بالصور.. رجال إسعاف شمال سيناء يروون تفاصيل انتشال ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة.. أسطول المرفق استعان بـ"بدو" فى الوصول لموقع الحادث بمنطقة جبلية وعرة.. وأصعب الحالات انغماس قدمى طفلة فى أحشاء سيدة

الخبراء الدوليون يشيدون بأداء المسعفين المصريين

انتشال 173 جثة ونقلها بالطائرات فى وقت قياسى

يكشف "اليوم السابع" تفاصيل جديدة فى عملية انتشال ضحايا الطائرة الروسية التى تحطمت قبل 10 أيام فى نطاق مركز الحسنة بوسط سيناء، وأشادت مصادر بالدور البطولى لرجال الإسعاف الذين تمكنوا من إخلاء الضحايا وتجهيزهم ونقلهم فى وقت قياسى، مشيرة إلى أن حالة الجثث عكست مأساة إنسانية.

بداية التحرك

بدأ التحرك بـ5 سيارات إسعاف انطلقت من نقاط تمركز قريبة من موقع الحادث، عقب تلقيها إشارة بتحطم طائرة وبعد ذلك تحرك أسطول ضم 15 سيارة إسعاف من العريش تحت إشراف الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، والدكتور محمود عامر مدير مرفق إسعاف شمال سيناء.

" على" سائق إحدى سيارات الإسعاف قال إنه وزملاءه وجدوا صعوبة فى الوصول لموقع الحادث واستعانوا بشخص من أبناء القبائل البدوية أوصلهم إلى منطقة قريبة من المكان، ثم استعانوا بشخص آخر فى رحلة صعبة بمنطقة جبلية تفتقد بشكل تام لخدمات الاتصالات المحمولة واللاسلكية وفق ما ذكره مصدر مسئول فى مرفق إسعاف شمال سيناء.

الوصول للموقع

وأضاف "أحمد ن"، مسعف شارك بأنه وجد فى موقع الحادث قوات تحيط بجزء من حطام الطائرة "الجزء الأمامى"، وكان مشتعلا قبل إطفائه بطفايات سيارات الإسعاف لنبدأ فى انتشال الجثث التى بلغت 80 على بعد من 4 إلى 5 كيلومترات وفى الجزء الخلفى من الطائرة تواجدت بقية الجثث التى وصلت جملتها 173 نقلنها بسيارات الإسعاف.

وأضاف "سامى" أحد المشاركين: الجثث فى الجزء الأمامى للطائرة كانت فى حالة صعبة، فهى متهتكة ومحترقة، بينما الجثث فى الجزء الخلفى متماسكة، وبعضها وصلت للأرض مربوطة على الكراسى بأحزمة كما هى.

الأشد تأثيرا

ومن بين المناظر الأشد تأثيرا بحسب مسعفون شاركوا فى الانتشال كانت لجثة طفلة تبلغ من العمر نحو 10 سنوات، حيث تبين أن قدميها مغروستان فى بطن جثة سيدة وبذل رجال الإسعاف جهدا كبيرا لانتزاعها.

كان المسئولون المعنيون دعموا مرفق إسعاف شمال بـ30 سيارة أخرى بقيادة الدكتور أحمد الأنصارى رئيس مرفق الإسعاف وانتشر الجميع يبحثون فى نطاق من 10 إلى 12 كيلومترا ولمدة 8 ساعات متواصلة حتى تم إخلاء كافة الجثث والأشلاء ونقلها تباعا بطائرات باستثناء 9 جثث تم نقلها بسيارات إسعاف نظرا لحلول الظلام وتعذر هبوط الطائرات.

فاقت المواصفات العالمية

وقال الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء: إن جهود الإسعاف فى الحادث فاقت المواصفات العالمية فى السيطرة والإخلاء من منطقة صعبة التضاريس وفقا لشهادة الخبراء الدوليين، الذين وصلوا للمكان فى وقت لاحق وكانت بمثابة تجربة هى الأولى من نوعها لطاقم إسعاف شمال سيناء فى التعامل مع حوادث الطائرات، حيث اعتادوا التعامل مع حوادث الطرق والتفجيرات.

موقع الحادث

وأضاف خاطر، أن دور الإسعاف لم ينته بإجلاء الضحايا وإنما استمر ضمن معسكر طبى لرعاية خبراء دوليون فى موقع الحادث الذين ما زالوا يتوافدون لفحص حطام الطائرة.