محمد جاويش خاطر يكتب: المسار الصحيح لحل أزمة الإعلام

تعانى مصر من أزمة حقيقة فى منظومة الإعلام بها، ذلك بسبب أنه لا يوجد هناك قواعد محددة لكيفية العمل فى الإعلام أو الكيفية المسموح أن يمارس بها الإعلامى عمله، فللأسف مجال الإعلام فى مصر مستباح للجميع وأصبح مهنة لمن لا مهنة له!

بخلاف المجالات الأخرى التى يستحيل أن يعمل بها إلا ذوى التخصص فيها، فمثلا هل يستطيع أن يعمل أحد فى الطب بدون شهادة من كلية الطب؟! أوهل من الممكن أن يعمل أحد فى المحاماة بدون شهادة من كلية الحقوق؟! الإجابة بالطبع لا، لأن لكل مجال كليته ودراسته المتخصصة والخاصة به. أما الإعلام فهو متروك لعبث الجميع، ولهذا نشاهد الكم الهائل من السخط والإسفاف فى وسائل الإعلام.

لا أنكر أن العمل فى الإعلام موهبة ومهارة خاصة، ومن حق من يمتلك الموهبة أن ينميها ويطورها بالدراسة فى المجال نفسه، فبدون دراسة جادة لآداب وأخلاقيات وفنون الإعلام لا يجوز لك أن تجرؤ وتشغل مكانا ليس من حقك ولست مؤهلا له، فالمثل يقول "ادى العيش لخبازه".

يُعد الإعلام من أهم المنظومات التى يجب الاهتمام بها من قبل الجميع سواء الدولة والمسئولين أو الإعلاميين أنفسهم، حتى يقوم الإعلام بالدور المنوط به فى التثقيف والوعى، وأن يكون همزة وصل بين الحكومة والشعب وهذا طريق مزدوج إذ يمكن للإعلامى أن يفسر قرارات الحكومة وتصرفاتها للشعب كما يمكنه أن ينقل رأى الشعب للحكومة، وينبغى للإعلامى احترام عقلية القارئ أو المشاهد وتقديم المعلومات المهمة له بحيادية وموضوعية وبدون فبركة وتدليس، ويهتم بما يهم الناس فقط فهناك مثل يقول "إذا عض كلب رجلا فهذا ليس خبرا، ولكن إذا عض رجل كلبا فهذا هو الخبر"، ويشير هذا إلى أهمية الخبر ومدى تفاعل الناس تجاهه وإفادتهم به. كما يجب على الإعلامى احترام أخلاقيات مهنته، والالتزام بمواثيق الشرف التى يضعها الإعلاميين لأنفسهم والتى من المفترض أن يعملوا بها ويطبقوا أهدافها ومبادئها فى عملهم.

وعلى الدولة والمسئولين عن منظومة الإعلام فى مصر الأخذ بعين الاعتبار لمشاكل الإعلام وما يواجه الإعلاميين من ضغوطات وعقبات ومحاولة إيجاد حلول جادة وفعالة لتلك العقبات، ومن الواجب عدم التضييق على الإعلاميين وإعطاء مساحة كافية من الحرية لهم حتى يستطيعوا أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه لينهضوا بالمجتمع والسعى وراء التقدم والتنمية.