، كان يجففها وقت العاصفة فى منشر البلح الكائن غرب أبو غلاب والبعض الآخر معبأ فى جوالات كان يستعد فى اليوم التالى لشحنه لوجه بحرى، لكن جاءت أمطار غزيرة وقامت بجرف المحصول لمسافة حوالى 2 كيلو متر بعيدا من المنشر وفى النهاية استقرت هذه الكميات من البلح المجفف سواء المنشور على الأرض أو المعبأ ى أجولة فى أحد المصارف القريبة وتضرر حوالى 35 تاجر بلح آخر بلغت تقريبا خسائرهم مجتمعة حوالى 5 ملايين جنيه، حيث كانوا يجمعون محاصيلهم بجوار بعضهم البعض فى منشر أبو غلاب على مساحة حوالى ألفى متر مربع.
وأضاف أنهم كانوا يستعدون لشحن المحاصيل وسداد مستحقات المزارعين الذين اشتروا منهم البلح لافتا إلى أنه كان لمزراع واحد فقط 80 ألف جنيه.
وأضاف أنهم لم يتلقوا أى تعويضات من الحكومة والتزموا بسداد مستحقات المزارعين، وأن العاصفة وشدة المطر تسببت فى سقوط أبراج الكهرباء وقطعت الأسلاك الهوائية المحيطة بمكان منشر تجميع البلح.
تجدر الإشارة إلى أن البلح الأسوانى يعد من أفضل أنواع البلح فى السوق المحلية المصرية، وتأتى محافظة أسوان ثانى محافظة بعد محافظة الوادى الجديد فى إنتاج التمور، حيث تضم محافظة أسوان قرابة مليونى نخلة وتشتهر المحافظة بالتمور الجافة ويعتبر محصول البلح بعد محصول القصب فى الإنتاجية بمحافظة أسوان ويمثلان معا عصب اقتصاد المحافظة وحسب آخر إحصائيات للزراعة فإن محافظة أسوان تنتج قرابة المائة ألف طن سنويا من البلح وأشهر أنواع البلح الأسوانى هو السكوتى والبرتمودى والشامية.
بالصور.. "كارثة" تلف نحو 5 آلاف طن بلح بأسوان بسبب الأمطار
الجمعة، 13 نوفمبر 2015 12:24 ص
التمور بأسوان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
هموم ومعاناة التجار