محمد الغيطى

من زينب الديب لإيناس عبدالدايم.. سلام مربع

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط الدجى، والليلة الظلماء، يبزغ البدر ومهما تكالبت كلاب السكك عليك يا وطنى تظل شامخا، ولا يموت النخيل مهما حاصره العطش، مصر التى علمت الدنيا وأنارت دياجيرها لا ينطفئ لها قنديل. أريد فى هذه السطور أن أفتح نوافذ الأمل على مصراعيها، أن أغنى للفجر الوليد والصباح المشمس على جباه سمراء لم تعرف اليأس ولم تلعن الظلام، بل أشعلت شمعة ومضت تفتح طريقا رغم كثرة الغربان وهجوم الخفافيش وهجوم الثعالب على كروم قريتى، من أرادوا إحراق أعشاش العصافير على غصن الوطن نقول لهم، لن تصادروا أحلامنا فى البراح ولن تخنقوا الوليد العاشق للحياة، هو المصرى يحمل جينات البقاء والبناء ويستعصى على الفناء، الآن أتذكر نماذج رائعة لم ترتكن للقنوط، ولم تمشِ فى سرب الناحبين على جثة الوطن، أتذكر العظيمة الدكتورة زينب الديب أم الأرض، وعاشقة القمح الأستاذة بجامعة السوربون التى لم تهرب للعيش الوثير بمنزلها فى باريس، وجندت عمرها للبحث عن الجينات الأصلية للقمح المصرى، وحاولت عصابات مبارك هدمها وطاردوها وحاصروها لتعيش فى المنفى، لكنها أبت ونزلت للفلاحين من الدلتا لحلايب وطبقت أبحاثها على نفقتها، وأثبتت أنه يمكن زراعة قمح مصرى خالص ونظيف وخال من عيوب قمح الخارج الذى نستورده من لحم الحى.

ومن النماذج المشرفة والتى تضع علمها وفكرها تحت تصرف مصر العالم الدكتور شهاب عصفور، أستاذ الهندسة الصناعية، وأول عربى يتقلد منصب عميد كلية الهندسة بجامعة ميامى، وله أكثر من 240 بحثا ومقالا علميا، ومرشح لجائزة نوبل للعلوم، كذلك الدكتور إبراهيم عويس، أحد أهم عشرة علماء اقتصاد فى العالم وأستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة جورج تاون الذى قال عنه بيل كلينتون، إنه يفخر أنه تعلم على يديه الاقتصاد، وأيضاً العالم الدكتور إيهاب الخراط أحد أهم واضعى برامج علاج الإدمان بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى الذى رفض عرضا للإقامة فى أمريكا، وبأجر مغر، وفضل أن يحارب الإدمان فى مصر ومنذ أيام أعلن طلاب بجامعة الإسكندرية عن اختراع جهاز لتحلية مياه البحر بأقل تكلفة فى العالم، ونفس الفريق لديه حل لمشكلة تصريف مياه المطر لبيارات يمكن الاستفادة منها فى الزراعة، وطلبوا الجلوس مع أى مسؤول لتوصيل أفكارهم، فهل يبادر شريف إسماعيل رئيس الحكومة بلقائهم.

فى الموسيقى نجوم عالميون


شعرت بفخر كبير وأنا فى باريس أسمع لمديح الفنان الفرنسى والناقد المعروف نويل كوريه عن موسيقار مصرى اسمه ناير ناجى، وعازفة مصرية عالمية هى إيناس عبدالدايم، ناير خريج الأوبرا الفرنسية ويعتبره المتخصصون فى الموسيقى الكلاسيكية أعظم من يقود أوركسترا الأوبرا فى أوربا، بل إنه أبدع وتفوق فى توزيع وأداء هذا النوع من الموسيقى وكانت حفلاته بالحجز فى باريس، ومع ذلك فضل أن يعود إلى مصر ويقود أوركسترار الأوبرا، أما الساحرة إيناس عبدالدايم فهى تحتاج لوقفة أصف فيها الأثر الذى تركته فى نفوسنا، وهى تعزف على آلتها المعروفة الفلوت، إيناس لم تكن تعزف فقط، بل كانت ترقص كالفراشة فى فضاء الصمت فتحول النغمات إلى أطياف تغازل الروح وتنعش القلب وتفرز مورفين المتعة والسعادة فى المخ، إيناس كانت تعانق آلتها كأنها وليدها الذى عاش مخاض إبداعها وخرج لتوه فى أجمل وأبهى حلة يسر الناظرين، كانت تعزف فتعلو بِنَا للسماء لذروة النشوة، وما إن نلهث من صعودنا
وصعودها حتى تهبط لشاطئ السكون والسكينة بعد الهدير والأعاصير، والغريب أنها حولت كلمات الراحل العظيم الأبنودى فى أغنية المدن لحن جمال سلامة إلى عبارات موسيقية على الفلوت فى إطار درامى مدهش وعبقرى، ورغم ما يبدو عليها من زيادة فى الوزن، لكن سبحان الله كانت تقدم إبداعا راقصا تعبيريا فى الفراغ، فتبدو كراقصات وعازفات معبد آمون أو بيت الحياة المقدس لدى الفراعنة، كل أمنيتى ألا تهمل الدكتورة إيناس إبداعها بسبب الإدارة التى برعت فيها أيضا، ولكن الإبداع أهم وأبقى، ولابد أن تقدم حفلات منفردة، وسأكون أول الحاضرين، سلام مربع لكل مصرى يبدع فى مجاله ليزرع الأمل بدلا من أن يلعن الظروف، ويضيف رقما سلبيا للمحبطين وعشاق الخرابات.. والشر برة وبعيد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة