وعلى هذا يطرح السؤال نفسه: لماذا محمد صلاح؟.. والإجابة تتعلق بكلمة واحدة هى "الحلم" فالمصريون يعانون منذ فترة من صناعة الحلم على المستوى الشخصى وعلى المستوى العام، فى حياتهم يعانون من ارتفاع الأسعار الذى يأكل كل شىء آخرها مدخراتهم، ولا يبقى لهم شىء، فبالتأكيد يعيش معظم الشعب المصرى على طريقة اليوم الواحد والغد لا يسأل عنه سوى الله.
وعلى المستوى الشخصى يعانى المصريون أيضا من فكرة أن مقولة الابن المنقذ وأنه بمثابة "مقلاع الفقر" كما يقول المثل الشعبى لا تتحقق كثيرا وتكاد تكون "نادرة" فالأبناء يظلون عالة على آبائهم فى معظم الوقت وحتى إن استقلوا بأنفسهم فهم بالكاد يكفون أسرهم الصغيرة التى يكونونها تحت الحاجة البيولوجية الملحة التى لولاها ما أقاموا أسرة ولا سعوا لاستقرار وانفصال، لكن فى حالة "محمد صلاح" تحققت هذه المقولة، ويتابع المصريون بشغف ما يفعله "صلاح" فى مركز بسيون الذى ينتمى إليه اللاعب، ويتابعون الصفقات التى كانت تتم بين روما والفريق الإنجليزى تشيلسى وكأنه ابنهم وما سيحصل عليه سيعود إليهم ويدخل فى جيوبهم.
أصبح النجاح فى عالمنا الحالى الذى يطلقون عليه لفظة "الحديث" لا يملك مقياسا معينا للنجاح، فربما يكون السفر وربما يكون لعب الكرة وربما الموسيقى الشعبية فى الشوارع والمناسبات هى بوابة النجاح.. وعليه يحلم المصريون أن يصبح أبناؤهم لاعبى كرة محترفين تنافس الفرق المختلفة على ضمهم لصفوفها كما يحدث لصلاح لذا يثير غضبهم وحزنهم أن يروا "أيقونة الحلم " تصاب هذه الإصابة البالغة.
"جزار محمد صلاح" هكذا وصف المصريون اللاعب البوسنى سيناد لوليتش، الذى تسبب فى إصابة "الحلم المصرى" وسيمر وقت طويل قبل أن ينسى المصريون هذا اللقب وربما لو تم استفتاء الآن على قطع العلاقات المصرية البوسنية لوافق المصريون مرحبين بهذه الخطوة.
موضوعات متعلقة..
- "زايد للكتاب" تعلن قائمتها القصيرة لأدب الطفل و12 عملا فى المنافسة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة