وعلى الرغم من أن الأخبار يوميا تكشف عن دمار منطقة أثرية جديدة فى سوريا أو العراق على يد الإرهاب إلا أن الصور كافية لتؤكد الفاجعة وتجعل الوضع المظلم أوضح للجميع، وهذا ما عملت عليه شركة جوجل خلال السنوات الماضية عن طريق عيونها فى السماء من أقمار صناعية وتقنيات متطورة فى محاولة لرصد أهم المناطق الأثرية التى يعرفها العالم وكيف دُمرت بشكل نهائى، بالإضافة إلى ما رصدته "ديجيتال غلوب" الشركة المتخصصة فى التقاط صور عالية الدقة للأرض فى الوقت الحالى.
تدمير الآثار فى سوريا
خلال الفترة الماضية تم تحليل 1289 من المواقع الأثرية فى سوريا لمعرفة حجم الدمار، وأثبتت الدراسات التى أجريت، دمار المدينة الرومانية فى أفاميا فى غرب سوريا، والعاصمة إيبلا فى العصر البرونزى، وبدأ نهب أفاميا فى عام 2012 بعد غزو القوات السورية، واستمرت لمدة 18 شهرا، وتم استخدام الآلات الثقيلة، وتم التوصل إلى أن 22 % من المواقع الأثرية فى سوريا قد نهبت بطريقة أو بأخرى، وربع هذه المواقع هى فى الأراضى التى تسيطر عليها داعش.
وحاول الباحثون تحديد حجم الدمار وقالوا إن هناك ثلاثة آلاف موقع أثرى تم تدميره، ومن أهم الصور التى تم عرضها هو تعرض عدد كبير من المواقع الهامة مثل أفاميا للنهب وليس فقط التدمير فالصور توضح أن هناك جماعات قامت بنهب تلك الآثار وبيعها والربح من ورائها وهذا ما كشفه وجود خنادق محفورة من قبل مجهولين مع بدء الحرب فى سوريا.
تقارير عالمية ترصد حجم الدمار
قدمت منظمة AAAS الأمريكية العام الماضى أول نظرة شاملة على مدى الأضرار التى لحقت مواقع التراث الثقافى التى لا تقدر بثمن فى سوريا، وتمكنت من ذلك بالتعاون مع متحف جامعة بنسلفانيا للآثار مركز الأنثروبولوجيا ومؤسسة سميثسونيان، وبالتعاون مع فرقة التراث السورى، باستخدام تقنيات تصوير من القمر الصناعى متطورة للغاية، وكشفت عن أضرار واسعة النطاق فى حلب، واحدة من أقدم المدن المأهولة فى العالم، ويرجع تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن أهم ما دمر هناك المساجد والمدارس الدينية (الكتاتيب) التاريخية، الجامع الكبير فى حلب، وسوق المدينة، السراى الكبير فى حلب ، 8510 مواقع أثرية أخرى، كما تم رصد تضرر 13778 من المواقع فى حمص، 5233 فى حماة، 3112 فى دير الزور و 467 فى دار الرقة، و 351 فى درعا.
تدمير المناطق القديمة فى العراق
من أشهر الآثار التى تم تدميرها فى العراق هى متحف الموصل الذى تم نهبه وتخريبه بالكامل على يد جماعة داعش الإرهابية، كما قاموا باقتحام مدينة نمرود التاريخية ودمروا معالمها باستعمال الجرافات والآلات الثقيلة، وهذه المدينة نمرود تأسست فى القرن الـ 13 قبل الميلاد، وتقع على ضفاف نهر دجلة على بعد 30 ميلا جنوب الشرقى مدينة الموصل، كما دمروا قلعة تاريخية فى العراق تسمى قلعة " تل عفر" عن طريق تفخيخها ونسف معظم أبراجها وأسوارها القديمة، وليس هذا فقط بل تم نهبها وسرقة ما بداخلها، بالإضافة إلى أغلب الآثار والمنطقة القديمة التاريخية فى الموصل وبعض المدن التى تسيطر عليها داعش.