قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، عبر تقرير نشرته بموقعها الإلكترونى، إن الأزمات السياسية التى تعرضت لها مصر خلال السنوات الماضية لم تكبح سير العمليات الاستثمارية داخل الجمهورية، فالمشاريع التأسيسية تضاعفت 5 مرات خلال العام الماضى بالمقارنة بعام 2013، ليصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 17.9 مليار دولار، واستمرت تلك الأرقام خلال العام الجارى رغم تراجع العديد من الأسواق الناشئة.
وحذر التقرير من فرضية سقوط الطائرة الروسية بقنبلة مزروعة على متنها، زاعمة أنها سوف يكون لها أسوأ أثر على السياحة بمصر، وقد يمتد هذا الأثر السلبى إلى قطاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقال التقرير إن الاستثمارات الأجنبية تستخدم سياسة مختلفة عند تعاملها مع بلدان العالم النامى، فهى لا تحبذ المجازفة، وإذا رأت أن الأجواء ملبدة بغيوم الهجمات الإرهابية سرعان ما تنقل رأس مالها إلى الخارج، على عكس سياستها مع دول العالم المتقدم.
وتطرق التقرير إلى الضرر الذى ألحق بالاقتصاد التونسى عند تعرض السياح لهجمات إرهابية، قلصت من حجم المشاريع التأسيسية داخل البلد الذى كان يعانى من تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأشار التقرير إلى نقص النمو الذى عانى منه مؤخرا الاقتصاد التركى، فقد شهد العام الماضى انخفاض الصرف على المشاريع إلى نصف النسبة بالعام 2013، واستمر هذا التراجع حتى الأحداث الإرهابية الأخيرة التى ضربت العاصمة أنقرة، ولن تكن بالتأكيد محفز للاقتصاد التركى.
ويقول التقرير إن الاستثمار الأجنبى يتبنى سياسة مختلفة مع بلدان العالم المتقدم، التى تواجد بأسواقها لفترة طويلة كفيلة ببناء جسور من الثقة، فعلى سبيل المثال عندما تعرضت العاصمة الإسبانية مدريد لعمليات تفجير القطارات الإرهابية عام 2004، استمر تدفق الاستثمارات الأجنبية داخل إسبانيا دون أى تأثير، ونفس الأمر تكرر مع بريطانيا عندما شهدت عمليات مطار هيثرو الإرهابية، فقد استمرت نسب الاستثمارات مرتفعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة