بداية علينا أن نعرف ونكون متأكدين من أن معظمنا يستقى معلوماته عن الشيعة من أفكار السلفيين، وهى فى معظمها مبالغ فيها مثل كل أفكارهم القائمة على المبالغة وصناعة العدو، فالسلفيون يختلط لديهم مفهوم العدو غالبا، فالشيعة ولو اختلفنا معهم لكن لدينا نقاط اتفاق هى الله والرسول والقرآن.
لذا عندما يبعث القيادى العراقى الشيعى مقتدى الصدر برسالة إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعبر فيها عن سعادته لما سمعه من شيخ الأزهر فيما يتعلق بالإقرار بإسلام المذهب الشيعى ويرحب بدعوة شيخ الأزهر للحوار، ووضع اليد باليد، لهو أمر مهم على القيادات والمسئولين والشعوب أن تصطاد هذه اللحظة وتجعل منها نقطة للحوار.
هذا الحوار يجب أن يقوم على أساس البحث عن الوحدة التى تجعلنا صفا واحدا فى مواجهة المتطرفين والإرهابيين، خاصة أن "مقتدى الصدر" قد هاجم المتشددين من الطرفين فقال "وأنا معكم ضدّ أى من يخالف النقطة الأولى وأعنى تكفير العقائد الأخرى كما تفعل الفرقة الداعشية الشاذة أو بعض المتعصبين من المذهب الشيعى بتكفير من يخالفهم العقيدة أو يقوم بشعائر أو طقوس خاصة".
وعليه ليكن عدونا واحد هو "التطرف والإرهاب" ولنتوقف قليلا عن الخوض فيما فرقنا ونبحث عما يجعلنا صفا واحدا، خاصة أن الأزهر له مكانة كبرى لدى المسلمين عامة وخاصة المصريين، فلو أعلن هو بدأ الحوار سيبدأ الجميع فى ذلك.
وعلينا أن ندرك تماما أن معركة السنة والشيعة هى "مجال أكل عيش" لبعض مدعى التدين على شاشات الفضائيات، يوقدون نارها ليشعلون الفتنة الكبرى، فلو انطفأت نار الفتنة لبارت تجارتهم وخسروا خسرانا كبيرا.
فى هذا الخطاب الموجه للأزهر جاءت الجملة الرئيسية التى يبدأ منها الحوار عندما قال "الصدر" هنا لا أريد من الشيعى أن يكون سنياً، ولا أريد من السنى أن يكون شيعياً" لتكن هذه هى مفتاح الحديث، ولنبحث عن المتفق ودعنا من المختلف لأنه يولد الشقاق، لنفعل ما لم يقدر الآخرون على فعله، حتى يصبح عصرنا شاهدا علينا ولنا بكوننا استطعنا أن نوحد صفى الأمة.
موضوعات متعلقة..
- تحليل يكتبه أحمد إبراهيم الشريف: يا فنانى الصعيد انتبهوا.. "المحليات" تفسد ما فعله الكبار.. وتراجع الحس الجمالى يصنع العنف