وإلى نص الحوار.
فى البداية من هو أحمد سمير صاحب لقب أطول محاضرة فى العالم؟
أنا شاب مصرى سكندرى مدرب تنمية بشرية منذ عام 2002 حاصل على ليسانس آداب مكتبات دفعة 2001، وحصلت على شهادة تكميلية فى علم النفس وأدرس حاليا فى مرحلة الدراسات العليا فى علم النفس الإكلنيكى وخاصة فى مشاكل المخ وأمراضه ومدير المؤسسة المصرية للتنمية البشرية بالإسكندرية.
ما سبب اهتمامك بمجال التنمية البشرية؟
وجدت أن مجال التنمية البشرية هو أفضل مجال مناسب لى، لكى أتفوق فيه، وعملت فى أكثر من مجال منهم مجال الصحافة لمدة 5 سنوات ولكن لم أجد نفسى صحفيا، كما دخلت عالم الحاسب الآلى وحصلت على العديد من الشهادات العالمية ولكن أيضا لم أجد نفسى فى هذه المجالات سوى التنمية البشرية.
من هو قدوتك من رواد التنمية البشرية؟
أنا لا أنتمى لأى مدرسة تنمية بشرية مصرية بل أنتمى للمدارس التأهيلية الإنجليزية وهذا لا يقلل من شأن الرواد والخبراء المصريين ومنهم الدكتور إبراهيم الفقى رحمة الله عليه، فأنا لست من تلاميذه، ولكنه صاحب فضل كبير على مدربين التنمية البشرية فى مصر، وهو من دفع المصريين يبحثون على المدربين فى كل مكان بخبرته وقدرته العلميه الكبيرة، وجميع مدربين التنمية البشرية مدينين له بالكثير.
كيف جاءت فكرة أطول محاضرة ؟
فكرة جينيس كانت بالصدفة، أثناء عملى كمدير لمركز تنمية بشرية لاحظت فى فترة من الفترات تقاعس بعض المدربين فى المركز، وقررت أن أقيم لهم محاضرة مدتها 24 ساعة ومن يشرد بذهنه أثناء المحاضرة لا يكون له مكان فى المركز، وبالفعل بدأت التحضير للمحاضرة وبحثت على شبكة الإنترنت عن موضوع المحاضرة اكتشفت أن صاحب أطول محاضرة فى العالم هو شاب هندى، وتوقعت أن المدة التى حصل عليها هى 30 ساعة على الأكثر، فاكتشفت أن المدة هى 139 ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، استفزنى الموضوع وألغيت المحاضرة وقررت أن أتحدى نفسى والجميع بأن أقوم بأطول محاضرة فى العالم، وتواصلت مع الشاب الهندى عن طريق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وكان رده "أنه أصيب بالعديد من الأمراض منها شلل وسكتات دماغية بسبب طول مدة شرح المحاضرة"، ونصحنى قائلا "مجرد أن تبقى على قيد الحياة هذا هو الأفضل".
هل كلمات الشاب الهندى أصابتك بالإحباط؟
ليست كلمات الشاب الهندى فقط، ولكن كل من أستشيره فى الأمر كان يرفض مشاركتى بسبب خطورة الموقف، ولكن إرادتى هى التى أصرت على استكمال المسيرة والتسجيل فى جينيس بتاريخ 22 أغسطس 2014، والتحدى بالنسبة لى هو كسر الرقم، أما التحدى الثانى أن أخرج من التجربة سليم ومعافى من جميع الأمراض التى أصابت من قاموا بالتجربة من قبلى وتقديم نموذج إيجابى للشباب فى التحدى.
هل قمت بعمل تجربة قبل التسجيل فى جينيس؟
بالفعل استعديت لتجربة كبروفة كانت فى تاريخ 29 مايو 2015 ولكنها فشلت، ولم تستمر إلا 28 ساعة شعرت بالإرهاق وفى الساعة 33 فقدت القدرة على النطق تماماً، وأصابتنى حالة من الإحباط وخاصة من الهجوم الذى تلقيته من المحيطين وزملاء المهنة، وكان همى أن أكسر الرقم العالمى، بالإضافة إلى أن أخرج سليما من التجربة، وانعزلت تماماً عن الجميع لمدة 5 شهور منهم شهران علاج نتيجة التجربة الأولى.
ما الاستعدادات التى قمت بها قبل جينيس؟
الاستعدادات كانت فى كافة النواحى، أهمها الطبية وعمل فحوصات كاملة ورسم مخ كامل بالتعاون مع كبار اساتذة المخ والأعصاب الذين اكتشفوا قدرات التركيز عندى عالية، فى ظل بيئة سلبية بدأت فى تنظيم الغذاء والاعتماد على الغذاء الذى يجدد خلايا المخ ونقل البروتين للمخ، منها الخضراوات واللحوم وفقدت 16 كيلو من وزنى بسبب أسلوب الطعام الجديد، بالإضافة إلى الإعداد البدنى والجرى 10 ساعات يوميا، وتدريبات البوكس لزيادة قدرتى فى ردود الفعل، كما استعدت من الجانب الذهنى وعمل تدريبات ذهنية للمخ لزيادة قدرة التركيز فى المسائل الحسابية والسودوكو وتدريبات زيادة الذاكرة وكانت مرهقة للغاية، وقبل جينيس بـ5 أيام اختفيت تماما عن جميع الأشخاص المقربين لدى وفى خلال هذه المدة تعرضت الإسكندرية لنوه شديدة ولظروف خاصة اضطررت أن اخرج من المنزل وتعرضت لارتفاع درجة حرارة شديدة قبل التجربة بيوم واحد، مما عرض التجربة للفشل ولكن أصريت أن استكمل التجربة للنهاية.
ما عنوان أطول محاضرة فى العالم ؟
كان عنوان المحاضرة هو "صرخة فاشل"، هى رسالة أردت إيصالها للشباب أن يبحث عن المجال الذى يكون عبقريا ويتميز فيه فى حياته ولا يستسلم للفشل وكل فرد فى مجتمعنا هو "جينيس" فى مجال ولكن لا يعرفه فمنهم من يبحث مجاله وينجح فى إيجاده ومن من يستسلم للفشل.
ما المعوقات التى وجدتها أثناء تنظيم الحدث؟
أهم المعوقات هو محاولتى لتنظيم الحدث فى مكان يليق به، وتوجهت لأحد الأماكن الكبرى بالإسكندرية وطلبوا فى اليوم الواحد 25 ألف جنيه وفى خلال المدة المطلوبة هو 150 ألف جنيه، مما أصابنى بالإحباط من المؤسسات الكبرى التى من المفترض أن تقف بجانب الشباب، ولكن أصررت أن أكمل التجربة وأقمتها فى مكتبى الخاص بمركز التدريب.
طوال فترة 141 ساعة هل شعرت بالتعب أو الإرهاق؟
من شروط جينيس هو حصولى على استراحة 5 دقائق على رأس كل ساعة ولكن كنت أقوم بتجميعها للصلاة وتواصلت مع إدارة جينيس وقالوا إن الصلاة اذا كانت بصوت فهى محسوبة من ضمن توقيت المحاضرة بالفعل كنت بصلى جماعة مع المساعدين، وتم احتسابها من ضمن ساعات المحاضرة، وجمعت الدقائق المسموحة لى بالراحة لكى أنام فيها لمدة ساعة كاملة، وفى الساعة 123 شعرت بالإرهاق ونمت من الساعة الثامنة إلى التاسعة صباحاً، ولكن حدث خلل فى المخ أثناء فترة نومى وحدث فقدان ذاكرة مؤقت استمر ساعتين بدون شعور ولم أتذكر أحدا، واتهمت من حولى باختطافى، واستكملت الشرح أثناء هذه الفترة إلا فى الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً واستيقظت تماماً بعدها، وفى الساعات الأخيرة أصبت بنزيف من الفم والأنف وإرهاق فى نبرة الصوت التى تغيرت تماماً فى الساعات الأخيرة قبل كسر الرقم العالمى وأصريت على استكمال الساعات المتبقية.
هل تلقيت دعما من الشخصيات العامة ؟
من أكثر الأشياء الإيجابية فى التجربة هو دعم الفنانين لى، أهمهم الفنان أحمد بدير الذى أصر على تسجيل فيديو ليدعمنى رغم مرضه، والفنان أحمد فؤاد سليم الذى تفرغ تماماً عن عمله بمسرح الهناجر والفنان السورى جهاد سعد، والفنان علاء زينهم، والفنان أحمد الصاوى والممثل المسرحى أحمد محسن، والفنان بيومى فؤاد الذى أرسل لى رسالة تشجيعية على الموبايل بعنوان "روح يا أحمد يا أبنى قلبى وربى راضيين عليك"، بالإضافة إلى الشاعر هشام الجخ وأرسل لى رسالة صوتية لتشجيعى، وأرسلت رسائل خاصة لبعض الشخصيات العامة كشاب مصرى يستعد لهذه التجربة، ويحتاج لدعم معنوى ولم أتلق أى رد منهم، حتى وزير الشباب والرياضة الذى كنت أتمنى أن يرد ويدعمنى كشاب مصرى يخوض هذه التجربة الهامة، كما أرسلت رسائل للداعية عمرو خالد والداعية شريف شحاتة.
ماذا عن دعم المدربين المنافسين لك فى المجال؟
على عكس توقعات الكثير تلقيت دعما كبيرا من المدربين فى مجال التنمية البشرية الذى طلبوا تلامذتهم بدعمى أثناء التجربة وتشجيعى، ومنهم رائد التنمية البشرية أحمد عمارة رغم المنافسة الكبيرة بيننا فى مجال التنمية البشرية.
ما الدروس التى استفدتها من تلك التجربة؟
الدرس المستفاد هو عدم وجود مستحيل فى الحياة، ما عدا المستحيلات الكونية التى حددها الله سبحانه وتعالى، فيما عدا ذلك لا يوجد مستحيل، وهذه رسالتى لجميع الشباب التى تشعر باليأس والإحباط فى الحياة وأنهم ليس لديهم دور، وأقول لهم دورك أن تبحث عن المستحيل لتجد حياتك ومستقبلك.
هل يمكن من خلال تجربتك فى التنمية البشرية تطوير مناهج التعليم فى مصر؟
مجال التنمية البشرية من افضل المجالات لتطوير التعليم ولكن اذا طبق بحذافيره من خلال مدربين متخصصين فى المجال، والفترة التى يجب فيها ادخال مجال التنمية البشرية فى التعليم هو فترة الحضانة والابتدائى وانتظار اجيال مبشره فى البحث العلمى والعلم والتفكير ولكن يجب أن تطبق المواصفات العالمية فى التنمية البشرية فى الدول الاوروبية وليست التى تطبق فى مصر حالياً.
ما رأيك فى محاولة تنظيم أطول مائدة فى العالم؟
رفضت أن أتابع حدث دخول مصر فى أطول مائدة فى العالم بسبب اقتناعى أن المسابقة العالمية تعتمد على فريق عمل فى مجتمع يجيد العمل الفردى أكثر من فريق العمل، واكتشفت بعد ذلك أن الحدث فشل فى التنظيم كما كانت توقعاتى.
ماذا بعد جينيس؟
جينيس لا تساوى شيئا، ومستعد أن أنظم حفلة عالمية أثناء استلام الشهادة وأمزقها لأنها لا تساوى شيئا، والرسالة التى خرجت منها هى الإصرار والإرادة، وأنه لا يوجد مستحيل، وخططى بعد جينيس هى تأسيس شركة تدريب لتحويل مواد التنمية البشرية لبلاى ستيشن لنشرها، وتصميم تجارب علمية عقلية لدخول موسوعة جينيس فى مجالات أخرى ولكن بدون مغامرات صحية ولكن تحديات عقلية فقط.
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
الدروس المستفادة